خبر عاجل

في يومها العالمي: حقوق المرأة تتآكل في العراق وملاجئ للمعنفات بفلسطين

تاريخ النشر: 09 مارس 2007 - 09:13 GMT

في يوم المرأة العالمي الذي مر الخميس افادت التقارير ان حقوق المرأة العراقية تتآكل في زمن الاحتلال. وان المرأة الفلسطينية التي تغنى بنضالها ووقفوها الى جانب "اخيرها الرجل" لا زالت تعنف من قبل هذا الرجل فوق عنف الاحتلال فيما سيرت منظمات عالمية مسيرات لمجرد الذكرى ان نفعت.

المرأة العراقية: حقوق تتآكل

تواجه المرأة العراقية بشكل عام صعوبات متفاقمة منذ نهاية الثمانينات نتيجة الحظر الذي فرض على العراق غير ان الحرب في هذا البلد تساهم كذلك في تناقص كبير في حرياتها وحقوقها في الرعاية الصحية والتربية.

وتكشف طبيبة نسائية عرفت عن نفسها باسم مستعار هو فاطمة يوميا على نساء بغداديات في عيادتها بوسط العاصمة العراقية.

وتروي الطبيبة البالغة من العمر 55 عاما "انهن لا يعانين في غالب الاحيان سوى من مشكلات نفسية يتكلمن عن زوج قتل او عن طردهن من الحي" الذي يقمن فيه.

وحين سئلت ان كان وضع المرأة العراقية يتدهور اجابت بدون تردد "أكيد أكيد أكيد". واضافت متحدثة في الظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي "لم يعد في وسع الحوامل التوجه الى المستشفى في منتصف الليل ويسجل ارتفاع في وفيات النساء والاطفال اثناء الولادة".

ومن الصعب الحصول على احصاءات مستقلة في هذا المجال. وتفيد الامم المتحدة عن تضاعف عدد النساء اللواتي يقضين اثناء الولادة بين 1989 و2001 تحت وطأة الحظر الدولي المفروض على نظام صدام حسين والذي ادى الى تدهور النظام الصحي في هذا البلد.

وقالت الطبيبة ان السنيات من سكان بغداد يخشين الذهاب الى بعض المستشفيات التي يسيطر عليها الشيعة ويفضلن لزوم منازلهن ما يعرض حياتهن للخطر.

وقالت فاطمة انها كشفت في اليوم نفسه على امرأتين من الضحايا "الجانبية" للحرب.

وذكرت ان المرأة الاولى فقدت جنينها بعد اصابتها بصدمة نتيجة وفاة احد اقربائها في ظروف ماساوية فيما الثانية تعاني من مشكلة عقم لكن بما ان تجهيزات المساعدة على الانجاب "سرقت وبالتالي وحدها النساء الميسوريات القادرات على التوجه الى الاردن يمكنهن الحصول على مساعدة".

كذلك اقرت ليلى الخفافجي (49 عاما) النائبة عن الائتلاف الشيعي الموحد (حاكم) في مجلس النواب العراقي بان وضع المرأة تدهور. وقالت "ان وضع النساء كما المجتمع بمجمله صعب" موضحة ان الخوف على امنهن يؤدي على سبيل المثال الى تراجع على الصعيد التربوي. وقالت "ان بعض العائلات لم تعد تسمح لبناتها بالذهاب الى المدرسة ليس لانها تمانع حصولهن على التعليم بل لانها تخشى عليهن".

وتفيد ارقام الامم المتحدة ان نسبة الامية بلغت 75,5% بين النساء بالمقارنة مع حوالى 44% لدى الرجال.

وقالت الخفافجي ان "الحريات تتقلص اكثر فاكثر نتيجة انعدام الامن" موضحة انها هي نفسها عدلت عن قيادة سيارتها وفضلت مثل العديد من البغداديات ارتداء عباءة ووضع حجاب اسود حتى لا تتمايز عن سواها "تجنبا للفت الانتباه".

وتشير النائبة بالاتهام الى المتطرفين السنة الذين يزرعون المتفجرات ويخطفون نساء في حين تتحدث فاطمة عن الميليشيات الشيعية التي تتهمها بعض المنظمات غير الحكومية باغتصاب نساء بعيدا عن اي عقاب.

ويضاف الى مضايقات المتطرفين من كل الاطراف الفقر الذي يصيب عشرات النساء اللواتي يفقدن ازواجهن يوميا بسبب اعمال العنف واللواتي "ينبذهن" المجتمع لكونهن متزوجات.

