شهيد..مبارك يعتبر خطة انسحاب اسرائيل من غزة فخ لمصر

تاريخ النشر: 08 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل الجيش الاسرائيلي فتى فلسطينيا في خانيونس، فيما رفض الرئيس المصري حسني مبارك فكرة قيام بلاده بدور امني في قطاع غزة، وذلك في وقت اكد فيه مستشار الامن القومي الفلسطيني جبريل الرجوب استعداد السلطة الفلسطينية لبسط سيطرتها على أي منطقة تنسحب منها اسرائيل، بما في ذلك القطاع. 

قتل الجيش الاسرائيلي فتى فلسطينيا في خانيونس. وفيما اكد مستشار الامن القومي الفلسطيني جبريل الرجوب استعداد السلطة الفلسطينية لبسط سيطرتها على أي منطقة تنسحب منها اسرائيل، بما في ذلك قطاع غزة، فقد ابدى رئيس اركان جيش الاحتلال معارضته الانسحاب من القطاع تحت اطلاق النار. 

وافادت مصادر طبية فلسطينية ان القوات الاسرائيلية اطلقت النار صباح اليوم الاثنين على فتى فلسطيني كان يمر قريبا من مستوطنة يهودية محاذية لخانيونس في جنوب قطاع غزة، ما ادى الى استشهاده. 

واوضحت المصادر ان الفتى خالد سليمان معمر (16 عاماً)، أصيب بعيار ناري في الرأس، مما أدى إلى استشهاده على الفور. 

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" عن شهود قولهم ان "جنود الاحتلال المتمركزين في أحد أبراج المراقبة في مستوطنة "موراغ"، أطلقوا النار على الفتى خلال فلاحته لأرضهم برفقة والده في منطقة قيزان أبو رشوان، والتي تبعد عن المستوطنة أكثر من كيلو مترين دون سبب". 

وياتي سقوط هذا الشهيد بعد يوم من المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مخيمي البريج والنصيرات وسط غزة، واسفرت عن سقوط 15 شهيدا وجرح نحو 80 آخرين.  

على صعيد اخر، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين، في مدينة جنين شمال الضفة الغربية واعتقلت ناشطا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد مداهمة منزله. 

وقال شهود ان قوات الاحتلال التي توغلت فجرا في الحي القديم من المدينة تساندها الدبابات داهمت عدداً من المنازل في الحي الشرقي، واعتقلت خلال ذلك ظافر أبو سخا (30 عاماً)، واقتادته إلى جهة مجهولة. 

وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن قوات من الجيش الإسرائيلي اعتقلت، الليلة الماضية، ناشطًا فلسطينيًا في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، جنوب بيت لحم. 

مبارك يرفض قيام بلاده بدور امني في غزة  

في غضون ذلك، رفض الرئيس المصري حسني مبارك فكرة قيام بلاده بدور أمني في قطاع غزة ووصف الخطة الاسرائيلية بأنها فخ يقود الى صراع مع الفلسطينيين وربما مع الاسرائيليين أيضا. 

وقال مبارك في حديث مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية نُشر الاثنين "انه فخ نُصب لنا لنجد أنفسنا في موقف مواجهة مع الفلسطينيين."واذا حدثت مشكلة يمكن ان نجد أنفسنا في صراع مع الاسرائيليين." 

وكانت مصادر أمن اسرائيلية قد ذكرت الاسبوع الماضي انها أجرت محادثات مع مصر حول تسليم السيطرة الأمنية للمصريين في شريط على حدود مصر وغزة في إطار خطة لإخلاء غالبية المستوطنات اليهودية في القطاع. 

وتلعب مصر دور وساطة بارزا في صراع الشرق الاوسط منذ وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979. 

ومن المتوقع ان يبحث سيلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي المقترحات الأمنية الخاصة بغزة في محادثات يجريها في العاصمة المصرية القاهرة في وقت لاحق من الاسبوع. 

ومن بين الافكار الاسرائيلية المطروحة تولي المصريين السيطرة الأمنية على ما يعرف باسم (طريق فيلادلفيا) الذي يسير بمحاذاة الحدود ويشهد مصادمات مستمرة بين القوات الاسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين طوال الانتفاضة الفلسطينية المندلعة منذ اكثر من ثلاث سنوات. 

الرجوب: مستعدون لبسط السيطرة على غزة 

وفي سياق متصل، اعلن مستشار الامن القومي الفلسطيني جبريل الرجوب ان السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي المسؤوليات الامنية في أي منطقة تنحسب منها اسرائيل، بما في ذلك قطاع غزة. 

وجاءت تصريحات الرجوب ردا على سؤال حول اعلان اسرائيل مؤخرا نيتها اخلاء مستوطنات قطاع غزة، وما اذا كانت حركة حماس ستحاول السيطرة على القطاع. 

وفي مقابلة مع صحيفة "القدس" المقدسية نشرت الاحد، قال الرجوب ان الفلسطينيين يجرون محادثات مع مصر بهدف تنسيق المواقف ازاء انسحاب اسرائيلي محتمل من القطاع. 

كما ابلغ الصحيفة ان مدير المخابرات المصرية عمر سليمان سيصل قريبا الى رام الله لاجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حول خطط اسرائيل للانسحاب من القطاع. 

هذا، وقد ابدى رئيس هيئة الأركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون معارضته الانسحاب من القطاع تحت "اطلاق النار"، وفق ما تنقله عنه صحيفة "يديعوت احرونوت". 

واعتبر يعلون ان إخلاء قطاع غزة، وفقا لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، دون اتفاق مع الفلسطينيين، قد يؤدي إلى إلحاق ضرر بإسرائيل. 

وقال "إذا أخلينا مستوطنة تحت طائلة اطلاق النار وأثناء محاربتنا للارهاب، فإنني لا أشك بأن قضيتنا لن تحل...سنضطر في المستقبل لاستثمار قوات عسكرية كبيرة جدًا لإصلاح الوضع الناجم عن إخلاء مستوطنة ما". 

وأضاف "إننا نحاول منذ سنوات التوصل إلى شيء ما، لكن لا يوجد شريك نتفاوض معه. إننا ندرس اتخاذ خطوات أحادية الجانب يجب فحص تداعياتها، وليس فقط فيما يتصل بكتيبة هنا أو هناك". 

واعتبر يعلون أن ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة "ليس انتفاضة..وإنما خطوة تمت المبادرة إليها" من قبل السلطة الفلسطينية.  

وقال ان "حرب الإرهاب هذه هي نتاج قرار بادرت إليه واتخذته القيادة الفلسطينية. سترافقنا هذه المواجهة لمدة طويلة وهي تعكس عدم اعتراف القيادة الفلسطينية الحالية بحق قيام دولة إسرائيل كدولة يهودية".—(البوابة)—(مصادر متعددة)