شهيد في غزة واستياء فلسطيني بعد امتناع 12 دولة عربية عن المشاركة في مرافعات الجدار

تاريخ النشر: 21 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل الجيش الاسرائيلي فلسطينيا وسط قطاع غزة وجرح طفلين واعتقل 3 فلسطينيين اخرين جنوب القطاع، بينما اعتقل رابعا قرب بيت لحم في الضفة الغربية. ياتي هذا فيما اعربت السلطة الفلسطينية عن استيائها لامتناع 12 دولة عربية عن تقديم مرافعات الى محكمة العدل الدولية بشان الجدار العازل. 

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن مديرية الامن العام في مدينة غزة اعلانها عن استشهاد فلسطيني فجر اليوم السبت في منطقة مقبولة شرق مخيم البريج في المحافظة الوسطى. 

وقالت مديرية الامن ان "قوات الاحتلال أطلقت النار تجاه أحد المواطنين في المنطقة، مما أدى إلى إصابته"، وان "سيارات الإسعاف حاولت منذ ساعات الصباح استلام المصاب لكن قوات الاحتلال رفضت ذلك، وتركته ينزف حتى استشهد متأثراً بالجروح التي أصيب بها". 

واشارت الى انها تسلمت الشهيد من الجانب الاسرائيلي في وقت لاحق من صباح اليوم السبت. 

من جهة اخرى، ذكرت مديرية الامن العام ان طفلين من منطقة حي الأمل في مدينة خانيونس، اصيبا بجروح بنيران القوات الاسرائيلية. 

وقالت "أن قوات الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين في حي الأمل، مما أدى إلى إصابة الطفل محمد خالد عرفة (13 عاماً)، بعيار ناري في القدم، والطفل خليل جميل رمضان (11 عاماً)، بعيار في القدم أيضاً، ونقلا على أثر ذلك إلى المستشفى". 

واشارت الى ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت فجر اليوم السبت، منطقة الحي النمساوي في مدينة خانيونس. ودون ان تشير الى وقوع اصابات او اضرار. 

الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، ثلاثة فلسطينيين من أسرة واحدة في منطقة الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة. 

وأفاد شهود عيان، أن قوات الاحتلال حاصرت منزل شحادة أحمد عواد الواقع غرب برج المراقبة، الذي أقامته قوات الاحتلال على أراضي المواطنين في المنطقة، وأجبرت سكان المنزل على الخروج وخلع ملابسهم في ظل الطقس البارد، ثم اعتقلت المواطن عواد وجميع أبنائه واقتادتهم إلى جهة مجهولة. 

وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم السبت فلسطينيا في بلدة الدوحة جنوب غرب المدينة. 

وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال المعززة بالآليات العسكرية، توغلت في البلدة وتمركزت وسطها، وحاصرت منزل المواطن حسين هارون فرارجة ثم اقتحمته وعاثت فيه خراباً وعبثت بمحتوياته قبل أن تعتقل المواطن أشرف حسين هارون فرارجة (27 عاماً) وتقتاده إلى جهة مجهولة. 

الجدار العازل 

الى هنا، وانتقدت السلطة الفلسطينية السبت بعض الدول العربية التي لن تشارك في مرافعات محكمة العدل الدولية بخصوص شرعية الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل على أراض فلسطينية. 

وأعرب وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث عن استياء السلطة الفلسطينية من الموقف العربي قائلا لرويترز "هناك 12 دولة عربية لم تبعث بمراسلات للمشاركة في المرافعات وهذا تقصير على الأقل في ابداء الدعم السياسي للمرافعة في المحكمة". 

وتابع "للاسف لم تسجل الا ست دول عربية للحديث شفاهة أمام المحكمة." 

وقال شعث إن هناك عشر دول عربية من أصل 22 دولة أرسلت مذكرات تفند شرعية الجدار في حين ستشارك ست دول فقط في المرافعات. 

وأضاف "لدينا الأوراق والحجج القوية وقضية اسرائيل خاسرة." 

وتبدأ محكمة العدل الدولية التي يوجد مقرها في لاهاي الاستماع الاثنين المقبل للحجج الفلسطينية المطالبة بازالة الجدار العازل الذي تقيمه اسرائيل داخل الضفة الغربية. 

وأعلنت اسرائيل مقاطعتها لجلسات المحكمة مكتفية بارسال هيكل حافلة دمرها تفجير انتحاري فلسطيني لعرضه خارج مبنى محكمة العدل الدولية. كما أرسلت مجموعة متحدثين إلى لاهاي ليحاولوا اقناع وسائل الاعلام بأن المسألة أمنية في المقام الأول وأنه ليس من حق المحكمة التدخل. 

وتبني اسرائيل الجدار من الاسمنت المسلح والاسلاك الشائكة المكهربة داخل أراضي الضفة الغربية التي احتلتها في الحرب عام 1967 مما أثار احتجاجات عربية ودولية طالبت بهدمه. 

ويتخوف الفلسطينيون من محاولة اسرائيل ضم الأراضي التي صادرتها لاقامة الجدار وأن يحول دون قيام دولة فلسطينية قادرة على البقاء. وتقول اسرائيل إن طول الجدار الذي يتلوى كالافعى داخل الأراضي الفلسطينية سيصل إلى 728 كيلومترا. 

هذا، ويستعد الفلسطينيون للبدء في اعتصامات ومسيرات احتجاجية واسعة مع انطلاق جلسات المحكمة الدولية الاثنين. 

وقد دعت القيادة الفلسطينية الى اعتبار هذه اليوم، يوما وطنيا لمعارضة الجدار يتم فيه تنظيم اعتصامات واحتجاجات واسعة في كافة ارجاء الاراضي المحتلة. 

والليلة الماضية، ترأس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اجتماعاً مشتركاً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلي الفصائل ولجنة متابعة الجدار ومحكمة لاهاي لبحث الاستعدادات لهذه التظاهرات الاحتجاجية. 

وقال بيان اصدرته اللجنة التنفيذية عقب الاجتماع انه "جرى خلال الاجتماع، بحث كافة الاستعدادات والتحضيرات الجارية لإحياء اليوم الوطني لمواجهة الجدار، الذي تقرر أن يكون في الثالث والعشرين من الشهر الجاري".  

واضاف ان الاجتماع تدارس "المواقف الدولية والهيئات الرسمية من قضية الجدار بما فيها البيان الأخير للصليب الأحمر الدولي، الذي اعتبر فيه بناء الجدار أمر غير قانوني، كما رحب الاجتماع بقرار جامعة الدول العربية اعتبار يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري يوماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني واشتراكها الفعلي في محكمة لاهاي". 

وقال البيان ان الاجتماع بحث كذلك "النشاطات التي تقوم بها العديد من المنظمات والهيئات العربية والدولية في هذه الأيام" في اطار معارضة الجدار.—(البوابة)—(مصادر متعددة)