اغلقت المدارس والمكاتب الحكومية ابوابها في ايران والعراق والكويت بالتزامن مع عواصف ترابية لم تفتأ تضرب دول منطقة الشرق الاوسط بوتيرة غير مسبوقة منذ مطلع الصيف، وتنشر فيها الفوضى والموت.
وأفاد التلفزيون الإيراني الثلاثاء، أن المدارس والمكاتب الحكومية أغلقت أبوابها في العاصمة ومدن أخرى بعد عاصفة رملية أخرى غطت طهران، مشيرا الى ان جودة الهواء باتت سيئة للغاية وارتفعت معدلات التلوث الناجم عن الغبار.
وهذه ثالث عاصفة رملية عاتية تشهدها إيران منذ منتصف أبريل الماضي، إذ أغلقت السلطات أيضا المدارس في طهران ومحافظات أخرى الأسبوع الماضي بسبب عاصفة رملية مماثلة ، لكنها المرة الأولى اليوم التي تعلق فيها عمل المكاتب الحكومية في طهران - التي تعد اكثر مدن العالم تلوثا- بسبب عاصفة رملية.
وشهدت مناطق غرب البلاد، الواقعة على طول الحدود مع العراق ، إغلاقا متكررا للمدارس والشركات بسبب العواصف الرملية. كما ألغيت وتأجلت عشرات الرحلات الجوية في مطارات غربي إيران يوم الاثنين.
ومن جهتها، تشهد قطر الثلاثاء، موجة غبار أثرت على الرؤية الأفقية وأدت إلى انعدامها في عدد من المناطق.
ويعزو الخبراء تكرار العواصف الترابية إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر.
وحذرت الأرصاد القطرية من "تأثر البلاد بالكتلة الغبارية وتدني الرؤية الأفقية التي وصلت إلى ٢ كم أو أقل على بعض المناطق، وانتشار الغبار الكثيف مع انعدام الرؤية الأفقية أحياناً".
وكانت إدارة الأرصاد الجوية القطرية قد حذرت الاثنين، من "اقتراب الكتلة الغبارية من أجواء البلاد، كما حذرت من رياح قوية مع رؤية أفقية متدنية على الساحل، ومن رياح قوية وأمواج عالية مع رؤية أفقية متدنية في عرض البحر".
وتوقعت أن "يكون الطقس على الساحل حتى الساعة السادسة من مساء اليوم، حارا ومغبرا مع غبار مثار على بعض المناطق أحيانا.. وفي عرض البحر يكون مغبرا أحيانا".
و ضربت عاصفه رملية مدينة الرياض في السعودية فجر الثلاثاء، فيما نقلت قناة الإخبارية عن الدفاع المدني قوله "انه من المتوقع أن تتسبب العواصف الرملية في انعدام الرؤية الأفقية إضافة لوجود نشاط في الرياح السطحية".
وذكر بيان الدفاع المدني اهم المدن والمحافظات المتوقع تأثرها بالظروف الجوية القاسية، وهي الزلفى والغاط والمجمعة ونادق ورماح وشقراء.

وقالت تقارير ان السلطات المعنية في السعودية تراقب عاصفة ترابية قوية ذات تأثير شديد تتمركز داخل الأراضي العراقية وعلى حدودها مع الكويت، وتمتد حتى الحدود الشمالية لمنطقة حفر الباطن السعودية، متسببه بانعدام تام لمدى الرؤية الأفقية.
وتشير صور الأقمار الإصطناعية إلى زحف العاصفة تدريجياً باتجاه مدينة حفر الباطن، ويُتوقع أن تؤثر عليها بشكل مُباشر، على شكل عاصفة ترابية جدارية تتسبب بانعدام لمدى الرؤية الأفقية خلال الساعات القادمة، ما سيؤثر بشكل سلبي كبير على حركة المركبات في الطرق وربما الملاحة الجوية.
عواصف متلاحقة
وفي العراق، أُغلقت المطارات والإدارات العامة وعلّقت الامتحانات في الجامعات والمدارس الاثنين ودخل نحو 4 آلاف شخص المستشفيات، بسبب العاصفة التي ضربت العراق بعد سلسلة من العواصف المماثلة التي ترزح تحت وطأتها البلاد منذ نحو شهر.

كما أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني بدولة الكويت اليوم الإثنين، عن توقف حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي مؤقتا بسبب حالة الغبار التي تشهدها البلاد بدورها حاليا.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن نائب المدير العام لشؤون خدمات الملاحة الجوية عماد الجلوي القول إن حركة الطائرات تأثرت بحالة الجو الحالية.
وأضاف أنه سيتم إعادة جدولة مواعيد الرحلات والعودة إلى حركة الطيران الطبيعية فى المطار فور تحسن الرؤية.
وفي سوريا، أفادت مصادر طبية بوفاة 10 أشخاص وإصابة المئات بحالات اختناق وجروح، جراء عاصفة الغبار التي ضربت مناطق شمال شرق البلاد.
وأكدت المصادر أن المستشفيات والمراكز الطبية في عموم مناطق شرق سوريا استقبلت أكثر من 500 إصابة وأن المئات من الذين تعرضوا لأزمات صحية وتنفسية لم يستطيعوا الوصول بسبب انقطاع الطرق جراء العاصفة الغبارية التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم.
وأكد مسؤول في ما تعرف بـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" أن العاصفة الغبارية والمطرية أدت إلى أضرار مادية كبيرة في المحاصيل الزراعية، وخاصة القمح والشعير والقطن، كما أدت إلى انهيار جدران منازل في مدن الرقة ودير الزور وانهيار أبراج كهرباء في محافظة الحسكة.
وكانت التغذية الكهربائية توقفت عن محافظة الحسكة جراء الرياح الشديدة التي أدت إلى خروج خط التوتر الطبقة -الأبواب 230 ك. ف من الخدمة والذي يعتبر الخط الرئيسي لتغذية مدن وأرياف المحافظة.