استبعدت باريس وبرلين فكرة ارسال جنود الى العراق، فيما غادر فريق عسكري ياباني متوجها الى هذا البلد الجمعة وذلك في اخطر مهمة عسكرية تقوم بها اليابان في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان بلاده ليست لديها اية خطط لارسال قوات الى العراق في هذه المرحلة.
وقال "في هذا الاطار ليست هذه قضية في الوقت الحالي .ستكون لدينا الفرصة للنظر بشكل تفصيلي في هذا عندما يتم تشكيل حكومة في العراق."
وعارضت فرنسا الحرب في العراق ولم تشارك في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام الماضي والذي اسقط صدام حسين.
ومن جهته، استبعد المستشار الالماني غيرهارد شرودر تماما فكرة ارسال جنود المان الى العراق مؤكدا استعداده لارسال مساعدات انسانية الى هذا البلد.
وقال شرويدر في مقابلة الجمعة مع قناة "ايه ار دي" التلفزيونية الالمانية "اذا طلبت منا الحكومة العراقية المقبلة ان نقدم لها مساعدات انسانية فاننا لن نرفض، لكنني قلت في الوقت نفسه انه لن يكون هناك جنود المان في العراق".
واضاف شرودر "في حال طلبت الحكومة الديموقراطية العراقية مساعدات لا سيما في حال وقوع اعتداء فانه لا يمكننا ان نرفض لا سيما في ما يخص نقل الجرحى من ضحايا الاعتداء".
القوات اليابانية
وتاتي تصريحت شرويدر في وقت غادر فيه فريق عسكري ياباني الى العراق، وذلك في اخطر مهمة عسكرية تقوم بها اليابان في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد سلسلة من حفلات التوديع في العاصمة طوكيو سافر نحو 30 فردا من القوات البرية بقوة الدفاع الذاتي وهو الاسم الرسمي لجيش اليابان الى جنوب شرق العراق كوحدة متقدمة يمكن ان تصل في نهاية المطاف الى 1000 فرد.
ومشاركة اليابان بقوات في العراق تمثل تحولا تاريخيا عن سياسة الامن الدفاعية التي انتهجتها البلاد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتمثل مغامرة سياسية لجونيتشيرو كويزومي رئيس الوزراء الذي ستتعرض حكومته لهزة عنيفة اذا وقعت خسائر في الارواح بين القوات اليابانية في العراق كما يتوقع كثيرون.
وقال وزير الدفاع الياباني شيجيرو اشيبا وهو يغالب مشاعره خلال حفل التوديع الذي حضره 180 جنديا من بينهم المجموعة التي غادرت اليوم ومجموعة تسافر لاحقا ونحو 100 من الاقارب وعدد من كبار قادة الجيش انتم عزة الشعب الياباني عزة الامة امل ان تكملوا مهمتكم سالمين
ووزع عدد من المتظاهرين منشورات معارضة لارسال قوات الى العراق قرب وزارة الدفاع اليابانية.
وحرصت الشرطة على التفريق بينهم وبين مجموعة صغيرة من اليمينيين الذين اخذوا يرددون ايها الجنود افعلوا اقصى ما بوسعكم.
ويقول منتقدون ان ارسال قوات الى العراق فيه انتهاك لدستور اليابان السلمي الطابع.
واظهرت استطلاعات الرأي ان الرأي العام يعارض القرار وان حكومة كويزومي قد تتحمل خسائر اذا وقعت خسائر في الارواح بين الجنود اليابانيين
وأصيب الرأي العام الياباني بصدمة حين قتل دبلوماسيان يابانيان بالرصاص في شمال العراق اواخر العام الماضي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)
