اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده يمكن ان تلعب دورا كبيرا في جهود اخماد العنف الطائفي في العراق، فيما دعا الزعيم الشيعي العراقي عبدالعزيز الحكيم من ايران الى حوار بين واشنطن وطهران بشأن العراق.
وقال الرئيس الاسد في مقابلة مع تلفزيون "ايه بي سي" الاميركي الاثنين "سيكون دورنا من خلال دعم الاطراف المختلفة داخل العراق بدعم من اطراف اخرى مثل الولايات المتحدة واي دولة اخرى في العالم -- هذه هي الطريقة التي نستطيع من خلالها ان نوقف العنف".
واضاف الاسد "تربطنا علاقات جيدة بكافة الاطراف بما فيها تلك المشاركة في هذه الحكومة وتلك التي تعارض هذه العملية. هذه هي الطريقة التي يمكن ان تقدم سوريا المساعدة من خلالها".
واشار الرئيس السوري الى ان الولايات المتحدة ربما تكون فوتت فرصة احلال السلام في العراق.
واضاف "بعد نحو اربع سنوات من الاحتلال لم يستخلصوا العبر ولم يبدأوا الحوار. اعتقد ان الوقف قد فات على قيامهم باي تحرك في هذا الاتجاه".
كما انتقد الاسد افراط واشنطن في الاعتماد على الخيارات العسكرية بدلا من السعي الى الحلول السياسية لاخماد العنف في العراق.
وقال الاسد "انهم مسؤولون عن الوضع السياسي ولم يبدأوا اية سياسة داخل العراق. انهم فقط يتحدثون عن ارسال قوات اكثر او اقل. ولا يتحدثون سوى عن الجنود والقوة وليس عن العملية السياسية".
واضاف انه بدون جهود سوريا "فان هذه الفوضى في العراق ستمتد الى سوريا وغيرها من الدول".
وتابع "يجب ان يتوقفوا عن البحث عن كبش فداء. اذا لم تكن قادرا على اطفاء النار بعد اشعالها فانها ستحرقك".
وانتقد الاسد سياسات الرئيس الاميركي جورج بوش وقال "هذه الادارة غير مستعدة لتحقيق السلام فليست لديهم الارادة او الرؤية لذلك. هذا ما اعرفه عن الادارة وليس عن الرئيس بشكل خاص".
وعندما سئل الاسد عن اسم زعيم او دبلوماسي يثير اعجابه ذكر الرئيس السوري اسم الرئيسين الاميركيين السابقين جورج بوش الاب وبيل كلينتون. وقال "ربما بوش الاب بسبب ارادته لتحقيق السلام. وبالطبع فقد كانت للرئيس كلينتون نفس الارادة وحظي بالاحترام".
حوار اميركي-ايراني
وفي سياق متصل، فقد دعا مرشد الجمهورية الايرانية اية الله علي خامنئي العراقيين الاثنين الى الوحدة لدى استقباله عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي دعا الى الحوار بين ايران والولايات المتحدة.
وقال خامنئي الذي اورد تصريحه التلفزيون الرسمي الايراني ان العراقيين "اكانوا سنة او شيعة او اكرادا او عربا او تركمانا يجب ان يبقوا يقظين ويحافظوا على تضامنهم".
واضاف خامنئي متوجها الى الحكيم زعيم الحزب الشيعي في العراق ان "الجمهورية الاسلامية لطالما سعت الى احلال الامن والتنمية والتقدم في العراق والحفاظ على سلامة اراضيه".
وقال الحكيم انه يثمن المساعدة الايرانية الى الحكومة والشعب العراقيين واشاد ب "الدور البناء الذي تضطلع به ايران" لاحلال الاستقرار في العراق المجاور.
واعتبر من جهة اخرى ان "مفاوضات بين ايران والولايات المتحدة هي من مصلحة كل المنطقة" على ما ذكرت وكالة الانباء الطالبية الايرانية.
وهذه المفاوضات غير مطروحة لان واشنطن ترفض اي حوار مع طهران ما لم تلب الاخيرة مطالب المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
والحال هو نفسه مع أي حوار مع دمشق، حيث تشترط واشنطن ان توقف سوريا دعمها لما تصفه بالارهاب وتنهي تدخلاتها في جارتها لبنان.
وحدد الحكيم هذا الحوار في اطار النزاع في العراق مشيرا الى انه "في ظل الظروف الخاصة في المنطقة سترتدي المحادثات بين الولايات المتحدة وايران اهمية كبيرة وكل المسؤولين العراقيين يريدون ان تحصل".
والتقى الحكيم الذي لم يكشف عن تفاصيل زيارته لطهران الاحد وزير الخارجية منوشهر متكي.
ويقيم الحكيم علاقات وثيقة مع الجمهورية الاسلامية التي دعمت انشاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق العام 1982 وقد استضافت قادته في عهد صدام حسين.
وتتهم الولايات المتحدة ايران بدعم الميليشيات الشيعية في العراق الامر الذي تنفيه طهران التي تؤكد انها توفر دعما فقط للحكومة العراقية. ودان اية الله خامنئي الاثنين "جهود الولايات المتحدة لتدمير هذه العلاقة الوثيقة".
—(البوابة)—(مصادر متعددة)