وبموازاة هذه المشكلات تندر في العراق المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة حيث ان المنظمات غير الحكومية الدولية غادرت البلاد فيما توقف العديد من الجمعيات المحلية عن العمل.

فلسطين: عنف ذكوري فوق عنف الاحتلال

وافتتح اول ملجأ آمن للنساء المعنفات في الاراضي الفلسطينية الاسبوع الماضي في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية لاستقبال النساء المهددة حياتهن بالخطر.

والملجا الذي لم يبدأ بعد باستقبال الضحايا مبنى مكون من طبقتين يقع على تلة هادئة تشرف على مدينتي بيت لحم وبيت ساحور واطلق اسم عليه "محور" اختصارا لمركز حماية المراة ورعاية الاسرة.

وهو تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية ويعمل تحت رعاية السلطة والحكومة الفلسطينيتين.

وقالت المديرة التنفيذية للملجا ديانا مبارك لوكالة فرانس برس ان الظروف الحالية التي تعيشها الاراضي الفلسطينية "غير طبيعية وتزيد من حالات العنف".

واوضحت ان "الحصار والبطالة والفقر والكبت كل هذه الامور خلقت ظروف العنف فالضغط يولد العنف" مشيرة الى ان ربع النساء الفلسطينيات معنفات و2,7% من الرجال معنفون بحسب مركز الاحصاء الفلسطيني.

وقالت مبارك انها عملت نحو ثلاثين سنة في مديرية الشؤون الاجتماعية "ولم يكن لدينا اي مؤسسة لاستيعاب النساء المهددة حياتهن بالخطر وكنا نواجه مشكلة عندما تلجا الينا النساء من انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة كافة ونتساءل اين نضعهن وكيف نحميهن؟".

واضافت "كانت هناك حاجة لبناء ملجا منذ مدة طويلة وبدانا التحضير للمشروع منذ عام 1999. وفي عام 2000 تبرعت لنا بلدية بيت لحم بارض مساحتها سبع دونمات لبناء الملجا".

لكن التنفيذ تاجل بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. وفي النهاية "تم بناء البيت بمساعدة شركائنا في المشروع والداعمين لنا مثل الحكومة الايطالية التي وافقت على البناء وتدريب كوادر في ايطاليا" كما قالت.

واوضحت ان "البنك الدولي ساهم في المشروع وكانت مؤسسة التعاون الفلسطينية مسؤولة عن البناء والادارة المالية ومركز الارشاد الفلسطيني وجمعية "ديفرينس دونا" الايطالية مسؤولتين عن الشق المهني من حيث التدريب وتحضير السياسات وقوانين حماية المراة".

ومساحة المبنى 1800 متر مربع وهو يستوعب 30 امراة بحسب مبارك التي اوضحت ان الغرف مهيئة لاستقبال من ثلاثة الى اربعة اطفال ليكونوا في صحبة والدتهم.

واشارت الى ان طاقم العاملين الحالي مكون من 20 موظفا من مرشدات وموظفات ورجال امن مؤكدة "نحتاج الى عدد اكبر من الموظفين". وقالت ان المستشفيات ومراكز الشرطة والمراكز النسوية "ستوجه نساء حياتهن مهددة بالخطر الى المركز".

واكدت ان الملجأ سيعمل على "الحفاظ على اواصر الاسرة". كما سيوفر محام لمتابعة الشكاوى. واوضحت "ان البيت يستوعب المراة لمدة اقصاها سنة واحدة الا في الحالات الخاصة جدا وهناك برامج نفسية لاعادة تاهيل المراة وتعزيز ثقتها بنفسها وتمكينها. وهناك برامج مهنية مثل الكومبيوتر ومهن التجميل ومهن اخرى".

اما مديرة البيت الامن ومديرة الارشاد نجم الملوك فقالت لوكالة فرانس برس "الملجا يستقبل نساء حياتهن مهددة بالخطر اما لانهن تعرضن للاغتصاب او لانهن تعرضن او هن معرضات للعنف من خلال الزوج".

وتابعت نجم الملوك "المراة تحتاج الى مدة طويلة قبل ان تقرر انها ستترك بيتها وتبقى في معظم الاحوال من اجل اطفالها الذين يعيشون معاناة يومية جراء معايشتهم للعنف الاسري".

