روسيا: مسودة القرار الأميركية بشأن سوريا تحتاج لمزيد من التوازن

تاريخ النشر: 06 مارس 2012 - 08:07 GMT
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

 قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي يوم الاثنين ان مسودة قرار جديد لمجلس الامن الدولي صاغتها الولايات المتحدة لا تختلف كثيرا عن مسودة رفضتها روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) الشهر الماضي وينبغي أن تكون أكثر توازنا.
وقال مبعوثون غربيون لدى الامم المتحدة الاسبوغ الماضي ان الولايات المتحدة أعدت خطوطا عريضة لمسودة قرار جديد يطالب بدخول عمال المساعدات الانسانية الى البلدات السورية المحاصرة وانهاء العنف.
واوضح جاتيلوف في موقع تويتر ان روسيا لن تؤيد مسودة القرار في شكلها الحالي.
وقال جاتيلوف "مسودة قرار مجلس الامن الدولي الجديدة بشأن سوريا التي صاغتها الولايات المتحدة هي نسخة معدلة تعديلا طفيفا من الوثيقة السابقة التي تم نقضها. وينبغي أن تكون أكثر توازنا."
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الرابع من فبراير شباط لاحباط مشروع قرار عربي غربي يؤيد دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الاسد للتنحي. وكان المشروع هو الثاني الذي تحول الدولتان دون صدوره خلال عام من ارقة الدماء بسوريا.
وقالت روسيا ان مشروع القرار السابق لم يكن مقبولا لانه لم يكن يحمل خصوم الاسد المسلحين قدرا يذكر من اللوم في أعمال العنف وكان من شأنه أن يؤدي لسحب القوات الحكومية من المدن دون مطالب مماثلة للمتمردين.
وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الامريكية انها مستعدة لاجراء مزيد من المناقشات مع روسيا وغيرها من الدول لكنها شددت على ضرورة تحميل حكومة الاسد المسؤولية في أي قرار نهائي.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية "يجب أن يكون متوازنا عندما يكون الواقع متوازنا.. وهذا (الواقع) في وجهة نظرنا يبدأ وينتهي بالعنف من جانب نظام الاسد."
وأضافت "سنرى كيف سيمضي الروس قدما في هذا الامر.. نامل أن يدفعهم الحس الانساني والرحمة على الانضمام الينا في الضغط على نظام الاسد لاسكات أسلحته."
ومنذ استخدامها حق النقض تقول روسيا انها مستعدة لمزيد من الجهود لاستغلال نفوذ مجلس الامن في وقف العنف الذي تقول الامم المتحدة ان القوات الحكومية قتلت خلاله أكثر من 7500 شخص.
وكثفت روسيا الجهود للتواصل مع الدول العربية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه يأمل أن يقرب اجتماع مع نظرائه العرب الاسبوع المقبل العالم من اتفاق بشأن كيفية المساعدة في انهاء اراقة الدماء في سوريا لكنه لم يعط اشارة على أن موسكو ستتوقف عن حماية الاسد.
وقال لافروف للصحفيين انه سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم السبت. واضاف "اعتقد ان اجتماعنا قد يتمخض عن اساس مثير للاهتمام بدرجة كبيرة وسنروج له في صورة دولية اوسع."
وتابع ان روسيا والجامعة العربية تشتركان في اهداف اساسية بشأن سوريا لكنه انتقد الدعوات الغربية والعربية لموسكو كي تضغط على حكومة الاسد.
وترفض روسيا نداءات للضغط على الاسد كي يتنحى وحثت الدول التي لديها تأثير على المعارضة المسلحة على حملها على وقف القتال.
وقال الوزير الروسي "نحن مقتنعون بضرورة عدم انتظار بعض الافعال السحرية ... والجلوس معا ومحاولة الاتفاق بشأن كيف يمكن ان نتبنى جميعا نهجا مشتركا ... للتأثير على كافة الاطراف في سوريا لوقف اطلاق النار ... والجلوس للتفاوض وبدء حوار وطني شامل."
ومنذ استخدامهما حق النقض في الشهر الماضي تساند موسكو وبكين جهود الاغاثة الدولية لكنهما تقولان انه يتعين ألا تستخدم كذريعة للتدخل.
وقال لافروف انه لا توجد حاجة لطرح مبادرات جديدة للنقاش في اجتماع القاهرة مشيرا الى أن الوزراء يمكنهم العمل بمبادرة الجامعة العربية التي تم تبنيها في نوفمبر تشرين الثاني ومشروع القرار الذي اقترحته روسيا على مجلس الامن لمواجهة مشاريع القرارات الغربية والعربية.
ولم يتطرق الى خطة منفصلة للجامعة العربية تم تبنيها في يناير كانون الثاني وتطالب الاسد بالتخلي عن السلطة. ويعبر مشروع القرار الذي نقضته روسيا والصين في الرابع من فبراير شباط عن الدعم الكامل لهذه الخطة العربية.
وتقول روسيا ان الحوار السياسي الداخلي في سوريا يجب الا يخضع لشروط مسبقة مثل استقالة الاسد.
وتقول روسيا ان سياستها بشأن سوريا لا يحركها تحالفها مع الاسد الذي توفر حكومته لروسيا ارسخ وجود لها في الشرق الاوسط عن طريق امور من بينها منشأتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط.
وتقول أيضا ان استخدامها الفيتو تحركه الرغبة في تجنب المزيد من العنف ومنع التدخل في الشؤون الداخلية السورية.