البوابة-بسام العنتري
نددت كتائب شهداء الاقصى بمطالبة مستشار الامن القومي الفلسطيني جبريل الرجوب بحث حل الكتائب خلال مؤتمر المجلس الثوري الذي واصل اجتماعاته الخميس وسط مطالبات من قادة في فتح بان يتصدى لحالة الفوضى والصراعات القائمة بين مراكز قوى الحركة وبخاصة في قطاع غزة.
وعقد اعضاء المجلس الثوري الـ130 ظهر الخميس، جلسة هي الثانية في سلسلة اجتماعات طارئة بداوها الاربعاء بهدف بحث الاوضاع السياسية والامنية والمالية الصعبة التي تمر بها حركة فتح.
وابلغ عرفات المجلس في كلمة افتتح بها الاجتماعات التي تستمر ثلاثة ايام ان "الخيار الذي اعتمده الفلسطينيون هو السلام وانهم سوف يسعون مجددا من اجل هذا الهدف وان هناك ايضا حاجة الى ضخ دماء جديدة في حركة فتح استنادا الى خطوات ديمقراطية". ولم يذكر تفاصيل او اطارا زمنيا لمقترحاته.
لكن محمد دحلان مستشار الامن القومي الفلسطيني الاسبق قال ان عرفات وعد باجراء انتخابات لاختيار القيادة الجديدة وانهم سيسعون الى ان يتم ذلك في غضون ستة اشهر.
واعلن مستشار الامن القومي جبريل الرجوب في تصريحات قبيل بدء الاجتماعات، ان اعضاء المجلس الذين يجتمعون للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات، سيبحثون حل كتائب شهداء الاقصى، خلال الاجتماعات التي تعقد برئاسة الرئيس ياسر عرفات، وتستمر على مدى ثلاثة ايام.
واكد القائد العام لكتائب شهداء الاقصى، زكريا الزبيدي ردا على تصريحات الرجوب، ان الاخير او ايا من قيادات فتح "الحاليين" لا يمتلك الصلاحية او القدرة على حل الكتائب.
وقال الزبيدي في اتصال هاتفي مع "البوابة" انه "لا الرجوب ولا احد من قيادات حركة فتح الحاليين له علاقة بكتائب الاقصى، وليسوا هم من ربطها حتى يحلها".
واضاف ان "الوحيدين القادرين على حل كتائب الاقصى موجودون الان على بعد 300 متر مني".
واوضح ان سلطة حل الكتائب يمتلكها من هم "موجودون تحت الارض..شهداء الاقصى هم الذين ربطوها وهم الذين يمكلون سلطة حلها..لا نحن ولا أي من الاحياء يستطيع حلها، من يستطيع ذلك هم الشهداء، وليذهبوا اليهم ويفاوضهم في هذا الشان".
وشدد القائد العام لكتائب الاقصى على ان ذلك لا يعني ان تنظيمه قد انفصل عن حركة فتح وبات جسما قائما بذاته.
وقال "نحن فتح حتى النخاع..وهم ليس لهم علاقة بفتح..نحن فتح الاصل، وللمعلومات نحن فتح عليبون".
ونفذت كتائب شهداء الاقصى العديد من العمليات الفدائية ضد اهداف اسرائيلية داخل الخط الاخضر وفي الاراضي المحتلة، كانت اخرها عملية حاجز ايريز شمال قطاع غزة الخميس، والتي اسفرت عن سقوط شهيدين مقتل جندي اسرائيلي.
وقد رفض الزبيدي اعتبار هذه العملية رسالة الى الرجوب والمنادين بحل الكتائب معتبرا ان هذا الاستنتاج "غير صحيح".
كما رفض الاتهامات الموجهة لكتائب الاقصى بانها تسببت في افشال مبادرات واتفاقات سعت السلطة واسرائيل الى ابرامها بشان وقف اطلاق النار والتهدئة في الاراضي الفلسطينية تمهيدا لاستئناف المفاوضات السلمية.
وقال ان "عمليات كتائب الاقصى من بداية الانتفاضة المباركة (28 ايلول/سبتمبر 2000) وحتى هذه اللحظة لم تكن لهدف سياسي، ولم تكن عمليات كتائب الاقصى لنسف اية اتفاقية او اية مبادرة".
ويعزو العديد من قادة حركة فتح حالة الانفلات الامني في الاراضي الفلسطينية، الى نشاطات كتائب شهداء الاقصى التي باتت تفرض قانونها بالقوة ونفذت عدة عمليات اعدام بحق اشخاص متهمين بالعمالة لاسرائيل.
لكن الزبيدي نفي هذا الاتهام، مؤكدا ان كتائب الاقصى الاقصى هي من يتولى حفظ الامن في الاراضي المحتلة في ظل انهيار الاجهزة الامنية الفلسطينية بفعل ضربات القوات الاسرائيلية.
وقال ان "كتائب الاقصى هي القائمة الان على تطبيق النظام على اكمل وجه في المدن والقرى بعد انهيار كافة مراكز السلطة الفلسطينية على يد الجيش الاسرائيلي".
كما نفى الزبيدي ان تكون كتائب الاقصى قد نفذت عمليات اعدام خارج اطار القضاء بحق متهمين بالعمالة لاسرائيل، واتهم قيادات في حركة فتح وفي اللجنة المركزية بمحاولة الصاق هذه التهمة بالكتائب بهدف "تشويه صورتها".
وقال ان "من قاموا بهذه العمليات لا علاقة لهم بكتائب الاقصى..وللاسف تنسب الى كتائب الاقصى بدعم من بعض القياديين في حركة فتح وبعض القياديين في اللجنة المركزية، والهدف منها تفتيت كتائب الاقصى وتشويه صورتها".
