قال عبد المجيد مليقطة المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي لـ (رويترز) ان الزعيم المخلوع معمر القذافي توفي اليوم الخميس متأثرا بجروح أصيب بها لدى اعتقاله قرب مدينة سرت مسقط رأسه.
وأضاف أن القذافي اعتقل وانه اصيب في ساقيه فجر اليوم الخميس بينما كان يحاول الفرار في قافلة قصفتها طائرات حلف شمال الاطلسي.
وقال مليقطة "أصيب أيضا في رأسه (...) كان هناك إطلاق نار كثيف على مجموعته وتوفي".
وسئل عما اذا كانت هناك أدلة مصورة تثبت وفاة القذافي فقال "لدينا الصور" لكنها ليست متاحة الان.
من جهته قال عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس لقناة "الجزيرة" أن معمر القذافي قتل "فعلا".
وذكرت أنباء من مدينة سرت أن سيف الإسلام نجل القذافي تمكن من الهرب خارج المدينة قبل أن يقبض عليه.
مقتل القذافي في سرت
وذكرت الانباء ان من المقرر أن يعقد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل مؤتمرا صحافيا "بعد قليل" يعلن فيه النبأ.
كما صرح محمد ليث احد القادة القادمين من مصراتة لوكالة "فرانس برس": "لقد اعتقل القذافي واصيب بجروح خطيرة لكنه لا يزال يتنفس"، مؤكدا انه رأى بنفسه القذافي.
واشار الى القذافي كان يرتدي زيا اخضر وعمامة على الراس.
كذلك قال مقاتل ليبي إن القذافي كان مختبئا في موقع تحت الأرض في سرت وكان يصيح "لا تطلقوا النار (...) لا تطلقوا النار".
من جهتها نفت قناة الليبية الموالية للقذافي ان يكون قد اعتقل او قتل كما افادت معلومات واردة من مدينة سرت لدى سقوطها بايدي مقاتلي المجلس الانتقالي الليبي.
وقالت القناة على موقعها على شبكة الانترنت "لا صحة للانباء التي يتداولها عملاء الناتو (حلف شمال الاطلسي) عن القبض على الاخ القائد معمر القذافي"، مؤكدة انه "بصحة جيدة ولا وجود لتلك الاشاعات التي تبثها قنوات العهر الاعلامي".
واضافت "انها ليست المرة الاولى التى يلجأون فيها الى تلك الاساليب الوضيعة من اجل اضعاف معنويات المجاهدين".
ردود الفعل
وفي ردود الفعل الدولية على خبر اعتقال القذافي، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لا تستطيع تأكيد نبأ اعتقال القذافي. وقالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الاميركية في بيان "لا يمكن للخارجية الاميركية في هذا الوقت تأكيد التقارير الاعلامية بشأن اعتقال معمر القذافي او قتله"، بينما قال مسؤولون كبار بالادارة الاميركية ووزارة الدفاع انهم يعملون على التحقق من تلك التقارير.
كما قال مسؤول في الحلف الأطلسي إن الحلف ما زال يتحقق من أنباء اعتقال القذافي وسيحتاج وقتا لتأكيد ذلك. ا ووصف رئيس وزراء هولندا نبأ الاعتقال بأنه "خبر سعيد" إن كان صحيحا، وقال إنه يأمل ان يواجه القذافي قريبا محكمة لاهاي.
أما الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف فقال إن الشعب الليبي هو الذي يجب أن يقرر مصير القذافي، وذلك لدى سؤاله من قبل وكالات الانباء الروسية حول اعلان اعتقال القذافي.
كذلك قال قائد عسكري في المجلس الوطني الانتقالي إن موسى ابراهيم الناطق السابق باسم حكومة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي اعتقل قرب مدينة سرت اليوم الخميس.
مقتل ابو بكر يونس
وأضاف القائد العسكري عبد الحكيم الجليل أنه رأى جثة أبو بكر يونس جابر قائد القوات المسلحة التابعة للقذافي.
وقال لـ (رويترز) إنه رأى جابر بعينيه وأظهر صورا لجثته وأضاف أن إبراهيم اعتقل أيضا وإن كليهما نقلا إلى غرفة العمليات التابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي.
من جهة أخرى، اكد طبيب لوكالة "فرانس برس" الخميس ان ابو بكر يونس وزير الدفاع في نظام العقيد معمر القذافي قتل في سرت.
وقال الطبيب عبد الرؤوف انه "تعرف الى جثة ابو بكر يونس جابر" صباح اليوم الخميس في مستشفى سرت الميداني. وذكرت صحافية من وكالة "فرانس برس" ان جثته نقلت بسيارة "بيك آب".
وكانت قوات المجلس الوطني الانتقالي قد اعلنت سيطرتها الكاملة على المدينة. ورفع مقاتلو الحكومة الليبية الموقتة العلم الوطني الجديد فوق وسط سرت اليوم الخميس بعد أن أتموا سيطرتهم على مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي.
وقال شاهد من "رويترز" إن قوات المجلس الوطني الانتقالي أطلقت قذائف المدافع ابتهاجا أثناء رفع العلم على مبنى ضخم بالمدينة التي ظلت تحت حصار قوات المجلس الانتقالي لما يقرب من شهرين.
وكانت القوات أعلنت في وقت سابق اليوم سيطرتها على مسقط رأس الزعيم المخلوع. وقال العقيد يونس العبدلي قائد العمليات في الشطر الشرقي من المدينة "تم تحرير سرت".
وتعني السيطرة على سرت أن المجلس الوطني الانتقالي يمكن ان يبدأ الآن في مهمة إرساء نظام ديمقراطي جديد قال إنه سيشرع فيه بعد السيطرة على المدينة.
وقال مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي إن مجموعة من نحو 40 سيارة تحمل قوات موالية للقذافي فرت من المدينة وتوجهت غربا.
وقال عبد السلام محمد وهو أحد مقاتلي الحكومة "لقد فر أنصار القذافي غربا (...) لكن الثوار يطوقونهم ويتعاملون معهم."
ورأى مراسلون من "رويترز" سيارت تابعة للمجلس الوطني الانتقالي وهي تدخل الحي الثاني وهو آخر جزء من سرت كانت تسيطر عليه القوات الموالية للقذافي وكذلك سيارات اخرى تتجه غربا. واقتيد اثنان من المقاتلين الموالين للقذافي اللذان بدا عليهما الوجوم في حراسة مقاتلين من المجلس الوطني الانتقالي.
وترددت أصداء الطلقات النارية من غرب المدينة.
ويطوق المئات من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي البلدة منذ أسابيع في معركة اتسمت بالفوضى أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من القوات المحاصرة للمدينة وعدد غير معروف من المدافعين عنها.
وقال مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي إن هناك أعدادا كبيرة من الجثث داخل آخر معاقل قوات القذافي لكن لم يتسن على الفور التحقق من هذا الزعم.