احتجزت سلطنة عمان شاعرا ومدونا ضمن عشرة أشخاص اعتقلتهم خلال الأسبوعين الماضيين في إطار ما قال مصدر إنه حملة للشرطة على المعارضة وسط استياء متزايد في السلطنة.
وقال نشطاء يوم السبت إن من بين ستة أشخاص اعتقلوا ليل الجمعة المدون حسن الرقيشي والكاتبان حمود الراشدي ونبهان الحنشي والشاعر حمد الخروصي.
وأضاف النشطاء أن أربعة آخرين اعتقلوا في حوادث مختلفة في الأسبوعين المنصرمين ليرتفع العدد الإجمالي للمعتقلين إلى عشرة. وكتب نشطاء محليون على صفحة الفريق العماني لحقوق الإنسان الرسمية على فيسبوك إن ثلاثة من النشطاء محتجزون لدى "القسم الخاص" بالقيادة العامة لشرطة عمان لكنهم لم يقدموا تفاصيل أخرى.
وقالت صفحة المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني وهو مجموعة لنشطاء حقوق الإنسان في منطقة الخليج إن حملة الاعتقالات طالت ستة دفعة واحدة " من الكتاب والمدونين دون توجيه اتهام محدد أو مذكرة اعتقال أو قرار من المحكمة.
وقالت المجموعة إن الاعتقالات "تأتي بعد أربعة أيام فقط من تهديد ووعيد الإدعاء العام العماني بأنه سوف يتخذ كافة الإجراءات القانونية المناسبة ضد كل من يقوم بالكتابات المسيئة والدعوات التحريضية التي تصدر من بعض الأشخاص بحجة حرية التعبير عن الرأي."
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين للتعليق على التقرير الذي أكدته مصادر في عمان طلبت عدم نشر اسمائها.
وقال مصادر إن تحقيقا يجرى مع الستة الذين اعتقلوا يوم الجمعة للاشتباه في قيامهم "بالتحريض" لكنه رفض تقديم تفاصيل أخرى.
وقال مصدر آخر إن الاعتقالات ربما تتصل باحتجاج شهدته مؤخرا العاصمة مسقط ضمن أشياء أخرى حيث جرى تصوير نشطاء وهم يحملون صورا اعتبرت مسيئة لمسؤولين كبار.
واندلعت احتجاجات في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان العام الماضي شارك فيها محتجون يستلهمون انتفاضات الربيع العربي في تونس ومصر ويطالبون بوظائف وبالقضاء على الفساد. وتحركت قوات الأمن ضد الاحتجاجات التي انتهت بعد وعود بالإصلاح. ويقول نشطاء عمانيون إنه لم يتحقق سوى القليل جدا من الإصلاحات التي وعدت السلطات بإدخالها.
وقال المدون سليم الطويح الذي يعمل لدى صحيفة محلية إن الغضب يتزايد لأن الناس ترى فشل الحكومة في الوفاء بوعودها لتحسين مستويات المعيشة.
وشهدت عمان سلسلة من الإضرابات العمالية. وذكرت وسائل إعلام عمانية إن العمال في قطاعات النفط والصحة والتعليم خرجوا في مسيرات في الأسابيع القليلة الماضية للمطالبة بتحسين أجورهم وظروفهم المعيشية.
وذكرت وسائل إعلام عمانية إن السلطات احتجزت الشهر الماضي ثلاثة نشطاء توجهوا إلي حقل نفطي لمتابعة أوضاع عمال الحقل المضربين عن العمل. وتم حل مشكلة الإضراب في وقت لاحق بتدخل مجلس الشورى العماني.
وقال نشطاء يوم السبت إنه أفرج عن اثنين من النشطاء الثلاثة هما الناشطة الحقوقية حبيبة الهنائي وهي لاعبة عمانية سابقة للكرة الطائرة والناشط الحقوقي المحامي يعقوب الخروصي بضمان محل الإقامة بعد أن وجهت إليهم تهمة التحريض.
ولم يتسن على الفور التأكد من مصير الناشط الحقوقي والمدون اسماعيل المقبالي.