شهدت بلدة في ريف حماة في وسط سوريا الاثنين قصفا عنيفا من قوات النظام غداة مقتل اكثر من اربعين شخصا في المحافظة نفسها في عمليات قصف، في انتهاك مستمر لوقف اطلاق النار رغم وجود المراقبين الدوليين، في وقت اكد حلف شمال الاطلسي ان "لا نية لديه بالتدخل" في سوريا.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان القوات النظامية تقوم "بقصف عنيف" على قرية قسطون حيث "بلغ عدد القذائف التي سقطت خلال 45 دقيقة نحو 22 بالتزامن مع اقتحام القرية وسط اطلاق رصاص كثيف".
واشار المرصد الى "مخاوف من حدوث مجزرة على غرار مجزرة صوران" التي ذهب ضحيتها العشرات الاحد.
وذكر المرصد ان تظاهرات عديدة خرجت الاثنين في بلدات وقرى عدة في ريف حماة طالبت باسقاط النظام ونددت بخطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان التي تنص على وقف النار واطلاق المعتقلين وبدء حوار سياسي ولم تجد طريقها الى التنفيذ.
وبينت اشرطة فيديو بثها معارضون على الانترنت عشرات الاشخاص يتظاهرون في قرية اللطامنة مطالبين "بتسليح الجيش الحر" ورفع احد المتظاهرين لافتة رسم عليها الهلال والصليب وكتب تحتهما "الهنا واحد وهدفنا واحد".
وشهدت مناطق عدة اضرابا عاما حدادا على ضحايا بلدة صوران.
وقتل مواطن من قرية سوحا في حماة اثر اطلاق رصاص من القوات النظامية السورية. كما سقط اربعة من عناصر الامن السوري اثر استهداف حاجز بعد منتصف ليل الاحد الاثنين في حي الاربعين بمدينة حماة.
وفي ريف دمشق، قتل تسعة عناصر من المجموعات المنشقة ليلا في كمين نصبته القوات النظامية في ضواحي مدينة دوما.
ووقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في مناطق جسرين وكفربطنا وسقبا في الريف الدمشقي.
في مدينة حمص (وسط)، سقطت قذائف هاون بعد منتصف الليل على حي الخالدية، وتسمع اصوات قذائف وانفجارات واطلاق نار كثيف في المدينة منذ الصباح.
وفي منطقة درعا (جنوب)، نفذت قوات الامن السورية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة الشيخ مسكين حيث اعتقلت نحو 20 مواطنا. ودارت اشتباكات في منطقة الضاحية في مدينة درعا انشق على اثرها عدد من الجنود النظاميين.
في مدينة دير الزور (شرق)، سمعت اصوات انفجارات بحسب المرصد الذي لم يفد عن سقوط اصابات.
وفي مدينة حلب (شمال) انفجرت عبوة ناسفة اسفرت عن اصابة عنصر من القوات النظامية.
وانتقلت الاضطرابات الى الجار اللبناني حيث اسفرت اشتباكات على خلفية الازمة السورية بين عناصر مسلحة من تيارين، احدهما مؤيد للنظام السوري والاخر معارض له، عن مقتل شخصين ليل الاحد الاثنين في احد احياء بيروت.
ووقعت الاشتباكات على خلفية التوتر الذي عم شمال لبنان الاحد اثر مقتل رجل دين سني هو الشيخ احمد عبد الواحد بالرصاص عند حاجز للجيش مع شيخ اخر كان يرافقه.
ويأتي هذا التوتر بعد ايام على توقف المعارك في مدينة طرابلس شمال لبنان بين سنة مناهضين للنظام السوري وعلويين من انصار النظام اوقعت عشرة قتلى.
ونددت فرنسا باعمال العنف الدامية في سوريا ولبنان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان "الانتهاكات اليومية لوقف اطلاق النار لا يمكن التغاضي عنها ويجب ان تتوقف" مشيرا الى ان التقارير التي تصل يوميا الى الوزارة تثبت ان "النظام يواصل الاعتقالات واعمال التعذيب".
واعتبر فاليرو ان "استمرار القمع يشكل تهديدا للامن الاقليمي"، معبرا عن اسفه لمقتل رجلي دين الاحد في شمال لبنان.
كما دان الاشتباكات التي وقعت ليل الاحد الاثنين في بيروت ودعت فرنسا "كل الاطراف الى رفض الاستفزازات".
وعبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاحد عن قلقه من العنف في سوريا لكنه اكد ان الحلف "ليس لديه نية للتدخل في سوريا".
وقال راسموسن في مؤتمر صحافي خلال قمة الحلف الاطلسي في شيكاغو "ندين بشدة سلوك قوات الامن السورية وقمعهاالسكان وندعو القيادة السورية الى تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري".
وتبنت مجموعة اسلامية تطلق على نفسها اسم "جبهة النصرة" انفجارا وقع في دير الزور شرق سوريا السبت، واسفر عن مقتل تسعة قتلى، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع اسلامية على الانترنت.
وقال بيان حمل الرقم تسعة ان "جنود جبهة النصرة في المنطقة الشرقية- دير الزور شنوا هجوما على المنطقة الامنية التي تضم فرعي الامن العسكري وفرع المخابرات الجوية".
وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ذكرت ان انفجارا "انتحاريا" وقع امام مبنى مؤسسة الانشاءات العسكرية في دير الزور السبت ما ادى الى مقتل "تسعة من المدنيين وحراس المبنى واصابة العشرات بعضهم جروحه خطيرة".
واصدر الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين مرسوما يقضي بانعقاد مجلس الشعب الذي تم انتخاب اعضائه في السابع من ايار/مايو، الخميس القادم، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة ان الاسد "اصدر اليوم المرسوم القاضي بأن يدعى مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للانعقاد لأول مرة يوم الخميس المصادف في 24 ايار/مايو".
وينتخب المجلس في اجتماعه الأول رئيسه وأعضاء مكتبه الذين يعاد انتخابهم سنويا.
وجرت الانتخابات في السابع من ايار/مايو الجاري في ظل مقاطعة المعارضة واستمرار قمع الاحتجاجات.