ركل ونكّل شباب لبنانيون نازح سوري في بلادهم، مع إمطاره بمجموعة من العبارات المهينة للكرامة الإنسانية، في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية الموجة العنصرية التي ضربت البلاد بعد دعوات لتظاهر سوريين ضد الجيش اللبناني، على إثر وفاة أربعة رهن الاعتقال.
ويظهر الفيديو الذي لم يُعرف مكان أو تاريخ تصويره، قطع طريق شاب سوري واتهامه بنوايا التظاهر ضد الجيش، وأجبر المعتدون الشاب على ترديد بعض العبارات، كالهتاف للجيش اللبناني، وشتم سوريا والسوريين، بالإضافة لركله بالأحذية على وجهه ووضعها فوق رأسه في حالة استسلام واستكانة من السوري الذي راح يردد ما يقولونه لتفادي مزيدًا من الألم الجسدي والنفسي.
ملاحظة: الفيديو قاسي ويحتوي مشاهد عنيفة ومؤثرة
وأثار الفيديو موجة اعتراضات واستنكاراً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، في وقت ما زالت فيه وتيرة التصريحات العدائية والتحريضية ضد النازحين السوريين في لبنان تتزايد خلال الفترة الأخيرة، وذلك على خلفية وفاة 4 سوريين كانوا رهن الاعتقال لدى الجيش اللبناني، إثر مداهمات قام بها الأخير في مخيمات النازحين ببلدة عرسال شمال شرقي لبنان الأسبوع الماضي.
البداية 30/6/2017
قتل 18 لاجئ سوري برصاص الجيش اللبناني من بينهم طفلة دهستها الدبابات في نهاية شهر حزيران/ يونيو، أثناء عمليات دهم داخل مخيمات النازحين، وحرقوا ما يقل عن عشرة خيم واعتقال 400 لاجئ في حملة عسكرية على مخيمي "النور" و"القارية" عند أطراف بلدة عرسال، تلاه عدد من الاعتقالات في أماكن أخرى أُرجع سببها لمخالفة هؤلاء اللاجئين قوانين الإقامة وعدم تجديد أوراقهم.
في الوقت الذي أعلن فيه الجيش عن نشاط أمني بحثًا عن مطلوبين ارهابيين، وقالت قيادة الجيش في بيان لها: " أثناء قيام قوة من الجيش بتفتيش مخيم النور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة، ما أدى إلى مقتله وإصابة 3 عسكريين بجروح غير خطرة. وفي وقت لاحق، أقدم 3 انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين".
بعد ذلك .. وفاة 4 أشخاص
توفي 4 من المعتقلين السوريين في ظروف غامضة وهم تحت الاعتقال وادعى الجيش اللبناني أن الوفاة جاءت لأسباب صحية تتعلق بالمعتقلين بينما أكد ناشطون وفاتهم تحت التعذيب.
ونشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرًا لمراسلته ليزي بورتر، يكشف فيه عن أدلة تشير إلى تورط الجيش اللبناني بتعذيب اللاجئين السوريين، وينقل التقرير عن مصدر قانوني شاهد الصور ، قوله إن الجيش ترك الأربعة والقيود البلاستيكية على أيديهم ولأيام عدة، بشكل أدى إلى التسبب بالألم والأذى لأيديهم وأرجلهم، وأضاف "هناك جراح منتشرة على أجسادهم كلها، خاصة أكتافهم وأذرعهم وركبهم، وأخبرني الذين اعتقلوا وأفرج عنهم بأنهم تعرضوا للتعذيب أيضًا".
كيف انقسم الشعب ونضجت العنصرية
دعا سوريون للتظاهر ضد التضييق والقتل الذي يمارسه الجيش اللبناني ضدهم بعد مقتل أربع لاجئين، بعد أن حصلوا على موافقات رسمية، ما أثار حفيظة اللبنانيين بعدم أحقية الاعتصامات، وقدموا لتظاهرة مضادة لدعم الجيش في حملته للبحث عن إرهابيين، لتقوم الداخلية بإلغاء الاثنتين.
أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، أنه حسم موضوع التظاهرات والتظاهرات المضادة التي دعت اليها الفاعليات اللبنانية والسورية شتى، بـ "عدم الموافقة على أي طلب من أي جهة للتظاهر حفظاً للسلم والأمن الأهلي".
نادين الراسي
شارك مجموعة من الفنانين والسياسيين اللبنانيين في موجة التصريحات العدائية ضد النازحين السوريين في لبنان، بينهم الممثلة نادين الراسي، التي شنت قبل يومين هجوماً لاذعاً عليهم عبر فيسبوك، لتعود وتعتذر بعد ذلك إثر انتقادات حادة طالتها من رواد الشبكات الاجتماعية وبعض المشاهير السوريين.
فيديو يتحدث عن اعتداءات طالت لاجئين سوريين بداية شهر يوليو