انتقدت صحيفة حكومية سورية اليوم الأحد الاتحاد الأوروبي وسياسته تجاه دمشق واعتبرت أن عقوبات الاتحاد مجرد محاولة للعودة إلى منطقة الشرق الأوسط كمستعمر.
وقالت صحيفة "الثورة" الحكومية السورية في عددها الصادر اليوم الأحد إن "أوروبا تغوص في قاع ماضيها الاستعماري وتستحضر أوراقه وأدواته وأطماعه.. تستأجر أطرافا في المنطقة وتستعجل في اللهاث خلف أضغاث أحلام، طالما أنعشت من خلالها رائحة تلك الأطماع من جديد (...) تتنوع العناوين وبعض التفاصيل لكنها تقود إلى النتيجة ذاتها إحياء لعهود غابرة من الاستعباد ومحاولات التحكم بمصير المنطقة دولا وشعوبا".
وتابعت الصحيفة الحكومية في افتتاحيتها فيما يمكن وصفه بأول رد حكومي مباشر على العقوبات النفطية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الحكومة السورية أنه "بين القديم والجديد تتبدل الأطماع في لغتها وتأتي تحت يافطات مغايرة إلا أنها منذ البداية فضحت أهدافها، ولم تترك زاوية إلا وقدمت من خلالها مشهد الدلالة عليها إمعانا في الذهاب بعيدا".
وذكرت الصحيفة الحكومية "رغم عهود التجربة المريرة ..والتقاعس الأوروبي ظلت العلاقة بين طرفي المتوسط تتجاذبها فترات المد والجزر (...) لم تستقر على حال، وتواصلت المحاولات الأوروبية لإبقاء الضفة الأخرى من المتوسط تحت دائرة النفوذ وتعامل ساستها مع قضايا المنطقة بكثير من التهور والمغامرة والرغبة في تركها كجزء من مساحة التبعية أو ساحة للمساومة عليها داخل المشهد الدولي".
واستطردت "ظلت ندوب العلاقة تحول دون المضي أبعد، وسيطر الجفاء نتيجة أخطاء الساسة الأوروبيين الذين رفضوا النظر إليها من باب الندية، ومارسوا خلال تلك العقود ازدواجية أخفت خلفها ترددهم الواضح في ممارسة دور بناء في قضايا المنطقة، رغم المد الهائل والتشجيع المتواصل ليكون بمستوى حضور أوروبا وما تمثله في ذلك المشهد ".
ووفقا للصحيفة الحكومية فإن أوروبا "بدل أن تسعى إلى تجاوز تلك الأخطاء عبر دور سياسي فعال وإيجابي أظهرت وجها كان الأسوأ وأماطت اللثام عن رغبة دفينة في استحضار الماضي الاستعماري بوجهه الأكثر بشاعة ودموية، وإلغاء لكل ما تم تحقيقه في عقود /المهادنة/، ولم تكتف بذلك، بل عمدت إلى تعميم المواجع بصور وأشكال عكست أطماعا وحنينا غير مسبوق في السيطرة، وهي تلهث خلف أطلال ما تبقى لتستعيد مجد استعمارها البغيض".