جدد وزير الخارجية الالماني خلال جولته التي انتهت مساء الثلاثاء في لبنان وشملت اسرائيل وسوريا، الاطراف في المنطقة الى اغتنام الفرصة السانحة لتحقيق السلام، مشيرا الى انها قد لا تكون فرصة طويلة.
وغادر شتانماير بيروت مساء بعد ان التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وقال في تصريح مقتضب للصحافيين "ان هناك مجالات وفرصا جديدة ناتجة عن مبادرة الرئيس (الاميركي باراك) اوباما".
وتابع "لا بد لكل الاطراف ان يستغلوا هذه الفرص والامكانات الآن للمشاركة في هذه العملية بشكل بناء وان يوضحوا مواقفهم بسرعة قبل ان تنقضي هذه الفرصة".
وافاد مصدر دبلوماسي ان شتاينماير اعرب عن اعتقاده امام المسؤولين اللبنانيين ان هذه الفرصة المتاحة لتحقيق تقدم في عملية السلام قد لا تتجاوز الستة اشهر.
وكان شتاينماير صرح في وقت سابق في دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره وليد المعلم بالقول "نخطىء ان كنا نظن ان الفترة الزمنية المتوافرة لتحقيق ذلك (السلام) طويلة، لان هناك حدودا زمنية وعلينا ان نستغل الفرص المتوافرة الآن".
وكان شتاينماير يتحدث عن مقاربة اوباما التي عبر عنها في خطابه في القاهرة في الرابع من حزيران/يونيو واكد فيها التزامه العمل الجاد من اجل تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني عبر حل يقوم على "دولتين لشعبين"، داعيا الى تجميد اعمال البناء بشكل كامل في مستوطنات الضفة الغربية حيث يقيم حوالى 300 الف فلسطيني.
وقال الوزير الالماني اثر اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس التي بدأ منها جولته "الجميع يعرف انه بدون وقف البناء في المستوطنات، لا يمكن احراز تقدم حاسم في عملية السلام".
واضاف ان المبادرة الاميركية القائمة على اساس "دولتين (اسرائيل وفلسطين) لشعبين" تمثل فرصة فريدة لا يمكن للمنطقة ان تفوتها.
ودعا الوزير الالماني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم، سوريا "الى تقديم مساهمتها الخاصة في عملية السلام".
وقال ان "لدى سوريا مصلحة متينة وموضوعية في تحقيق عملية السلام وانجاحها".
واشار الى ان حزب الله وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) لم يظهرا "اي اهتمام بانجاح مفاوضات السلام"، داعيا الى "تقليص الامكانات امام تلك القوى التي كانت في الماضي وتحاول اليوم عرقلة عملية السلام والاستقرار في المنطقة".
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري دعا خلال لقائه الوزير الالماني الى "تكثيف الجهود الدولية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح المعابر ووقف الاستيطان"، معتبرا انها "خطوات اولى لمناقشة عملية السلام".
ويرفض نتانياهو حتى الان وقف اعمال البناء في المستوطنات مبررا ذلك بان الحكومة الاسرائيلية لا يمكنها تجميد "النمو الديموغرافي الطبيعي" لنحو 300 الف مستوطن اسرائيلي.
واكد الاسد "اهمية عامل الوقت وضرورة التحرك بسرعة لتحقيق اي تقدم لصالح السلام والاستفادة من الاجواء الايجابية في المنطقة والعالم".
وشدد الرئيس السوري على ان "ما تطرحه سوريا بشأن السلام ليس شروطا وانما حقوق غير قابلة للتفاوض او للتنازل"، معتبرا ان "المشكلة هي في عدم وجود شريك اسرائيلي حقيقي لصنع السلام".
واكد المعلم من جهته اهمية استعادة هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل من دون شروط. وقال "نعم نريد ان نحصل على الجولان على طبق من ذهب لانه ارضنا واستعادة الحق شيء طبيعي".
وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ابلغ وزير الخارجية الالماني الاثنين ان الرئيس السوري "لا يمكنه الحصول على الجولان على طبق من فضة وان يستمر في علاقته مع ايران ويدعم حزب الله".
وقال المعلم "في ما يتعلق بالعلاقات مع حزب الله او ايران، هذا الشيء يعتبر من ضمن الشروط المسبقة"، مضيفا "من يريد ان يعرف ماذا سيحدث بعد اعادة الجولان، عليه ان يأتي الى المفاوضات وهي التي ستقرر".
واشار الوزير السوري الى احتمال استئناف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل عبر الوسيط التركي، معتبرا اياها "الطريق الاسلم للانطلاق نحو مباحثات مباشرة تؤدي الى نتيجة"، لكنه اكد ان بلاده تريد "قبل كل شيء التأكد من وجود قرار سياسي اسرائيلي لتحقيق السلام".
واجرت سوريا واسرائيل العام الفائت مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية توقفت عقب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في كانون الاول/ديسمبر 2008.