ذكر تقرير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي كشف خلال لقاء سري مع زعيم المعارضة شمعون بيريز، عن عزمه تفكيك عشر مستوطنات يهودية على الاقل في الضفة الغربية. ومن جهة اخرى، فقد اقترحت السعودية على الدول العربية تبني مبادرة "جنيف" للسلام، برغم معارضة لبنان.
افاد التلفزيون الرسمي الاسرائيلي مساء الاثنين ان رئيس الوزراء ارييل شارون اقترح الاسبوع الماضي تفكيك 10 مستوطنات يهودية على الاقل في الضفة الغربية ضمن خطته للفصل مع الفلسطينيين.
وقال التلفزيون انه تم التعبير عن هذه النية اثناء لقاء سري الاسبوع الماضي بين شارون وزعيم المعارضة شيمون بيريز، من دون تحديد المستوطنات المعنية.
وحث بيريز رئيس الوزراء على نشر اقتراحه لكن هذا الاخير رفض، مؤكدا انه يرغب اولا في طرحه على الولايات المتحدة التي سيزورها قريبا.
واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم الاثنين ان شارون سيزور واشنطن هذا الشهر لمحاولة الحصول على موافقة الولايات المتحدة على خطته لفك الارتباط مع الفلسطينيين، والتي تتضمن انسحابا مقترحا من قطاع غزة.
وكان شارون اعلن في الثاني من شباط/فبراير خطة لاخلاء 17 مستوطنة في غزة (يقيم فيها 7500 نسمة) في اطار "خطة الفصل" مع الفلسطينيين، مما اثار موجة غضب في صفوف المستوطنين وداخل ائتلافه الحكومي.
واستقبل شارون الخميس الماضي مساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف شؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز والرجل الثاني في مجلس الامن القومي ستيفن هادلي والمسؤول عن ملف الشرق الاوسط داخل هذا المجلس اليوت ابرامز ليعرض عليهم خطته للفصل من جانب واحد.
والاثنين، التقت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس مسؤولين اسرائيليين اوفدهم شارون الى واشنطن في محاولة لكسب التاييد لخطته.
وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان رايس التقت دوف فايسغلاس، مدير ديوان شارون، ورئيس مجلس الأمن القومي غيورا آيلاند، وسفير إسرائيل في واشنطن، داني أيالون.
واضافت ان اللقاء الذي دام اكثر من اربع ساعات، سبقه لقاء اخر جمع الوفد الاسرائيلي مع وزير الخارجية الأميركي، كولن باول، ومساعديه لشؤون الشرق الأوسط.
ومن المنتظر أن يقوم شارون بزيارة واشنطن في النصف الثاني من الشهر الجاري، لكن لم يتم حتى الآن تحديد موعد نهائي للزيارة.
وترغب إدارة بوش في رؤية خطة إسرائيلية مبلورة وكاملة، قبل أن يجتمع شارون مع بوش.
ويتوخى الجانب الأميركي قدرًا كبيرًا من الحذر بهذا الشأن بسبب الانتخابات الأميركية التي تجري هذا العام.
السعودية تقترح تبني مبادرة جنيف
الى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية إن السعودية اقترحت الاثنين ان تقر الحكومات العربية مبادرات السلام غير الرسمية التي يطرحها النشطاء الاسرائيليون والفلسطينيون على الرغم من معارضة لبنان الذي يخشى ان يضطر الى استيعاب مئات الاف من اللاجئين الفلسطينيين.
وفي اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة وزع السعوديون وثيقة لاحياء مبادرة السلام السعودية التي اقرتها قمة بيروت في عام 2002.
اما المبادرة الرئيسية غير الرسمية وهي وثيقة جنيف فقد اتفق عليها في سويسرا في العام الماضي كل من يوسي بيلين ابرز الحمائم الاسرائيليين مع الوزير الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه.
وتتجاوز الوثيقة المبادرات العربية السابقة في انها تعطي لاسرائيل الحق في تقرير عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يمكن ان تقبل عودتهم.
وقال المسؤولون اللبنانيون ان هذه الصيغة لايمكن قبولها لانها لا تتضمن حلا لنحو 300 الف فلسطيني يعيشون في لبنان كلاجئين.
ويقول لبنان ان منحهم الجنسية اللبنانية ليس خيارا مطروحا بسبب تأثير ذلك على التوازن السكاني الهش في البلاد.
وبدأت الحرب الاهلية اللبنانية التي استعرت بين عامي 1975 و1990 كنزاع بين الفلسطينيين وحلفائهم المحليين في جانب والمسيحيين المعارضين لوجودهم في الجانب الاخر.
وقال الدبلوماسيون العرب ان مصر وسوريا من المرجح ان يفضلا الاقتراح السعودي باقرار وثيقة جنيف بينما سيتحفظ عليها لبنان والفلسطينيون.
اما الاقتراح باحياء الاقتراح السعودي فهو اقل اثارة للجدل لان القادة العرب قبلوا المبادرة بالفعل.
وتعرض المبادرة على اسرائيل السلام والاعتراف الكامل بها من قبل الدول العربية اذا ما انسحبت الى حدود 1967 قبل ان تحتل اسرائيل غزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان.
وقال الدبلوماسيون العرب انهم لايتوقعون من وزراء الخارجية العرب او القمة العربية التي ستعقد في تونس خلال الشهر الجاري ان يطرحوا اي تعديلات هامة على الخطة السعودية لانهم لايعتقدون ان هناك فرصة كبيرة لقبولها من قبل الحكومة الاسرائيلية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)