أعلنت الامم المتحدة الأربعاء، أن خبراء أمميين أرسلوا إلى السعودية لإجراء تحقيق دولي حول الهجمات التي طاولت منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو السبت.
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء، أن خبراء أمميين أرسلوا إلى السعودية لإجراء تحقيق دولي حول الهجمات التي طاولت منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو، السبت.
وقال غوتيريش “غادر خبراء من الأمم المتحدة وسيعملون” على هذه القضية، مؤكدا معلومات لمصادر دبلوماسية. وكان يتحدث في مؤتمر صحافي عرض خلاله أعمال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة التي ستبدأ الأسبوع المقبل في نيويورك.
وأضاف “علينا أن نوقف هذا النوع من التصعيد”، فيما اتهمت الولايات المتحدة والسعودية إيران بالوقوف وراء هذه الهجمات.
وينص القرار الدولي 2231 الذي صدر العام 2015 على إمكان إرسال خبراء من قسم الإدارة السياسية في الأمم المتحدة عند العثور على مواد ذات صلة بأسلحة مصنعة في إيران في بلد ما.
وعلق دبلوماسي، لم يشأ كشف هويته، أن “إجراء تحقيق دولي هو أمر جيد جدا”، مضيفا أن ثمة دول وجهت أصابع الاتهام إلى إيران لكن المعلومات المتوافرة حتى الآن ليست واضحة بما فيه الكفاية.
وشكك المصدر في أن يكون المتمردون الحوثيون الذين تبنوا الهجمات هم فعلا من نفذوها. وأضاف “إنه عمل حربي”، مشددا على وجوب “محاسبة” منفذيه.
ونفت إيران ضلوعها في الهجمات التي قلصت انتاج السعودية من النفط إلى النصف.
وأوضح دبلوماسيون أن بين الخبراء متخصصين مكلفين بالإشراف على حظر الإسلحة المفروض على اليمن منذ 2015.
وتقدم هذه اللجنة من الاختصاصيين تقارير دورية. وقد تمت الاستعانة بخبرائها بسبب تبني المتمرين الحوثيين الهجمات التي شنت، السبت، بحسب مصدر دبلوماسي.
وكانت الخارجية السعودية أكدت في بيان الإثنين، أنها ستقوم بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة “للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات” في شأن الهجمات على منشأتي أرامكو.
وعرضت السعودية حطام طائرات مسيرة وصواريخ قالت إنها استُخدمت في الهجمات باعتبارها أدلة ”لا يمكن دحضها“ على العدوان الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد الركن تركي المالكي إن 25 طائرة مسيرة وصاروخا جرى إطلاقها على منشأتي النفط مطلع هذا لأسبوع، وإن من بينها طائرات مسيرة إيرانية من طراز دلتا وينج استُخدمت إضافة إلى صواريخ كروز. وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني يستخدم هذه الصواريخ.
وقال المالكي في مؤتمر صحفي ”الهجوم انطلق من الشمال وبالتالي فإنه كان بدعم من إيران“. وأضاف ”الأدلة... التي رأيتموها أمامكم لا يمكن دحضها“.
وردت ايران على الفور على هذه الاتهامات. وقال مستشار للرئيس الإيراني على تويتر إن السعودية أثبتت أنها ”لا تعرف شيئا“.
وقال حسام الدين آشنا على تويتر ”أثبت المؤتمر الصحفي أن السعودية لا تعرف شيئا عن مكان صنع أو إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وأخفق في توضيح سبب فشل المنظومة الدفاعية للدولة في اعتراضها“.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأربعاء بعد وصوله الى جدة في السعودية، أنه "هجوم ايراني"، مضيفا “لم يكن مصدره الحوثيون”.
ووصف بومبيو الهجوم بأنه “عمل حربي”. وأضاف أن الحوثيين يدعون أنهم نفذوا الهجوم، لكن “هذا ليس صحيحا”، مشيرا إلى “بصمات لآيات الله” على الهجوم. وقال أيضا إن “لا إثبات على أن مصدره العراق”.
وندد رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالهجوم على وبحثا الحاجة لرد دبلوماسي موحد خلال اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء.
وقال بيان لمكتب جونسون “أدانا الهجمات وبحثا الحاجة إلى رد دبلوماسي موحد من الشركاء الدوليين… تحدثا أيضا عن إيران واتفقا على وجوب عدم السماح لها بالحصول على سلاح نووي”.
وقالت طهران في رسالة أُرسلت الاثنين إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية، التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران، إنها ”تنفي وتدين مزاعم“ مسؤولين أمريكيين عن أنها تقف ”وراء الهجمات“.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن طهران ”أكدت أيضا في الرسالة على أنه في حالة أي عدوان على إيران فإن هذا التحرك سيواجه ردا فوريا من إيران ولن يقتصر الرد على مصدره“.
ووصفت صحيفة اعتماد اليومية اتهامات الولايات المتحدة لإيران بالمسؤولية عن الهجمات على السعودية بأنها جزء من سياسية ”الضغوط القصوى“ الأمريكية المعلنة الرامية لعزل طهران.
ونقلت الصحيفة عن علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قوله ”(إننا) مستعدون تماما لمفاجأة المعتدين برد ساحق وشامل على أي أعمال آثمة“.