وتابعت "عندما تصل الينا المراة نقوم بمساعدة اطفالها لاننا لا نريد لهم العيش في بيئة واسرة مفككة وتوجد لدينا حضانة للاطفال".

واوضحت "هنا بامكان المراة التدرب تدريبا مهنيا اضافة الى اتاحة المجال لها لتكملة دراستها. نحن نحاول اعطاءها الفرصة من اجل تمكينها من الحصول على دخل ونعمل ضمن شبكة مؤسسات لمساعدتها على النهوض".

واوضحت ان المركز يساعد الرجل ايضا من خلال الارشاد "لان من غير الممكن اعداد المراة واعادتها الى البيئة نفسها اذا كان الرجل سيعيد الكرة بضربها او تعنيفها لذا نحن نقول باننا نقوم برعاية الاسرة ككل. وللمراة الخيار بالعودة الى بيتها ام لا".

مسيرات للذكرى إن نفعت

وبشكل عام فقد شهد اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار/مارس مسيرات ودعوات الى مكافحة التمييز والعنف تذكر بان تحقيق المساواة بين الجنسين ما زال بعيدا.

ففي نيويورك دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى تحركات عملية في جميع انحاء العالم مؤكدا ان "العنف ضد النساء والفتيات يترك آثاره الرهيبة في كل القارات والبلدان والثقافات".

واضاف ان اليوم المرأة للعالمي مناسبة "للتركيز على التحركات الذي يستطيع الجميع وعليهم القيام بها".

كما دعا الى تعزيز هيئات الامم المتحدة التي تعمل في قضايا متعلقة بالمرأة واقترح ان تخصص الدول ال192 الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة كل سنة موضوعا مرتبطا بالعنف الذي يمارس ضد المرأة.

وهذا ما فعله البرلمان البرتغالي الذي اختار هذا التاريخ الرمزي ليتبنى الخميس قانونا يلغي العقوبة المفروضة على الاجهاض حتى الاسبوع العاشر من الحمل. وفي مدريد اطلق منتدى يضم نساء اسبانيات وافريقيات حملة توعية تتعلق خصوصا بمكافحة بتر الاعضاء الجنسية. وتهدف هذه الحملة الى "المساهمة بشكل شامل ومبتكر في القضاء على كل انواع العنف ضد المرأة".

وشاركت في المنتدى عدة نساء بينهم رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيرليف المرأة الوحيدة التي تتولى كمنصب الرئاسة في القارة السوداء. وقد اختتم بحضور رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو.

وفي جمهورية الكونغو الديموقراطية قامت آلاف النساء بمسيرة في غوما للمطالبة "بوقف افلات مرتكبي اعمال العنف الجنسية من العقاب" في اقليم كيفو الشمالي حيث تحصي المنظمات غير الحكومية عشرة آلاف جريمة اغتصاب سنويا.

وفي جنوب افريقيا البلد الذي يشهد اعلى معدلات لجرائم الاغتصاب في العالم اطلقت حملة وطنية للحد من العنف العائلي تقضي خوصا بتمويل دور لايواء النساء اللواتي يتعرضن للضرب وحملة توعية وتبني قانون حول الجرائم الجنسية. وفي فرنسا اعترفت الوزيرة المكلفة الشؤون الاوروبية كاترين كولونا "بعدم المساواة المستمر حتى في ديموقراطياتنا الغربية حتى في اوروبا حتى في بلدنا".

وذكرت خصوصا النقص في تمثيل المرأة في هيئات السلطة مشيرة الى ان النساء يمثلن 312% من النواب في فرنسا.

كما تظاهر حوالى الف رجل وامرأة في باريس لادانة العنف وعدم المساواة والظلم ضد المرأة.

وكان يوم المرأة العالمي مناسبة لتحية الرائدات.

ففي لاهاي اشاد منتدى بالنساء اللواتي برعن في المحاكم الدولية الاولى ومن بينهم كارلا ديل بونتي مدعية محكمة الجزاء الدولية ولويز اربور التي سبقتها وتشغل حاليا منصب رئيس المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان الى جانب روزالين هيغينز رئيسة محكمة العدل الدولية اعلى هيئة قضائية تابعة للامم المتحدة

وقالت كارلا ديل بونتي في منتدى في نيويورك "علينا اعادة تقييم عملنا التقليدي المتعلق بالشهود لتكون الاجراءات اقل قسوة على النساء" اللواتي يدلين بشهادات. وفي البوسنة شهد اليوم العالمي للمرأة صدور حكم بالسجن ثمانية اشهر مع وقف التنفيذ بحق قاض في المحكمة العليا التحرش الجنسي.

