نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” تقريراً عن القيادي البارز في “حماس″ صالح العاروري، قالت فيه انه “يتقن العبرية بطلاقة، متدين جداً، ومعني بالتقارب بين حماس وإيران”، وانه يعتبر “المطلوب الأكثر خطورة بات يحوز نصيباً كبيراً في المفاوضات الجارية لإجراء ترتيبات سياسية في قطاع غزة”.
وبحسب التقرير، فقد “حصل العاروري على ضمانات بعدم اغتياله لدى دخوله غزة، وبات يستقبل بأذرع مفتوحة من قبل حزب الله، ويعلن أن حماس إما إنها مستعدة دائماً للمعركة، أو تكون منخرطة فيها”.
وكان العاروري في سبتمبر عام 2017، التقى بمساعد وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ما أغضب إسرائيل التي عبرت عن ذلك بصورة عاصفة أمام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب التقرير، إلا أن إسرائيل ذاتها اليوم وبعد مرور عام على تلك الزيارة، توافق على دخول العاروري لغزة، للمشاركة في المفاوضات للوصول إلى ترتيبات طويلة الأمد في غزة، رغم أن ليبرمان اتهمه بالمسؤولية عن العمليات “الأكثر فتكاً التي نفذتها حماس ضد إسرائيل”.
مواقفه
وحول تاريخ القيادي الفلسطيني، ذكر التقرير أنه كان رفض مع شريكه يحيى السنوار إعادة الجنود وجثامينهم المحتجزة خلال المباحثات حول ترتيبات قصيرة المدى في غزة، التي تتوسط بشأنها مصر والأمم المتحدة، ويصران على بحث هذه المسألة بصورة منفردة بعيداً عن الترتيبات الإنسانية والتسهيلات المعيشية لسكان القطاع.
واشترطوا أن يكون ثمن الإسرائيليين الأسرى إطلاق سراح فلسطينيين مقابلهم، لاسيما ثقيلي العيار أمثال عبد الله البرغوثي المسؤول عن تنفيذ العشرات من الهجمات المسلحة التي قتل فيها 66 إسرائيلياً وأصيب 500 آخرون، خاصة خلال العمليات الانتحارية والتفجيرية”.
وبحسب التقرير، “كان العاروري خرج من السجون بصفقة مع السلطات الإسرائيلية عام 2010، وبموجبها تم إبعاده من الضفة الغربية، ثم انتقل إلى الأردن، فإن السلطات هناك خشيت منه، فرفضوا إبقاءه لديهم، ثم انتقل إلى سوريا بعض الوقت، إلى حين اندلاع الأحداث الدامية فيها”.
وانتقل العاروري لاحقاً إلى تركيا –وفق التقرير- “حيث استضافه الرئيس رجب طيب أردوغان بصورة مريحة، وأقام ست سنوات، وبدأ من حيث إقامته في إسطنبول بتوجيه العمليات المسلحة في الضفة الغربية، وبعد ضغوط أمريكية وإسرائيلية اضطر للمغادرة، وانتقل هذه المرة إلى قطر، لكن الضغوط الأمريكية لاحقته هناك”، وفق تعبيره.
ووصل العاروري أخيراً إلى لبنان، و”استقبل في بيروت بأذرع مفتوحة من حزب الله، ونجح بتقوية علاقات حماس مع إيران، ووصفها بالدولة الوحيدة التي تدعم الحركة علانية، وبصورة جوهرية، وتقدم لها إمدادات كبيرة، بما فيها الخبراء”.
وذكر التقرير أن العبارة الأشهر للقيادي هي: “المقاومة هي المبرر الأساسي لوجود حماس، فهي إما أن تستعد للمعركة، أو تشارك فيها”.
وزعم أن “جهاز الأمن الإسرائيلي العام الشاباك كشف في 2014 عن خطط كبيرة للعاروري لتنفيذ عمليات مسلحة قاسية كانت ستجبي أثماناً بشرية باهظة من إسرائيل، تضمنت اختطاف بعضهم في الخارج والضفة، والتسلل للمستوطنات، وتحضير سيارات مفخخة في قلب المدن الإسرائيلية، وتفجير خط القطارات والملعب الكبير في القدس″.
ويزعم أنه “تم اعتقال قرابة 93 ناشطاً من حماس حينها، موزعين بين 37 قرية وبلدة فلسطينية في الضفة، وقام العاروري نفسه بتمويل هذه المخططات من الناحية المالية بأكثر من مليون شيكل (الدولار يساوي 3.6 شيكل) لشراء الأسلحة والوسائل القتالية”.
كان الأفضل أن يبقى داخلاً
وذكر التقرير أنه “في الوقت الذي يجري فيه العاروري مباحثات لترسيخ التهدئة في غزة، فإن عيونه ما زالت موجهة نحو الضفة الغربية من خلال ترميم قدرات حماس العسكرية فيها، بما فيها إنتاج قذائف صاروخية رغم الصعوبات الأمنية التي تواجهها حماس هناك”.
وبين أن “العاروري يعرف إسرائيل جيداً، يتقن العبرية بطلاقة، متدين جداً، ومعني بالتقارب بين حماس وإيران، وبسبب تقاربه مع حزب الله فإنه حظي بمقر إقامة في قلب الضاحية الجنوبية ببيروت، أحد الأماكن الأكثر أماناً في لبنان”، مشيراً نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي كبير إلى أنه من “الأكيد اليوم أن إسرائيل نادمة على إبعاد العاروري إلى الخارج، لأنه كان من الأفضل أن يبقى داخل حدودها، فسيكون من السهل وضع اليد عليه، واعتقاله متى أرادت”.