أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء في بوغوتا استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل "في أي لحظة" في حاول موافقة إسرائيل على بيان اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط، فيما يزور باريس في الأيام المقبلة لبحث طلب عضوية فلسطين في الامم المتحدة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ويقوم عباس بزيارة إلى كولومبيا في اطار جولته على دول أمريكا اللاتينية لحشد الدعم لطلب عضوية فلسطين. وقد اعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن الرئيس الفلسطيني سيزور كراكاس الثلاثاء.
وكولومبيا التي وصلها عباس مساء الأحد، هي أحد الأعضاء غير الدائمي العضوية في مجلس الامن الدولي حاليا والذين يعارضون الاعتراف بدولة فلسطين من دون مفاوضات مسبقة مع اسرائيل.
وقال عباس اثناء حفل نظمته رئيسة بلدية العاصمة الكولومبية كلارا لوبيز (يسار) واعلنته خلاله مواطن شرف في بوغوتا "نحن نؤيد مفاوضات سلمية تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل".
واضاف "نحن ذهبنا إلى الأمم المتحدة من أجل الحصول على عضوية هذه المؤسسة العالمية، ونؤكد أن الذهاب إلى الأمم المتحدة لا يتناقض إطلاقا مع المفاوضات".
وقال "نحن أعلنا في الـ23 من شهر سبتمبر الماضي أننا موافقون تماما على البيان الذي أصدرته الرباعية بشأن المفاوضات، ونحن جاهزون في أية لحظة للعودة إلى هذه الطاولة في حال موافقة إسرائيل على بيان الرباعية".
وكانت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) اقترحت في نهاية ايلول/ سبتمبر استئناف المفاوضات خلال شهر والتوصل إلى اتفاق سلام خلال سنة.
وحول موقف كولومبيا قال الرئيس الفلسطيني، إن الرئيس خوان مانويل سانتوس "يؤيد حل الدولتين دولة إسرائيل ودولة فلسطين على حدود 67، وأضاف قبل أيام أن استمرار الاستيطان لا يساعد إطلاقا على السلام وربما يقوض مسار السلام، ولذلك نحن نعرف تماما أن كولومبيا تريد الوصول إلى السلام وتريد أن تحث الأطراف المعنية للوصول إلى هذا السلام".
ومن جانب آخر أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الثلاثاء في بوغوتا أن عباس سيزور باريس في الأيام المقبلة للقاء الرئيس الفرنسي.
وقال المالكي للصحافيين "من هنا، سوف نتوجه الى فرنسا لعقد اجتماع مع الرئيس ساركوزي حول نفس الموضوع لان فرنسا هي ايضا عضو دائم في مجلس الامن" قبل ان يوضح لوكالة فرانس برس ان اللقاء سيعقد في "13 او 14" تشرين الاول/اكتوبر بعد مغادرة كولومبيا الثلاثاء.
واكد المالكي أن الفلسطينيين سيواصلون محاولات الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بعدم استعمال حق النقض (الفيتو) ضد طلبهم مؤكدا انه لا توجد حتى الان "خطة بديلة".
واضاف باللغة الاسبانية "لنا ملء الثقة بخطتنا الاساسية" معربا عن امله ايضا في ان تغير كولومبيا موقفها.
والفلسطينيون الذين يقولون ان ثمانية اصوات من اصل 15 تؤيد طلبهم في المجلس، يقومون حاليا بحملة للحصول على دعم اضافي وخصوصا من كولومبيا، الحليف القريب من واشنطن في اميركا اللاتينية.
ويشار إلى أن كولومبيا هي البلد الوحيد في أمريكا اللاتينية بالاضافة إلى المكسيك، التي تعارض الطلب الذي تقدم به عباس بانضمام دولة فلسطين كعضو كامل في الامم المتحدة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي اطار الحملة لكسب التاييد لطلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة، زار الرئيس الفلسطيني جمهورية الدومنيكيان والسلفادور الاسبوع الماضي.
وقد اقترحت السلفادور التي زارها عباس الاحد استضافة اجتماعات بين وفود فلسطينية واسرائيلية كبادرة "متواضعة" للمساهمة في عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقال وزير الخارجية هوغو مارتينيز الاثنين "اذا كان لا بد من توجيه رسالة، واذا كان المطلوب تقريب المواقف، واذا كان ينبغي تنظيم اجتماعات وكان يمكن اعتبار السلفادور ارضا محايدة، فنحن مستعدون تماما للمساهمة في عملية السلام بين اسرائيل وفلسطين".
وكان الرئيس الفلسطيني طلب الاحد من نظيره السلفادوري موريسيو فونيس الاضطلاع بدور الوسيط لاحياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتعارض الولايات المتحدة واسرائيل بشدة المسعى الفلسطيني في الامم المتحدة وتؤكدان أن أي اعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون نتيجة مفاوضات ثنائية مع إسرائيل.
وتبذل الولايات المتحدة جهودا حثيثة لمنع الفلسطينيين من الحصول على الاصوات اللازمة وتجنب استخدام حق النقض.