عودة الشتات الى الصومال تثير صدمة ثقافية

تاريخ النشر: 11 نوفمبر 2012 - 03:49 GMT
عودة الشتات الى الصومال
عودة الشتات الى الصومال

عادت ايان حسين المصممة الرائجة في لندن قبل سنتين الى الصومال حيث تروج لموضة تراعي التقاليد الاسلامية ..ومثلها الاف المهاجرين يعودون الى البلاد يدفعهم الى ذلك الحنين او التضامن او حس الاعمال لكنهم غالبا ما يتعرضون لصدمة ثقافية.

ارض الصومال استقبلت غالبية العائدين في السنوات الاخيرة. فهذه المنطقة الواقعة في شمال الصومال والبالغ عدد سكانها نحو اربعة ملايين نسمة اعلنت استقلالها من جانب واحد اعتبارا من العام 1991 وهي بمثابة واحة آمنة مقارنة بوسط البلاد وجنوبها اللذين يشهدان حربا اهلية.

ايان حسين كانت في العشرين من عمرها تقريبا عندما غادرت مقديشو العام 1997. ومع اقترابها من سن الاربعين اختارت العودة الى بلادها العام 2010 لكن الى هرغيسا عاصمة ارض الصومال للاهتمام بوالدتها المسنة.

وهي تتحدث عن اصابتها واطفالها ب "صدمة ثقافية" لدى وصولها.

يقول نجلها غوليد (18 عاما) "الامر مختلف تماما عن لندن" ويضيف بلغة انكليزية متقنة "لا يوجد سوى الغبار هنا من المستيحل ممارسة رياضة التزحلق على لوح".

وايان حسين كانت تتعاون مع ماركة معروفة في لندن وتشتري الملابس لاميرات خليجيات يأتين الى لندن الا انها اختارت نقل شغفها بالموضة الى هارغيسا..مع بعض التنازلات.

فمتجرها للملابس يقدم فساتين طويلة لمراعاة التقاليد الاسلامية الا انها تأتي بالوان زاهية. وتوضح وهي تضع منديلا احمر قانيا على شعرها "ينبغي ان نفسر الى الزبونات انهن غير مرغمات على ارتداء الاسود طوال الوقت".

قبالة متجرها في شارع رئيسي صاخب ومغبر افتتحت ايان للتو مقهى تحول سريعا الى ملتقى لانيقات هرغيسا وغالبيتهن من صوماليات الشتات يضعن هاتفهن النقال ونظارات الشمس السوداء لاحتساء فنجان كابوتشينو وتبادل الاحاديث بالانكليزية.

وتقول احداهن التي عادت من بريطانيا للعمل كمسؤولة في مصنع كوكا-كولا الذي فتح ابوابه للتو في هارغيسا ان المجتمع الصومالي الاصلي والشتات العائد "هما مجتمعان مختلفان تماما".

واضافت الشابة التي طلبت عدم ذكر اسمها لان ذلك "يطرح مشاكل"، "لاننا صوماليون يتوقع السكان هنا ان نكون مثلهم".

غادر نحو عشرين طبيبا وموفظا من طواقم طبية من اصل صومالي فنلندا الى حيث لجأوا، للعمل لمدة ستة اشهر او سنة في المستشفى العام في هرغيسا وتدريب زملائهم في برنامج يطبقه المكتب الدولي للهجرات.

ويقول احمد ابوكار وهو ممرض "انها بالنسبة لي طريقة لاخدم بلادي ولابدي امتناني لفنلندا".

اشهر التعايش الاولى كانت عاصفة بين العاملين المحليين والعائدين. ويقول ابوكار "لقد حصلت عمليات تكيف لانه كان ينبغي عليهم ان يتعرفوا علينا".

وتؤكد ايان رابي المكلفة هذا البرنامج لدى المكتب الدولي للهجرات "بطبيعة الحال لا تزال هناك خلافات فالناس يخشون ان يأخذ الاخرون مكانهم (..) لكنهم جميعهم صوماليون وبعد فترة يختفي هذا التوتر".

ويؤكد العائدون انهم تعلموا كثيرا منذ عودتهم. ويوضح ابوكار "نتعلم هنا ان نقدر الحياة البسيطة".

المدير العام الجديد للتلفزيون الوطني في ارض الصومال علي حسن خايلر الذي عاد للتو من لندن ادرك من جهته اهمية العشيرة وهي الاساس التقليدي للمجتمع الصومالي قائلا "انها نوع من ضمانة لاني اعرف ان العشيرة ستهب لمساعدتي اذا تعرضت لحادث سير او اي شيء اخر".

وواحة الاستقرار التي تشكلها ارض الصومال تشهد منافسة راهنا من العاصمة الكبرى مقديشو التي تعرف ازدهارا اقتصاديا نسبيا منذ طرد منها الاسلاميون في آب/اغسطس 2011.

ابراهيم شما (32 عاما) غادر عمله كموظف في كارديف في ويلز لادارة محل سمانة في هرغيسا.

ويقول هذا الرجل الطويل القامة الذي ارتدى الجلابةي التقليدية انه عاد بعدما غادر البلاد العام 1988 "لان الصومال باتت في حال افضل" ويؤكد "ربما سافتح متجرا في مقديشو ايضا".