افاد دبلوماسيون الثلاثاء ان الاتحاد الاوروبي بات على وشك التوصل الى اتفاق قد يحسم اتفاق شراكة تجارية مع سوريا بعد اسبوعين من فرض الرئيس الاميركي جورج بوش عقوبات على دمشق.
وقال هؤلاء الدبلوماسيون ان سفراء دول الاتحاد الاوروبي يتوقع ان يصدقوا الاربعاء على نص جديد اشد لهجة بشان مكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل لتقديمه الى السوريين في محاولة لازالة اخر عقبة تحول دون التوصل لاتفاق.
واعترضت بريطانيا والمانيا وهولندا والدنمرك على النص الاصلي الذي تفاوضت بشانه المفوضية الاوروبية مع سوريا في كانون الاول/ديسمبر الماضي بقولها انه لم يرق الى حد جعل التزام الاتحاد الاوروبي بمكافحة الاسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية بندا اساسيا في العلاقات مع بلد ثالث.
وقال متحدث باسم ايرلندا رئيس الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية "يحدونا الامل ان نحصل غدا على موافقة على الصيغة تمكن المفوضية من تقديم النص الى سوريا .. حتى يتسنى استكمال اتفاق الشراكة."
واضاف ان فقرة اسلحة الدمار الشامل كانت الفقرة الوحيدة المعلقة معربا عن امله ان يؤيد المندوبون بعد مداولات مقتضبة الصيغة التي جرى توزيعها.
ورفضت دمشق حتى الان اعادة التفاوض على مشروع الاتفاق دافعة بانه لا سبب يدعو الاتحاد الاوروبي لان يفرض على سوريا شروطا اقسى من شركاء اخرين في حوض البحر المتوسط مثل اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها تملك ترسانة نووية.
لكن مسؤولا كبيرا في الاتحاد الاوروبي قال انه اذا وافقت دول الاتحاد الاوروبي الاعضاء الخمس وعشرين على النص فان سوريا ستشعر بضغط اشد لقبوله حيث انها تريد اظهار انها ليست في عزلة بعد العقوبات الاميركية.
ويشمل المشروع الايرلندي ما قال دبلوماسيون انه التزامات اكثر وضوحا "بالوفاء الكامل .. بالالتزامات القائمة بموجب معاهدات واتفاقات نزع السلاح ومنع الانتشار النووي."
وسيتطلب المشروع تعاونا "باتخاذ خطوات نحو التوقيع والتصديق على او الانضمام .. حسب الحالة .. والتنفيذ الكامل لكل الصكوك الدولية الاخرى ذات الصلة."
وقال دبلوماسيون ان الدنمرك وهولندا ابدتا رضاهما عن المشروع فيما قالت بريطانيا والمانيا في محادثات تمهيدية يوم الثلاثاء انهما سيتركانه يمر بعد الادلاء ببيانات. وقال دبلوماسي "من المتوقع ان يمر."
وسارعت المفوضية الاوروبية لاستكمال المفاوضات مع سوريا قبل حلول عيد الميلاد فيما قال منتقدون انه اشارة سياسية لمواجهة تبني الكونجرس الامريكي لقانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية.
وتلقي المسالة بالضوء على خلافات عبر الاطلسي بشان ما اذا كان يتعين الانخراط مع دول مثل سوريا وايران او عزلها.
ويقول مسؤولو الاتحاد الاوروبي ان اتفاق الشراكة يوفر وسيلة لجعل سوريا تتعاون بدرجة اكبر في الحرب ضد الارهاب اضافة الى تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية في دمشق.
وسوريا الدولة الوحيدة ضمن عملية برشلونة للشراكة الاوروبية المتوسطية التي لم تبرم اتفاقا بعد مع الاتحاد الاوروبي.
ومنتدى الشراكة الاوروبية المتوسطية هو المنتدى الوحيد بخلاف الامم المتحدة الذي تجلس فيه سوريا مع اسرائيل حول مائدة واحدة.
وفي الحادي عشر من ايار/مايو حظر بوش جميع الصادرات الاميركية الى سوريا باستثناء الادوية والاغذية متهما دمشق بدعم الارهاب والسعي لامتلاك اسلحة دمار شامل وفشلها في منع المقاتلين المناهضين للولايات المتحدة من دخول العراق.—(البوابة)—(مصادر متعددة)
