قررت حماس تعليق الحوار مع فتح حول تشكيل حكومة وحدة وطنية غداة مقتل 12 شخصا في انحاء قطاع غزة في اعنف جولة مواجهات بين الحركتين كانت ترافقت ايضا مع عمليات خطف متبادلة امتدت الى الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم حماس في غزة اسماعيل رضوان مساء الجمعة "قررت حركة حماس وقف الحوار الوطني مع حركة فتح احتجاجا على هذه الاحداث واطلاق النار على المواطنين في شمال قطاع غزة ومدينة غزة".
وفي وقت سابق من نفس المساء اعلنت فتح تعليق الحوار متهمة حماس بانها مسؤولة عن تعطيل الحوار وعدم التوصل الى اتفاق.
وقال توفيق أبو خوصة المتحدث باسم حركة فتح "الحوار بأكمله قد ينفجر." واضاف "كيف يمكن ان يمضي الحوار بوجود قنبلة تحت الطاولة وأخرى على سطح طاولة الحوار."
وتأجلت المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف اليوم الى يوم الاحد المقبل.
وكان ممثلون عن الحركتين قد توصلوا مساء الجمعة الى اتفاق لوقف اطلاق النار بينهما وذلك خلال اجتماع حضره وزير الداخلية سعيد صيام. لكن الاتفاق لا يزال غير مطبق.
وبعيد الاعلان عن هذا الاتفاق، افاد المتحدث باسم القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ان منزل وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار تعرض لاطلاق قذائف دون اصابة احد.
وقال اسلام شهوان ان منزل الزهار في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة "تعرض لاطلاق قذائف من نوع آر بي جي ما احدث اضرارا دون ان تقع اصابات". وحمل شهوان حركة فتح المسؤولية.
من جهة ثانية، اطلق مسلحون عددا من القذائف على مقر قيادة الامن الوقائي في منطقة تل الهوى بغزة "ما اوقع عددا من الجرحى واحدث اضرارا جسيمة"، حسبما ذكر مصدر امني.
وكانت مصادر طبية افادت ان 12 فلسطينييا قتلوا واصيب 35 اخرون على الاقل غالبيتهم من عناصر حركتي حماس وفتح في اشتباكات عنيفة مسلحة بين الحركتين في الساعات الاربع والعشرين الماضية.
وهذا هو أعلى عدد من القتلى يسقط في جولة واحدة من أعمال العنف منذ صعود حماس للسلطة قبل عام.
وقالت كتائب شهداء الاقصى انها أسرت مؤيدين لحماس في غزة والضفة الغربية وهددت برد "شديد" اذا لحق أذى بنشط بارز من فتح يحاصره مسلحون من حماس في غزة.
وذكر سكان أن أصداء الاعيرة النارية ترددت في غزة مساء الجمعة وأن قوات حماس وفتح انتشرت في الشوارع. وأطلقت قذيفتان صاروخيتان على مقر قوة الامن الوقائي التابعة لفتح في مدينة غزة.
وفرض العنف المتصاعد تأجيل محادثات بشأن تشكيل حكومة ائتلافية تتعلق بها الامال في أن تؤدي الى تخفيف حظر المساعدات الذي فرضته دول غربية على رأسها الولايات المتحدة بعد فوز حماس في الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني الماضي.
وقتل ثمانية من أنصار حماس بينهم قيادي محلي ونشط من كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح ونشط اخر لم تعرف شخصيته أو انتماءاته بعد واثنان من المارة في أعمال عنف بدأت بتفجير وقع مساء الخميس.
وتعهدت حماس بالانتقام لمقتل أعضائها ومقتل القيادي زهير المنسي الذي وصفه المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم بأنه "جريمة خطيرة" وقال انه لا مجال للحوار مع القتلة وان حماس لن تقف مكتوفة الايدي.
وتزامن القتال مع تجمع الاف من أنصار حماس للاحتفال بالذكرى السنوية الاولى لفوز الحركة الاسلامية في الانتخابات التشريعية على حركة فتح التي هيمنت على الساحة السياسية لفترة طويلة.
وفي جباليا بشمال قطاع غزة حاصر مسلحون من حماس منزل منصور شلايل النشط البارز في فتح واتهموه باطلاق النار على أحد أنصار الحركة الاسلامية الجمعة. وفي وقت متأخر من مساء الجمعة ذكرت تقارير انه تم فك الحصار عن منزل شلايل.
وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية اطلقت كتائب شهداء الاقصى سراح مجموعة من الفتيان الذين احتجزتهم وهددت بردود قاسية اذا أصيب شلايل بأذى. وقرأ أحد المحتجزين من بيان معد "أناشد القوة التنفذية وكتائب القسام بعدم المس بحياة أية عنصر من فتح فى قطاع غزة لان حياتنا فى خطر."
وفي بلدة طولكرم بالضفة الغربية أطلق مسلحون مجهولون النار على مسؤول من حماس فأصابوه بجروح بالغة أثناء مغادرته مسجدا بعد صلاة العشاء.
ولقي نحو 40 فلسطينيا حتفهم في الاقتتال بين الفصائل المتنافسة منذ أن دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشهر الماضي الى اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة بعد انهيار جولة سابقة من محادثات تشكيل حكومة الوحدة.
وقالت حماس ان أي انتخابات مبكرة ترقى الى حد الانقلاب. لكنها تكافح للحكم منذ توليها السلطة في مارس اذار تحت وطأة العقوبات الدولية التي فرضت بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.
وتعهد عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يوم الاحد بالحد من اقتتال الفلسطينيين بعد محادثات غير حاسمة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتمسك قادة حماس بمموقفهم المتحدي الجمعة خلال تجمع بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لفوز الحركة على فتح في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي جرت في 25 يناير كانون الثاني عام 2006.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية للصحفيين بعد صلاة الجمعة في مسجد بغزة "أستطيع القول بأن الاطراف التي فرضت الحصار طوال العام الماضي لم تتمكن من تحقيق اهدافها."
واضاف قال "ويمكنني القول ان الشعب الفلسطيني صمد وصبر امام هذا الحصار وحكومته كذلك ولم تقدم أي تنازلات تحت ضربات هذا الحصار الظالم."
وعرض زعماء حماس هدنة طويلة مع اسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية لها مقومات البقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتقول حماس انها لن تعترف رسميا باسرائيل.