أعلنت وزارة الخارجية السعودية الخميس، ان طرفي نزاع السودان استأنفا في مدينة جدة غربي المملكة، مفاوضاتهما الرامية الى انهاء الحرب المتواصلة في بلدهما منذ ستة اشهر.
وقالت الوزارة في بيان ان ممثلي الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" استأنفوا محادثاتهما التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة.
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من تسعة الاف شخص قتلوا في السودان منذ اندلاع الحرب منتصف نيسان/ابريل بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لخصمه اللواء محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي،
وتسبب القتال في نزوح اكثر من خمسة ملايين ونصف المليون شخص داخل وخارج السودان.
وخاض الجيش وقوات الدعم السريع عدة جولات مفاوضات سابقة دون التوصل الى اتفاق دائم او ممتد لوقف اطلاق النار، واقتصرت تفاهماتهما على هدنات لم تكن تصمد طويلا.
وبعد جهود ووساطات، وافق الطرفان المتحاربان على استئناف مفاوضاتهما المعلقة منذ حزيران/يونيو، علما ان الجيش قال ان هذه الخطوة لا تعني انه سيوقف القتال في اطار "معركة الكرامة".
ومن المفترض ان تستأنف جولة المفاوضات الجديدة من حيث توقفت سابقتها، بحسب ما اعلنته وزارة الخارجية السعودية في بيانها.
-الحل السياسي ليس على الطاولة-
وحثت وزارة الخارجية السعودية الطرفين في بيانها على استئناف ما اتفقا عليه في إعلان جدة في الحادي عشر من ايار/مايو، وخصوصا لجهة حماية المدنيين، وكذلك على اتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرماه في نفس الشهر.
واعربت عن املها في ان تتمخض جولة المفاوضات الحالية عن اتفاق سياسي يؤدي الى استعادة الامن والاستقرار للسودان وشعبه، وفقا للبيان.
وقد تم وضع اللمسات الاخيرة على تفاصيل هذه المفاوضات خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاخيرة إلى السعودية، والتي جاءت في اطار جولة شملت عدة دول عربية وبحث خلالها الحرب بين حماس واسرائيل.
مسؤولون أميركيون قالوا ان المفاوضات التي ستستانف الخميس، ستبحث الاتفاق على وقف إطلاق النار، ولن تخوض في مسائل ذات علاقة بحل سياسي دائم، وعوضا عن ذلك ستركز على تسهيل وصول وتوزيع المساعدات.
وترافق الاعلان عن عودة الطرفين الى طاولة المفاوضات مع تجدد القتال بينهما في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، واعلان قوات الدعم السريع السيطرة على مواقع للجيش في نيالا عاصمة جنوب دارفور.