عامان على طوفان الأقصى: خسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة تهز "إسرائيل" (أرقام)

تاريخ النشر: 07 أكتوبر 2025 - 07:35 GMT
_

تعمّقت خسائر الاحتلال الإسرائيلي مع دخول حربه المستمرة على قطاع غزة عامها الثالث، إذ أظهرت المعطيات الرسمية والتقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث في تل أبيب حصيلة هي الأثقل منذ بدء احتلال الأراضي الفلسطينية، على المستويين البشري والاقتصادي، نتيجة اتساع رقعة المواجهات وتعدد جبهات القتال.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية "طوفان الأقصى"، ووصفتها برد مباشر على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

ونفذ المئات من عناصر النخبة في كتائب القسام اختراقًا غير مسبوق عبر 110 نقاط من السياج الحدودي المحيط بغزة، وتوغلوا مسافة وصلت إلى 22 كيلومترًا داخل أراضي الاحتلال، مستهدفين 12 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة.

ووفق معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أسفرت العملية عن مقتل 1179 شخصًا وأسر 251 آخرين، فيما اعتبرت وسائل إعلام عبرية ذلك اليوم "الأكثر سوداوية" في تاريخ الاحتلال.

وزارة الدفاع التابعة للاحتلال أعلنت لاحقًا أن عدد القتلى العسكريين منذ بداية الحرب بلغ 1152، بينهم 487 دون سن 21 عامًا، و141 فوق سن الأربعين، إضافة إلى 6313 مصابًا في صفوف الجيش، منهم قرابة 3000 أصيبوا خلال العمليات البرية في غزة التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023. بينما أشار تقرير معهد الأمن القومي إلى أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 20 ألف مصاب.

الحصيلة تضم قتلى من الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) وقوات العمليات الخاصة وأفراد الاستعداد السريع المنتشرين في جبهات غزة، جنوب وشمال فلسطين المحتلة، الضفة الغربية، ولبنان.

وبحسب القناة 12 العبرية، توزعت الخسائر بين 1035 جنديًا، و100 عنصر من الشرطة، و9 من جهاز الشاباك، و8 من حراس السجون.

على صعيد المدنيين، أفادت مؤسسة التأمين الوطني التابعة للاحتلال أن الحرب أسفرت عن مقتل 978 مدنيًا، بينهم 84 أجنبيًا، وأن يوم 7 أكتوبر وحده شهد مقتل 778 مدنيًا. كما قُتل 200 آخرون خلال العمليات اللاحقة، و30 مدنيًا في هجوم "الأسد الصاعد" ضد إيران في يونيو/حزيران الماضي.

المؤسسة أشارت كذلك إلى معالجة أكثر من 80 ألف مصاب مدني، بينهم 24 مبتوري أطراف، إضافة إلى أكثر من 36 ألف طلب للحصول على "إثبات إعاقة"، تمت الموافقة على ما يقارب 34 ألفًا منها.

الإعاقات توزعت على النحو التالي:

30 ألفًا و462 حالة نفسية

1592 حالة جسدية

1929 حالة مزدوجة (نفسية وجسدية)

ويُظهر توزيع القتلى بحسب الجبهات أن:

1721 قتيلا، بينهم 870 عسكريا، سقطوا في جبهة غزة

78 قتيلا، بينهم 31 عسكريا، في الضفة الغربية

132 قتيلا، بينهم 86 عسكريا، في جبهة لبنان

33 قتيلا خلال القصف المتبادل مع إيران

قتيل واحد و100 جريح جراء هجمات من اليمن

5 قتلى بعمليات مسلحة عند الحدود مع الأردن

كما تسببت الحرب في نزوح نحو 164 ألفًا و500 مستوطن، عاد منهم حوالي 85% بحلول مطلع 2025. وتشير التفاصيل إلى:

74 ألفًا و600 نزحوا من "غلاف غزة"، عاد منهم 90%

68 ألفًا و500 من مستوطنات الشمال

21 ألفًا من مناطق مختلفة بعد القصف الإيراني

وبحسب ذات التقرير، هاجر حوالي 76 ألفًا من الأراضي المحتلة خلال العام الأول من الحرب، فيما تقدم 119 ألفًا بطلبات تعويض عن أضرار لحقت بممتلكاتهم، منها 44 ألفًا بسبب الصواريخ الإيرانية، و27 ألفًا جراء القصف من لبنان.

على صعيد الهجمات الصاروخية، قال معهد الأمن القومي إن الاحتلال تعرض منذ اندلاع الحرب إلى:

17,300 صاروخ و593 طائرة مسيرة من لبنان

10,200 صاروخ و51 طائرة مسيرة من غزة

950 صاروخًا و1380 طائرة مسيرة من إيران

500 صاروخ من اليمن

45 صاروخًا من سوريا

وتشير الخلاصة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه منذ بدء الحرب خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية غير مسبوقة منذ تأسيسه، وسط تصاعد الضغط الداخلي، وتزايد معدلات الهجرة، واستنزاف في الموارد، وتوتر في الجبهة الداخلية.

ومن الجدير بالذكر، أن الإعلام الرسمي لجبهات المقاومة ، قد شكك في عدة مناسبات بالرواية الرسمية للاحتلال الإسرائيلي حول الخسائر البشرية في صفوف القوات المقاتلة، إذ تؤكد الجبهات أن العدد الحقيقي للخسائر يصل لعدة أضعاف ما يعترف به الاحتلال، وذلك ضمن سياسة إعلامية ونفسية، وهو ما يؤكده محللون وخبراء عسكريون بناء على معطيات المعارك والمشاهد المصورة التي تبثها فصائل المقاومة.

في المقابل، ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ نحو 67 ألفًا و173 شهيدًا، و169 ألفًا و780 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب استشهاد 460 شخصًا بسبب التجويع ونقص العلاج، بينهم 154 طفلًا، في ظل الدعم الأميركي المستمر لحكومة الاحتلال.