شدد رئيس الجمهورية ميشال عون على أن لبنان يحتاج اليوم الى المزيد من التضامن بين أبنائه، محذرا من أن "لبنان يعاني من تبعات حرب لا قرار له فيها".
وقال عون في كلمة له خلال مؤتمر الطاقة الاغترابية "لبنان يحتاج اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى إلى المزيد من التضامن بين أبنائه، وإلى تغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحةٍ أخرى، فردية كانت أو حزبية أو طائفية".
ورأى ان "أول التحديات، لا بل المخاطر التي تواجهنا هي الوضع الإقليمي والدولي الضاغط؛ فلبنان يعاني من تبعات حرب لا قرار له فيها، والأعباء التي يتحملها جراءها تفوق بكثير قدرته على التحمل".
ولفت الى أن أكثر ما يثير قلقه وريبته أن "المجتمع الدولي يربط عودة النازحين بالتوصل الى حل سياسي"، معتبرا أن "تجارب قضايا الشعوب المهجرة في العالم، وانتظار الحلول السياسية لا تطمئن أبدا. وفي دول الجوار أكثر من شاهد".
وأضاف "إن أكبر المخاطر التي تواجهنا هي الموقف الدولي بشأن النازحين، والذي عبر عنه البيان المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الصادر عن مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي انعقد في بروكسيل، والذي يؤشر الى توطين مقنع يتعارض مع دستورنا ويناقض سيادتنا، ولن نسمح به على الإطلاق".
عليه، توجه الى المنتشرين بالقول "دوركم محوري، أنتم، يا من تشكلون امتداد لبنان في العالم، خصوصا وأن بينكم من صوته مسموع في دول القرار، فكونوا قوة ضغط حضارية، تعمل ضمن القوانين والأنظمة، لإجبار المجتمع الدولي على إعادة النظر في مواقفه".
وتابع "دور آخر ينتظركم، يتمثل في إقناع الدول التي تتواجدون فيها بدعم ترشيح لبنان في الأمم المتحدة، ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق؛ فلبنان بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو نموذج عيش الوحدة ضمن التعددية والتنوع، استطاع أن يحفظ وحدته على الرغم من الجوار المتفجر حوله".
وخلص الى القول "وإن يكن لبنان قد تأثر بالغليان الحاصل في المنطقة، فارتفعت فيه حرارة المواقف والتصاريح، إلا أنها ظلت كلها تحت سقف الوحدة الوطنية، ما أمن له الحماية، ومنع انتقال الشرارة اليه".