استبعاد طرح حل الكتائب على "الثوري"
في هذه الاثناء، استبعد عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح حاتم عبد القادر، طرح مسالة حل كتائب شهداء الاقصى خلال اجتماعات المجلس الثوري، مؤكدا في الوقت نفسه رفض هذا الخيار من قبل لجنته التي تحظى بصلاحيات رقابية وتنظيمية في اطار فتح.
وقال في اتصال مع "البوابة" ان "موضوع كتائب الاقصى في حال فتح خلال اجتماعات المجلس الثوري، فهو لن يفتح بهدف حلها وانما لبحث كيفية وسياق تنظيمها في اطار حركة فتح".
واضاف عبد القادر انه "لا يملك احد حل كتائب شهداء الاقصى، فهي جزء اصيل ومناضل في حركة فتح، ولا شرعية لاي قرار بشطب شرعية المقاومة..ونحن في اللجنة الحركية العليا في حركة فتح رفضنا وسوف نقف ضد اية محاولة من اجل حلها مادام الاحتلال موجودا وما دام العدوان موجودا".
وتابع "وعلى العكس تماما، يجب على المجلس الثوري ان يعزز نهج المقاومة في حركة فتح في ظل الاوضاع الراهنة".
التصدي للفوضى
واشار عبد القادر الى ان اجتماعات المجلس الثوري ستبحث التصدي لما وصفه بالتناقض والفوضى السياسية والامنية والمالية التي طرأت على حركة فتح، تمهيدا لوضع اداة وخطاب سياسي موحد يحكم عمل كافة اطرها الحركة "ويكون غير قابل للاجتهادات والمبادرات الفردية".
وشدد على انه "من الان فصاعدا، لن نقبل المبادرات الفردية التي تعمم الفوضى والارباك داخل فتح".
وقال عبد القادر، وهو ايضا عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، ان اجتماعات المجلس الثوري "يجب ان تسعى الى تحديد حالة المواجهة مع الاحتلال" وان "تضع ادوات قياس من اجل تحديد خط المواجهة والمقاومة وتكون ايضا غير قابلة للاجتهاد والخروج عنها وغير قابلة لاي مبادرات فردية".
وشدد على ضرورة ان "تضع حركة فتح خطا فاصلا بين النهجين المفاوض والمقاوم، بحيث لا يختلط احدهما على الاخر..اذا ارادت فتح المضي في المفاوضات السياسية فيجب ان لا يكون ذلك على حساب المقاومة واذا ارادت المقاومة ان تمضي قدما، وهذا هو المرشح، فيجب ان يكون خطها مكملا للجهود السياسية، لا متعاكسا معها".
صراعات مراكز القوى
من جانب اخر، اكد عبد القادر على ضرورة ان يتصدى المجلس الثوري، وبشكل حازم، للصراعات التي بدات تبرز بين مراكز قوى واطراف من حركة فتح في قطاع غزة، غداة اعلان اسرائيل نيتها الانسحاب منه في سياق خطة رئيس وزرائها ارييل شارون للانفصال احاديا عن الفلسطينيين.
وشهد قطاع غزة مؤخرا مواجهات بين مسلحين محسوبين على مستشار الامن القومي السابق محمد دحلان ورجال الشرطة، فيما تلوح القوى الامنية الفلسطينية باستخدام القوة لمنع التنظيمات الفلسطينية وبخاصة حماس من السيطرة على القطاع بعد انسحاب اسرائيل، مثيرة بذلك مخاوف من حرب اهلية.
وسعى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لاحتواء الوضع في القطاع عبر عقده اجتماع مصالحة مع دحلان الذي يصفه البعض بانه اصبح رجل غزة القوي بعد ان انضم اليه مسلحون من فتح اغضبهم استبعاده من منصبه الذي شغله ابان حكومة محمود عباس، ومنعه من تولي أي منصب جديد في حكومة احمد قريع.
وقال عبد القادر ان "الوضع في غزة غير مريح بصورة عامة، ويجب على المجلس الثوري ان يضع حدا لكل مراكز القوى داخل حركة فتح وان لا يتعامل مع القضايا السياسية والامنية بالنفس القبلي والشللي".
واقر عضو اللجنة الحركية العليا في فتح بان اللقاء بين عرفات ودحلان اسهم نسبيا في التخفيف من حدة المخاوف من اندلاع اقتتال فلسطيني فلسطيني في غزة، لكنه اعتبر ان "مشاكل حركة فتح لا تحل بالمصالحة وبوس اللحى..نحن بحاجة الى نوع من التنظيم والرؤيا الواضحة لاهداف وسلوكيات وتوجهات فتح".
واضاف "يجب اغلاق كل هذه الاجتهادات ومراكز القوى التي نشأت في هذه الحركة التي تمتد من كتائب شهداء الاقصى حتى مبادرة جنيف".
حماس تؤكد مجددا ضرورة استئناف الحوار
وقد جددت حركة حماس الخميس رفضها الحديث عن احتمال وقوع "حرب اهلية" في حال انسحاب اسرائيل من قطاع غزة.
وفي بيان لحماس اكد القيادي في الحركة اسماعيل هنية ان حركته تؤكد رفضها الحديث عن "حرب اهلية داخل الساحة الفلسطينية (...) كما تسوق التصريحات التحريضية الاسرائيلية ضد حماس".
واضاف ان حركة حماس تسعى عبر اتصالات مع الفصائل الفلسطينية لاستئناف الحوار الوطني "بهدف التوصل الى ميثاق وطني كخطوة استباقية تهدف الى تاكيد وعي شعبنا وتطمين جماهيرنا الفلسطينية". واكد هنية "ضرورة تسخير الفصائل الفلسطينية للقوة من اجل خدمة قضايا الشعب الفلسطيني".—(البوابة)