أعاد الأردن صباح اليوم الأربعاء، فتح معبر جابر الحدودي الأردني مع سوريا، بعد إغلاق دام عدة أيام بسبب تطورات الأوضاع الأمنية في محافظة درعا جنوب سوريا.
وأشار مدير المنافذ الحدودية لاتحاد نقل البضائع الدولي أيمن جوبان، في تصريحات صحفية إلى عودة استئناف النشاط التجاري، وأن هذا النشاط مقتصر حاليا على سيارات الشحن فقط.
وبين جوبان أنه لم يصدر حتى اللحظة أي قرار يخص السيارات الخاصة والمواطنين.
معاناة مئات الأردنيين
وكان النائب الأردني عن لواء الرمثا عبد السلام ذيابات، قد اشار أمس الثلاثاء، في تصريحات صحفية، إلى تقطع السبل بمئات الأردنيين الذين دخلوا سوريا قبل إغلاق معبر "جابر" السبت الماضي.
واضطر بعض الأردنيين السفر جوا إلى لبنان ومصر ودبي ومن ثم العودة إلى بلادهم من هناك.
"باك تو باك"
وبين المسؤول السوري، أنه سيتم إعادة العمل بقرار النقل "باك تو باك" بشكل مؤقت، مشيراً إلى أن دخول السيارات السورية إلى عمان متوقف بشكل مؤقت، وخروج السيارات الأردنية من الأردن إلى سوريا ولبنان متوقف أيضاً بشكل مؤقت.
وأكد جوبان أن الأمور مستقرة على المعبر من الجانب السوري، فيما عاد موظفو الهجرة والجوازات والجمارك إلى عملهم في "نصيب".
الجيش السوري
ومنذ أيام، بدأت أرتال من القوى الأمنية مدعومة بوحدات ثقيلة من الجيش السوري بالوصول إلى محافظة درعا جنوبي سوريا، تمهيدا لإطلاق عملية محدودة وضبط الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال المستمرة في هذه المحافظة المحاذية للحدود مع المملكة الأردنية، ومنطقة الجولان التي يحتلها الجيش الإسرائيلي
احتجاز بضائع في سوريا
وقال النائب الأردني ذيابات أن تجارا حجزوا بضائع في سوريا لإيصالها للأردن، ودفعوا ملايين الدنانير مقدما للتجار السوريين، لكن الإغلاق الذي جرى على نحو مفاجئ حرم وصول بضائعهم للأردن.
وأشار إلى أن هناك مواطنين عالقين في سوريا يتواصلون معه يوميا لحل مشكلتهم، بخاصة ممن لا قدرة لهم على السفر جوا للعودة للمملكة، مطالبا بإعادة فتح الحدود والطريق بين البلدين بأسرع وقت في حال عاد الهدوء للجنوب السوري، لتأمين عودة العالقين هناك، وإدخال البضائع التي جرى تخليصها.
وتوقفت أكثر من 100 شاحنة عن نقل البضائع وفق نظام "باك تو باك"، بعد إعلان وزارة الداخلية إغلاق الحدود مع سوريا مؤقتا، وفق الذيابات الذي قال إن هذا الإغلاق عطل عمل أكثر من 100 شاحنة أردنية كانت تعمل وفق نظام "باك تو باك".
الرمثا والتداعيات الأمنية
ولفت إلى أن الأردنيين بخاصة أهالي الرمثا، استبشروا خيرا بعد إعلان فتح الحدود مع سوريا، ما سينشط الحركة التجارية بين البلدين، لكن الفرحة لم تدم طويلا بعد إغلاقها ثانية، بسبب التداعيات الأمنية في الجنوب السوري.
وأشار الذيابات إلى أن الحكومة استكملت إجراءات فتح الحدود، وأن الإغلاق جاء للحفاظ على حياة الأردنيين في ظل الأوضاع الأمنية هناك، متأملا عودة فتح الحدود بأسرع وقت ممكن.
وكان مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أعلن السبت الماضي، عن إغلاق المعبر مؤقتا نتيجة لتطورات الأوضاع الأمنية في سوريا، وأنه سيعاد فتحه حال توافرت ظروف ملائمة لذلك.
وكان وزير الداخليّة مازن الفراية أعلن الأربعاء الماضي بدء تشغيل مركز حدود جابر اعتبارا من صباح الأحد الماضي، لكن هجمات واسعة النطاق على حواجز الجيش السوري قرب طريق دمشق – درعا السريع المؤدي لمعبر نصيب الحدودي مع الأردن عرقل حركة الركاب والبضائع عند منفذ السلع الرئيسي من لبنان وسوريا إلى دول الخليج.
من جانبه قال مصدر بوزارة الداخلية إن فتح الحدود حاليا فيه خطورة على حياة الأردنيين المغادرين إلى سوريا أو القادمين منها، نظرا للأحداث الأمنية هناك، مؤكدا أنه ستجري متابعة أوضاع الأردنيين في سوريا عن طريق السفارة الأردنية بدمشق.