شهدت مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى وثاني أكبر المدن العراقية من حيث السكان بعد بغداد، عرضًا فنيًا تشكيليًا رصد وحشية تنظيم داعش الإرهابي بمشاركة 20 فنانًا عراقيًا.
وأعد الفنانون المشاركون في المعرض الذي حمل عنوان "العودة الى الموصل" رسوماتهم خلال سيطرة داعش على المدينة رغم المخاطر التي كانوا معرضين لها بحال اكتشف التنظيم أمرهم والتي تنتهي في أغلب الأحيان بالإعدام.
وعبّرت اللوحات عن وحشية داعش، حيث حوّرت إحداها امرأة معصوبة العينين في إشارة الى التنكيل والقتل والاغتصاب التي تعرضت له نسوة المدينة خلال حكم داعش.
كما عُرضت لوحة لسيدة وقد ظهر على كتفها غرابًا، بالإضافة الى هيكلًا عظميًا بقدم واحدة في تعبير عن حال المدينة تحت حكم داعش.
وشارك بالمعرض الذي أقيم على مدار ستة أيام في قاعة البهو بمتحف الموصل الذي تعرض للتدمير على يد داعش، نخبة ومجموعة من أبرز رسامي المحافظة، مع نحاتين عرضوا منحوتات من الفخار والحديد، بأنامل تباينت ما بين نشر الفن، وتدوين الأماني حبًا بنينوى أمنة سالمة تبض أملًا وعيشًا رغيدًا.
كما يمكن لزوار المتحف إلقاء نظرة على الكنوز الآشورية القديمة التي دمرها التنظيم، ومنها "أسد الموصل" الذي يعود لعام 860 قبل الميلاد.
مدينة الحوت - الفنان التشكيلي العراقي أحمد مزاحم:
وقال الفنان التشكيلي العراقي أحمد مزاحم، وأحد المشاركين بالمعرض بأن المتشددين لم يدمروا المدينة وحسب بل "قتلوا أيضًا شيئًا بداخلنا". وأضاف "روح المدينة راحت".
وأشار الى أنه واصل عمله في السر عندما كانت المدينة في قضبة داعش، حتى أنتج 40 رسمًا بالقلم الرصاص أصبحت حاليًا من أهم مقتنياته خاصة وأنها تعبر عما عاناه هو وعائلته.
وبالنسبة للوحة "مدينة الحوت" التي شارك بها في المعرض، اقتبس مزاحم فكرتها من قصة النبي يونس والحوت، والتي تصور نينوى وهي مدينة آشورية قديمة كانت تقريبا تقوم مقام الموصل حاليا.
وبعد سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة في عام 2014، عاثوا فيها فسادًا وراحوا يدمرون الكثير من المواقع التاريخية والأعمال الفنية بالموصل ومن بينها ضريح يعتقد كثير من الناس أنه قبر النبي يونس.
تدمير متحف الموصل على يد داعش:
يذكر أنه في 26 شباط عام 2015 قام تنظيم الدولة الإسلامية والمعروف بداعش بتحطيم محتويات المتحف وذلك ضمن الحملة المنظمة التي قام بها التنظيم لهدم معالم تاريخية أو مزارات دينية ولأنه بحسب ايديلوجية التنظيم إنها تعبد من دون الله.
وقد أجمعت أغلب حكومات العالم على أن العملية تعتبر إرهابًا فكريًا وعقائديًا وفعلًا منافيًا لحرية الرأي.
وأعلن العراق تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب ضد التنظيم الذي كان يسيطر على مناطق شاسعة من شمال ووسط وغرب البلاد.