وفي الدول الاسلامية حيث ما زال وضع المرأة مثار جدل كبير جرت مبادرات استثنائية.

ففي ايران افرج عن غالبية الايرانيات المدافعات عن حقوق المرأة اللواتي اعتقلن مؤخرا لانهن عبرن عن دعمهن لناشطات اخريات. وفي الجزائر قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خفض عقوبات النساء اللواتي صدرت بحقهن احكام نهائية 12 شهرا في اجراء استثنائي.

من جهة ثانية دعا بوتفليقة النساء الى الاستثمار في عالم الاعمال باللجوء الى القروض الصغيرة. وقال ان "دمج المرأة في عالم الاعمال يجب لا يكتفي بالنتائج المميزة التي تم التوصل اليها في الوظيفة العامة".

وفي المغرب المجاور تظاهرت حوالى خمسين ناشطة امام محكمة الرباط للمطالبة باحقاق العدل في قضية تحرش جنسي. وقالت متظاهرات ان "الثامن من آذار/مارس هو يوم نضال وليس يوم احتفالات".

وتتعلق القضية بموظفتين في فندق كبير في الرباط اتهمتا كبير الطباخين فيه بالتحرش الجننسي بهما لسنوات.

وفي المغرب ايضا اعلن المكتب الوطني المغربي للمطارات ان دفعة اولى من النساء اللواتي سيعملن في فرق الاغاثة والاطفاء تسلمن وظائفهن في مطار محمد السادس الدولي في الدار البيضاء.

وفي تونس طالبت ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة الحكومة التونسية برفع كل التحفظات التي تفرضها على ابرام المعاهدة الدولية لالغاء كل اشكال التمييز ضد المرأة.

من جهة اخرى اكدت ليلى بن علي حرم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ان السلم والرفاه رهن بمنح المرأة حقوقها وحريتها وحمايتها من القوى الرجعية والتطرف الاسلامي. وحذرت لدى افتتاحها ندوة دولية حول "المرأة والسلم والرفاه" ينظمها بتونس الاتحاد الوطني للمراة التونسية ومنظمة نساء جنوب افريقيا للحوار من مخاطر التمييز العنصري في افريقيا "والتذرع بالفتاوي" لفرض الانغلاق على المرأة في العالم الاسلامي.

وفي افغانستان شهد اليوم العالمي للمرأة تحذيرا للامم المتحدة من الصعوبات التي تواجهها النساء في قطاعي الصحة والتعليم. وقالت مسؤولة صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ثريا دليل "هناك مناطق ترفض طبيبات وممرضات العمل فيها". وقامت الحاكمة العامة لكندا بزيارة خاصة الى افغانستان في هذه المناسبة.

وقال ميكايل جان "انها طريقتي الخاصة للاشادة امام العالم اجمع بصبر وشجاعة وبطولة ومقاومة النساء الافغانيات". وفي باكستان كانت جرائم الشرف محور المناقشات وخصوصا قضيى مختاران ماي التي تبلغ من العمر 33 عاما وكانت في حزيران/يونيو 2002 ضحية انتقام من جمعية قبلية ردا على علاقة عاطفية يعتقد ان شقيقها اقامها مع امرأة من قبيلة محلية.

وفي مبادرة دعم منحت الحكومة الصينية العاملات نصف يوم عطلة. وفي تركيا اوقفت 92 امرأة بينهمن عدد من اعضاء حزب المجتمع الديموقراطي اكبر الاحزاب الكردية خلال تظاهرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لانهن رددن هتافات مؤيدة للاكراد وخصوصا للزعيم الكردي المسجون عبد الله اوجلان.

وفي روسيا حيث يحتفل بعيد الثامن من آذار/مارس ترسل الى النساء باقات ورود وحلويات وهويات. وحتى السجينات يحظين ببعض الليونة في الاجراءات ويتناولن وجبات طعام خاصة.

وفي المكسيك وقعت السلطات الثلاث في البلاد اتفاقا لازالة كل انواع العنف ضد المرأة بما في ذلك السجن مدى الحياة لمن يخطف امرأة. وفي بريطانيا افادت دراسة ان عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب عليا تراجع بنسبة اربعين بالمئة في المؤسسات الكبيرة نظرا لارتفاع كلفة دور الحضانات للاطفال.