دعا وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الى حوار، رسمي وشعبي، موسع بين الاتحاد الاوروبي ودول الشرق الاوسط، على الا تسثنى منه ايران وسوريا.
وقال فيشر في مقابلة مع "الجزيرة" القطرية "نحتاج الى مشاركة حقيقية مع الدول العربية لاطلاق عملية التنمية التي تحتاجها هذه المنطقة."
واضاف "نحتاج الى حوار حقيقي ونحن مستعدون دائما للتعلم... ولكنني اتفهم مخاوف اصدقائنا العرب ممن نتحدث اليهم والتي تعود لتجارب سابقة مع الهيمنة الغربية يصعب محوها."
وعرض فيشر رؤيته بشأن اجراء حوار واسع يتضمن مشاركة المؤسسات المدنية والجامعات ورجال الاقتصاد اضافة الى الزعماء الحكوميين.
وقال ان الاتحاد الاوروبي يناقش المسألة ودعا القمة العربية المقرر عقدها في اواخر اذار/مارس لبحثها ايضا.
واكد انه يتعين التفكير بجدية في اشراك دول مثل سوريا وايران لان هذه الدول جزء من المنطقة "وهي من الاطراف المهمة بغض النظر عما قد يكون لدينا من انتقادات على سياساتها".
ودعا فيشر الحلفاء الغربيين في وقت سابق هذا الشهر لاطلاق مبادرة موحدة بخصوص الشرق الاوسط تحتل فيها الطموحات الاقتصادية والاجتماعية مكانا بارزا يضاهي الاهتمام المركز على المخاوف الامنية. وجاءت دعوته استجابة لدعوة اميركية للقيام بمثل تلك المبادرة.
واعتبر فيشر في دعوته تلك، والتي اطلقها امام مؤتمر امني في مدينة ميونيخ الالمانية ان "ارهاب الجهاديين المدمر بأيديولوجيته الشمولية" لن يهزم بالقوة العسكرية.
وقال الوزير الذي ينتمي الى حزب الخضر ان «جهودنا المنسقة لتعزيز السلام والامن محكوم عليها بالفشل اذا اعتقدنا ان القضايا الامنية هي المهمة فقط».
وتابع انه كان يتعين على الغرب ان يدرك ان هناك حاجة لاقتسام ثمار العولمة مع منطقة نصف سكانها تحت سن 18 عاما.
وقال فيشر ان ايران ستحتاج الى 800 ألف وظيفة جديدة سنويا والسعودية 700 ألف الا ان الاستثمارات الاقليمية تتراجع.
وطرح فيشر مبادرة على مرحلتين تدمج بداية حلف الاطلسي وجهود الاتحاد الاوروبي الحالية في منطقة حوض البحر المتوسط.
وقال ان "عملية الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي المتوسطية" التي ستشمل دول المغرب العربي اضافة الى مصر والاردن واسرائيل والفلسطينيين وسوريا وليبيا ستسعى الى تحقيق التعاون في اربعة مجالات هي الامن والاقتصاد والقانون والثقافة والمجتمع المدني.
وقال فيشر ان الدول المشتركة معا ستتعامل مع القضايا الامنية بما في ذلك جهود الحد من التسلح في حين تقدم اوروبا لدول البحر المتوسط شراكة اقتصادية.
وتساءل فيشر "لماذا لا نسعى بنشاط لتحقيق الهدف الطموح المتمثل في اقامة منطقة تجارة حرة معا بحلول عام 2010 لتحتضن منطقة البحر المتوسط بالكامل".
وفي المرحلة التالية من خطة فيشر ستوقع المجموعة "اعلان مستقبل مشترك" مع اعضاء اخرين في جامعة الدول العربية وربما ايران ايضا.
وقال فيشر ان الدول الموقعة ستلزم نفسها بالسلام والامن وتدعم تكامل اقتصاداتها وتعزيز حقوق الانسان وتعترف بأن الرجال والنساء سواء في حق الحصول على التعليم.
وتابع فيشر انه يتعين الا تتجاهل المبادرة الصراع الرئيسي بين اسرائيل والفلسطينيين والا يسد الصراع الطريق امامها.
وحث وزير الخارجية الالماني الحلفاء الغربيين على ان يعرضوا شراكة مع دول الشرق الاوسط بحلول موعد انعقاد قمة حلف شمال الاطلسي في نهاية حزيران/يونيو. —(البوابة)—(مصادر متعددة)