يبدو ان سيناريو حرب افغانستان في الثمانينات يتكرر اليوم في الحرب في اوكرانيا من ناحية المقاتلين الاجانب العائدين بعد ان تضع الحرب اوزارها.
وفق مصادر سياسية وامنية وتقارير متطابقة فان الدول الغربية وبعد ان نفذ مخزون السلاح من مخازن اوربا، وتبعه انفضاض قوات المرتزقة الغربيين الذين استنزفت قوتهم، ووجدو ان مدة الحرب طالت ولم يعد بمقدورهم الاستمرار والانخراط فيها، فان تلك الدول باتت تبحث عن اقليات في الدول العربية تناصب العداء التاريخي لروسيا لتحريضهم وحثهم على التطوع في كتائب مقاتلة ، مع وعود مالية وقومية واخرى تغريهم بالاستقلال لمناطقهم التي هجرو منها قبل عشرات او مئات السنين خاصة من مناطق القوقاز.
وعلى الرغم من طي تلك الصفحات في ظل تمتع تلك المناطق القوقاز على وجه التحديد بالامن والاستقرار والازدهار، فان الاجهزة الامنية الغربية وضعت نصب اعينها اعادة فتح تلك الملفات وتحريض المواطنين من ذوي الاصول القوقازية لرميهم في مستنقع حرب ضروس.
وتلمع في الافق ملامح سيناريو دموي مستقبلي بعد ان تضع الحرب اوزارها، وهو مشابه لما جرى في افغانستان عندما جرت الـ CIA واجهزة امنية ودول وحكومات عربية المتشددين الى افغانستان للتخلص منهم، لكن هؤلاء عادو فيما بعد بطرق شرعية وغير شرعية الى بلدانهم الاصلية ، وباتت المضايقات تحيط بهم بعد ان هدأت الاحوال في افغانستان ، وشكلو قنابل موقوته في دول المصدر، مستفيدين من علاقاتهم واتصالاتهم الجديدة وتدريباتهم على القتال والتخفي، وهذا ما جرى في الجزائر ابان العشرية السوداء التي قتلت مئات الالاف من المدنيين بالاضافة الى دورهم في احداث ليبيا وقبله في العراق ثم سورية.
الطبيعة لا تتحمل الفراغ ، وهو بالنسبة للمتطرفين قاعدة قائمة والمؤكد انهم سيذهبون باتجاه ترتيب صفوفهم بعد مقتل غالبيتهم في سورية والعراق وغيرها من البؤر المتوترة او التي ستتحول الى دائرة التوتر.
