السويد توافق على حرق التوراة امام سفارة اسرائيل

تاريخ النشر: 14 يوليو 2023 - 02:40 GMT
غضب في اسرائيل بعد موافقة السويد على حرق التوراة

اعطت السلطات السويدية الجمعة، موافقتها على حرق نسخ من التوراة والانجيل خلال تظاهرة ستنظم السبت امام السفارة الاسرائيلية في ستوكهولم، وذلك على غرار حوادث حرق المصحف التي تكررت في هذا البلد واثارت غضبا اسلاميا واسعا.

وقالت وسائل اعلام سويدية ان طلب تنظيم التظاهرة قدمه شاب سويدي ردا على موافقة الشرطة على حرق نسخة من المصحف امام اكبر مساحد سوكهولم في اول ايام عيد الاضحى في 28 حزيران/يونيو.

وفيما اعتبرت الجالية اليهودية في السويد حرق التوراة المزمع فعلا غير نابع من معاداة السامية، لكن اسرائيل عبرت عن صدمتها وادانتها لما اعتبرته "كراهية مشينة".

وقال الحاخام موشيه دافيد هكوهين الذي يرأس كنيسا للمجتمعات الاسكندنافية لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان التظاهرة المقررة لييست حادثا معاديا للسامية او اليهود بل هو محاولة لتحدي حرية التعبير التي تستخدم كغطاء لجرائم الكراهية في السويد.

واعتبر هكوهين ان منظم التظاهرة يسعى لكشف ما اذا كان النظام الديمقراطي في السويد ينتهج ازدواجية المعايير ام لا، وهل سيسمح بحرق التوراة كما هي الحال مع المصحف.

قرار "مشين"

وفي اسرائيل، ادان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة قرار السلطات السويدية الموافقة على حرق التوراة، والذي وصفه بانه "مشين".

وقال نتنياهو في بيان ان "اسرائيل تاخذ بجدية هذا القرار المخزي الذي يلحق الضرر باقدس اقداس الشعب اليهودي"، مضيفا ان الكتب المقدسة لكافة الديانات يجب ان تحترم.

كما ندد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حرق التوراة المزمع في السويد، معتبرا ان الاساءة الى الأديان والمعتقدات ليس حرية تعبير بل "تحريض صارخ وعمل من اعمال الكراهية البغيضة".

والاسبوع الماضي، كتب أميخاي شيكلي وزير شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلي إلى رئيس الوزراء السويدي أولاف كريسترسون طالبا منه التدخل لمنع حرق التوراة والانجيل.

وفي رسالته، دعا شيكلي حكومة السويد الى منع "هذه الكراهية المشينة"، معتبرا ان الديمقراطيات الليبرالية في العالم لا مكان فيها لمثل هذا التعصب.

 

 

الحكومة السويدية رفضت طلب منع التظاهرة على اعتبار انها تندرج في اطار حرية التعبير المحمية وفقا للدستور، مع تاكيد موقفها المعارض لكافة الافعال التي تنطوي على معاداة للسامية.

واكد توبياس بيلستروم وزير خارجية السويد في رسالة رد الى الوزير شيكلي رفض بلاده كافة الاعمال المعادية للسامية، لكنه شدد على ان حرية التعبير والتجمع والتظاهر تعد حقا محميا وفق الدستور.

"كراهية اليهود"

ومن جانبه، اعتبر وزير الطاقة الاسرائيلي يسرائيل كاتس ان حرية التعبير لا تشمل حرق الكتب المقدسة للديانات تحت غطاء الليبرالية، واصفا التظاهرة المزمعة لحرق التوراة ضربا من الترويج لمعاداة السامية وكراهية اليهود.

وايضا اعتبر وزير الامن القومي الاسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير ان حرق التوراة ليس حرية تعبير بل معاداة للسامية، داعيا الى سحب سفير بلاده لدى السويد في حال عدم تدخلها لمنع حصول ذلك.

واتهم بن غفير "الاسلام المتطرف" الذي قال انه يسعى للسيطرة على السويد، بالوقوف وراء حرق التوراة المزمع امام السفارة الاسرائيلية في ستوكهولم.

والاربعاء، صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأربعاء، لصالح مشروع قرار يدين حرق المصحف ويدعو الدول الى سن قوانين تُحرّم مرتكبي هذا الفعل، رغم معارضة دول غربية رات في القرار خطرا على حرية التعبير.

وقدمت باكستان مشروع القرار على خلفية حادثة احراق نسخة من المصحف على يد لاجئ عراقي يقيم في السويد في اول ايام عيد الاضحى في 28 حزيران/يونيو الماضي.

وينص القرار على دعوة الدول إلى اعتماد قوانين تُجرّم "تدنيس" وحرق المصحف وتتيح تقديم المسؤولين عن مثل هذه الافعال الى القضاء، كما يدين "كل دعوة أو تعبير عن كراهية دينية" من مثل هذا الفعل.