يقول فيلم وثائقي أنتجه جيمس كاميرون مخرج فيلم "تايتانيك" ان يسوع المسيح دفن في القدس الى جانب مريم المجدلية التي رزق منها بولد في فرضية اثارت على الفور جدلا واسعا.
وبحسب فيلم "قبر يسوع الضائع" الذي شارك في أخراجه الإسرائيلي سمحا ياكوبوفيتشي فان القبر الذي اكتشف منذ 1980 بالقرب من حي تالبيوت جنوب القدس خضع لدراسات وتحاليل تسمح اليوم بتأكيد انه كان يحوي جثامين المسيح ومريم المجدلية وابنهما المفترض واسمه يهوذا.
وقال كاميرون في مؤتمر صحافي في مكتبة نيويورك العامة مساء الاثنين "بصفتي منتج افلام وثائقية لا يجب ان اخاف من البحث عن الحقيقة" مشيرا الى ان فيلمه يحتوي "ادلة دامغة وغير مسبوقة" تثبت وجود المسيح فعليا.
واثار هذا الفيلم على الفور انتقادات وجدلا مثلما حصل مع فيلم "شيفرة دافنشي" الذي اكد ايضا على الطابع الانساني للمسيح وان نفى كاميرون اي رغبة لديه باثارة الجدل.
وقال "اعلم انه سيقال اننا نسعى الى نقض المسيحية. هذا بعيد عن الحقيقة وهذا التحقيق يعلن الوجود الفعلي لهؤلاء الاشخاص".
فالفيلم الذي ستبثه قناة "ديسكوفري تشانل" في الرابع من اذار/مارس يرتكز على وجود عدة اسماء عبرية منقوشة على نواويس القبر وهي يسوع بن يوسف ويهوذا بن يسوع و"مرتا ومريم" اي مريم.
وتحمل عشرة من النواويس التي عثر عليها في تالبيوت اسماء رئيسية في العهد الجديد مثل يسوع ومريم ومتى ويوسف ومريم المجدلية. وهناك اسم سادس منقوش باللغة الارامية يترجم بانه "يهوذا بن يسوع".
ولم تظهر ابحاث الحمض النووي اي علاقة دموية بين "يسوع بن يوسف" ومريم ومرتا. وبما ان دفنهم في القبر نفسه يفترض وجود علاقة قربى فان الفيلم يدعي ان يسوع ومريم المجدلية يمكن ان يكونا زوجين.
ويستند الفيلم الوثائقي ايضا على نموذج احصائي لتجنب ذريعة تردد هذه الاسماء في تلك الحقبة. فبعد دراسة فكرة وجود كل هذه الاسماء معا خلص البروفسور في علم الرياضيات في جامعة تورنتو اندريه فورفيرغر الى انه من المرجح بنسبة 600 الى واحد ان قبر تالبيوت هو فعلا ليسوع المسيح.
لكن هذه النظرية اثارت اعتراضات وانتقادات اخرين مثل عاموس كلونر عالم الاثار الاسرائيلي الذي وصف الفيلم الوثائقي بانه "مناف للصواب".
وقال لوكالة فرانس برس "لا يوجد اي دليل علمي" يثبت ان القبر هو ليسوع وعائلته بل انه "مجرد قبر يهودي يعود الى القرن الاول بعد المسيح".
واضاف ان "الاسماء الظاهرة على ست من مجموعات العظام مهمة جدا لانها تذكر باسماء شخصيات رئيسية في العهد الجديد. لكن من يقول ان +مريم+ هي +مريم المجدلية+ وان +يهوذا+ هو ابن يسوع؟ هذا لا يمكن اثباته" بشكل قاطع.
ولفت كلونر عالم الاثار في جامعة بار ايلان الى اختلاف اسلوب عمله عن اسلوب عمل مخرجي الفيلم الوثائقي. وقال "اني جامعي واعمل بطريقة علمية لا صلة لها بشيء مع عمل مخرج سينمائي".
واشار الى ان القبور ال900 التي عثر عليها حول مدينة القدس القديمة ويعود تاريخها الى الحقبة نفسها يتكرر فيها اسم يسوع 71 مرة كما عثر على اسم "يسوع بن يوسف".
ورفض قسم الاثار الاسرائيلية الادلاء باي تعليق في هذا الخصوص لكن احد المتحدثين باسمه قال في 1996 ان احتمال ان تكون العظام تعود فعلا الى عائلة المسيح "قريب من الصفر".
لكن بحسب قناة ديسكوفري الاميركية فان المعطيات العلمية الجديدة خصوصا فحوصات الحمض الريبي النووي تبعث على الاعتقاد بان القبور يمكن ان تكون احتوت في وقت ما عظام يسوع وعائلته.
في هذه الاثناء لم تتأخر بعض المنظمات المسيحية في التعبير عن استيائها.
فقد ندد القس روب شينك رئيس المجلس الوطني للاكليروس الاثنين بما اسماه "خيال هيوليوودي متنكر بحقيقة علمية". وقال "منذ سنوات هاجمت هوليوود المسيحية" في اشارة الى فيلم "شيفرة دافنشي".
واضاف "بالتأكيد على ان بقايا يسوع عادت الى التراب مع بقايا افراد عائلته ينكر المخرج الهوليوودي قدسية ابن الله وانتصاره على الموت. كاميرون يريد بكل وضوح ضرب اسفين في قلب المسيحية".
وبحسب الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية فان قبر السيد المسيح موجود في كنيسة القيامة بالقدس فيما يعتقد البروتستانت بانه يقع اكثر الى الشمال وراء اسوار المدينة القديمة. وقال جيمس كاميرون في بيان "عرضنا وجهة نظرنا والنقاش يمكن ان يبدأ الان".