رئيس الوزراء الياباني يقر بهزيمته في الانتخابات العامة

تاريخ النشر: 16 ديسمبر 2012 - 03:12 GMT
فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية في اليابان
فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية في اليابان

اقر رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الاحد بهزيمته في الانتخابات العامة، وقال انه قرر التنحي كزعيم للحزب الديموقراطي الياباني (يسار الوسط).

وصرح في مؤتمر صحافي "ساستقيل من زعامة الحزب الديموقراطي الياباني لانني اخذ هذه النتيجة على محمل الجد .. واريد ان اعتذر بشدة لعدم قدرتي على تحقيق نتائج".

وجاءت تصريحات نودا بعد ان اعلن تلفزيون "ان اتش كاي" ان توقعات تستند على نتائج رسمية واستطلاعات اجراها التلفزيون لدى الخروج من مراكز الاقتراع، تشير الى ان الحزب الليبرالي الديموقراطي فاز ب255 مقعدا على الاقل فيما لا يزال 95 مقعدا غير محسوم، مقابل حصول الحزب الحاكم على 39 مقعدا.

وردا على سؤال حول سبب اضمحلال الدعم لحزبه، قال نودا "لم نتكمن من تحقيق تطلعات الشعب عندما جئنا الى الحكومة في 2009".

واضاف "يجب ان يتحمل السياسيون مسؤولية النتائج. ان اكبر مسؤولية على مثل هذه الهزيمة الكبيرة تقع على عاتقي كزعيم للحزب".

ودعي اكثر من مئة مليون ياباني لانتخاب نوابهم البالغ عددهم 480 والذين سيختارون بدورهم رئيس وزراء لهذا البلد الذي يرتفع متوسط عمر سكانه باطراد والذي يعتبر قوة اقتصادية عظمى لكنه يشهد انكماشا.

وتعاني اليابان ايضا من عجز دبلوماسي في مواجهة العملاق الصيني المجاور الذي تجري محاولات لاستمالته لكنه يثير خشية على الساحة الدولية.

ولم يحتج الحزب الديموقراطي الياباني (يسار الوسط) لاكثر من دورة تشريعية لينهار في انظار الذين انتخبوه قبل ثلاثة اعوام واعطوه 308 مقاعد في مجلس النواب.

وتناسى الحزب الدين الهائل الذي يتجاوز مئتين في المئة من اجمالي الناتج الداخلي وقطع وعودا سخية من ضمان مجانية التعليم لطلاب المرحلة الثانوية وتقديم تعويضات عائلية وخفض الضرائب للشركات الصغيرة والمتوسطة والامتناع عن زيادة رسوم الاستهلاك.

وفي احد مراكز الاقتراع في طوكيو، قال يويشي اونو الذي يبلغ من العمر 82 عاما "لست متفقا مع الحزب الليبرالي الديموقراطي اطلاقا لكنه حزب صاحب تجربة على الاقل".

من جهتها، رأت شونيشي كاواساكي (68 عاما) وهي سيدة متقاعدة ان "الحزب الليبرالي الديموقراطي مستقر وهذا امر جيد لليابان. لكن شينزو ابي مفرط في يمينيته لذلك لا اشعر بالاطمئنان".

ويتنافس في الانتخابات 12 حزبا وخصوصا تشكيلات جديدة ما يعقد خيار الناخبين الذين كان ربعهم ما زال مترددا قبل فتح مراكز لاقتراع.

وبمعزل عن الدين الهائل البالغ اكثر من 200 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي، انتخب الحزب الديموقراطي على اساس وعود سخية من مجانية التعليم لتلاميذ المدارس وتعويضات عائلية وخفض الضرائب للشركات الصغيرة والمتوسطة وعدم زيادة الضريبة على المواد الاستهلاكية والغاء رسوم الطرق.

وسقط معظم هذه الوعود ليواجه الحزب الذي مني بهزيمة كبيرة في انتخابات مجلس الشيوخ في 2010، الواقع المرير للاقتصاد الدولي الذي يواجه انكماشا. وبدلا من "الخبز والالعاب" لم يعد لليابانيين الحق سوى في "عرق الجبين والدموع"، وهذا ما اضطر رئيس الوزراء المنتهية ولايته يوشيهيكو نودا الى "تقديم اعتذاراته للشعب" مؤخرا على امل الحصول على فرصة ثانية.

وقد اختار الحزب رئيسا جديدا هو رئيس الوزراء الاسبق شينزو ابي احد صقوره، وخصوصا في السياسة الخارجية ليحل محل نودا.

ومع ان معظم استطلاعات الرأي تتوقع فوزه، سيرث الحزب الليبرالي الديموقراطي بلدا لا يثق بنفسه وحتى في حالة تراجع، وساحة سياسية في اوج تقلباتها.

فاليابانيون وخصوصا الشباب منهم، ملوا على ما يبدو من الاحزاب التقليدية وخصوصا بسبب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها وادت كارثة فوكوشيما الى تفاقمها، معتبرين ان هذه الاحزاب لم تعد قادرة على وقف التقهقر البطىء للبلاد التي يقول ما بين 35 و40 بالمئة من اهلها انهم لم يعودوا قادرين على العيش فيها.

وفي بلد ما زال مصدوما بكارثة فوكوشيما، اصبحت المسألة النووية موضوعا انتخابيا يثير الانقسام. فقد وعد الحزب الديموقراطي بوقف استخدام الطاقة النووية نهائيا خلال ثلاثين عاما لكنه ابقى على الغموض بشأن وسائل تحقيق ذلك.

اما الحزب الليبرالي القريب من اوساط الاعمال فيقول انه يجب تحديد مهلة ثلاث سنوات للتفكير في هذه المسألة.

وعلى كل حال واي يكن الفائز في الانتخابات سيجد امامه تحديثات دبلوماسية كبيرة تتعلق خصوصا بالعلاقات مع الدولتين الجارتين كوريا الجنوبية والصين و"ادارة" التصرفات المفاجئة لكوريا الشمالية ثم اعادة التوازن الى العلاقة مع الحليف الاميركي الذي لا غنى عنه.

وقد دعت الصحف الحكومية الصينية الناخبين اليابانيين الى عدم التصويت للمتشددين.

ونصحت وكالة الصين الجديدة في تعليق الفائز في الانتخابات ايا يكن "باتباع سياسة خارجية بشكل براغماتي وعلى الامد البعيد" ما يسمح لليابان "بتهدئة العلاقات المتوترة مع جاراتها".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن