حماس تعد خطة لادارة غزة وقادة الاجهزة الامنية والفصائل يلتقون لبحث ما بعد انسحاب اسرائيل

تاريخ النشر: 09 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعلن زعيم حركة حماس الشيخ احمد ياسين ان حركته تعد خطة لادارة قطاع غزة في حال انسحاب اسرائيل منه، وهي الخطوة التي اعتبر قائد الجناح العسكري للحركة محمد ضيف حديث الاحتلال عنها انتصارا للمقاومة، فيما التقى قادة الاجهزة الامنية والفصائل لبحث سبل ضبط الاوضاع في القطاع في حال تحققها. 

وقال ياسين للصحفيين ان الخطة التي تجري صياغتها حاليا "تتضمن عملية سياسية وادارية واجتماعية، وكذلك تشمل الحقول الاخرى التي تخدم الفلسطينيين". 

واضاف ان الخطة التي لم يتم بعد تبنيها من قبل حماس، يجب ان يتم اقرارها من قبل كافة الفصائل الاخرى وكذلك من قبل السلطة الفلسطينية. 

وفند ياسين تقارير حول نية حماس الاستيلاء على السلطة حال مغادرة الاسرائيليين قائلا "لم تكن لدينا اية نية لتولي السيطرة الامنية في القطاع" لكن "نسعى الى التعاون والمشاركة ضمن كافة الحركات الوطنية والاسلامية". 

محمد ضيف 

وتاتي تصريحات ياسين بعد يوم من اصدار محمد ضيف، القائد العام لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بيانا نادرا اعتبر فيه خطة اسرائيل للانسحاب من غزة انتصارا الفلسطينيين، كما اكد ان لدى مجموعته جيشا من الاستشهاديين. 

وهذا هو أول تصريح علني لضيف الذي نجا من عدة محاولات اسرائيلية لاغتياله والذي يتصدر قائمة المطلوبين الاسرائيلية لتخطيطه لهجمات فدائية. 

وتقول مصادر من حماس ان لضيف كان قد أصيب بجرح بالغ في هجوم صاروخي اسرائيلي على سيارته عام 2002 ولكنه تعافى الان. 

وفي تصريحات على أحد مواقع حماس على الانترنت قال الضيف ان خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بازالة مستوطنات بدعوى مواجهة العنف الذي أصاب عملية السلام بجمود تنم عن فشله في قمع الفلسطينيين الذين يقاتلون من أجل اقامة دولتهم. 

ومضى يقول "المجرم شارون الذي جاء ليقضي على المقاومة في مئة يوم والذي كان يقول ان مستوطنة نتساريم هي مثل تل أبيب أصبح يخطط لاخلاء قطاع غزة والانسحاب منه دون مقابل." 

واستطرد في رسالة صوتية نادرة أذاعتها كتائب عز الدين القسام على موقعها على الانترنت "وهذا والله بشرى كبيرة من بشائر النصر." 

واكد ضيف ان "هناك جيشا من الاستشهاديين ولا نجد اي صعوبة في ايجاد اكثر من استشهادي لكل هدف صهيوني يمكن ضربه".  

واضاف "ان كافة الامكانات المتوفرة لدينا في كتائب القسام وحتى لدى كافة الفصائل الفلسطينية في المحصلة تعتبر اسلحة متواضعة نواجه بها عدونا الغاصب الذي يمتلك اعتى الة حرب في المنطقة". 

وقال ان تحقيق "نظيرة الرعب مع عدونا (..) يعتمد في اساسه على اعتبارنا اصحاب حق ونمتلك العنصر البشري الذي يفتقده عدونا، ولهذا نصل الى عدونا في اشد تحصيناته بقدراتنا المتواضعة في العرف العسكري".  

وتابع الضيف ان "المادة المتفجرة التي يحملها الاستشهادي لا تضاهي نصف قذيفة دبابة صهيونية او جزءا بسيطا من قوة صاروخ طائرة صهيونية كالاباتشي مثلا ولكن محصلة هذا الفعل بتوفيق الله جعلته في موازاة الدبابة المحصنة والطائرة".  

واضاف "لهذا سنترك ميدان الفعل لاصحابه ليقدموا الهدايا لشعبهم وامتهم وليغيظوا اعداء الله واملنا كبير في تحقيق انجازات ملموسة ونطمئن الجميع ان الامانة بين رجال مخلصين في كل ميدان".  

وتابع "المجاهدون في حالة عمل دائم (..) فالشيء الذي يمكن ان نعد به اننا ماضون في طريق الجهاد والمقاومة، وما دام هذا الباب مفتوحا فهناك المفاجآت السارة لشعبنا".  

واكد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم الاثنين ان الجيش الاسرائيلي يعتزم مواصلة عملياته لضرب المنظمات الفلسطينية المسلحة التي تنفذ عمليات في اسرائيل.  

ومنذ 2 شباط/فبراير حين اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن خطة للانسحاب من قطاع غزة واعادة الانتشار في الضفة الغربية، استشهد 47 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي، غالبيتهم خلال عمليات توغل دامية مثل تلك التي اوقعت 14 شهيدا الاحد.  

قادة الاجهزة الامنية والفصائل  

الى ذلك، فقد عقد قادة الاجهزة الامنية والشرطة الفلسطينية الاثنين لقاءات مع اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وممثلي الفصائل الوطنية والإسلامية في غزة لبحث سبل السيطرة على الوضع الامني حال انسحاب إسرائيل من القطاع.  

وقال زياد ابو عمرو وزير الثقافة الفلسطيني السابق الذي شارك في الاجتماع للصحافيين ان الاجهزة الامنية "تاتي بخطة لتحقيق الامن في قطاع غزة وتعرضها على المجلس التشريعي والفصائل بالتزامن مع الحديث عن اخلاء قطاع غزة والمستوطنات اليهودية من القطاع والتحضير لذلك".  

واضاف ان اعضاء التشريعي "اكدوا انه على الاجهزة الامنية ان تصلح نفسها وتقوم باحترام القانون والعمل لوقف التعديات على الممتلكات والحريات العامة وبممارسة صلاحياتها وعندئذ ستحظى بدعم المجلس والفصائل".  

واشار الى ان الفصائل "ستصر على ضرورة ان يتم التوصل الى اتفاق سياسي وشراكة بشأن ترتيب الوضع الداخلي (الفلسطيني)" .  

وابدى تخوفه من حدوث حالة فلتان امني لكنه اكد انه "اذا لم يسبق هذا الانسحاب اتفاق داخل سياسي فلسطيني وخطة وطنية لادارة شؤون القطاع وحماية الممتلكات العامة فسيكون هناك خطر لتفاقم الوضع الامني ووجود حالة من الفراغ الامن والسياسي"، محذرا من ان الامر "يفتح الباب لكافة المخاطر التي لا نريدها ان تتحقق على الارض".  

وشارك في الاجتماع مع اعضاء التشريعي الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية الذي حضر كذلك الاجتماع مع ممثلي الفصائل التي شاركت جميعها بما في ذلك فتح التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات وحماس والجهاد الاسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية.  

واسرائيليا، افادت وزيرة التربية الاسرائيلية ليمور ليفنات الثلاثاء ان رئيس الوزراء ارييل شارون سيوضح تفاصيل خطته للفصل مع الفلسطينيين لوزراء حزب الليكود الذي يتزعمه في اجتماع الاثنين المقبل.  

وقالت ليفنات للاذاعة الاسرائيلية العامة "لم يحدثنا عن هذه الخطة وسيفعل ذلك الاثنين. لم تناقش الحكومة هذه الخطة بعد ولا بد ان يقوم شارون بذلك قبل ان يوضحها للاميركيين والبريطانيين والفرنسيين".  

واضافت "من المهم ايضا ان يعبر رئيس الاركان الجنرال موشي يعالون عن رأيه في هذا لموضوع لانه سيؤخذ في الاعتبار. هناك عدة اسئلة مطروحة وخصوصا معرفة ما اذا كانت هذه الخطة تشكل مكافأة للارهاب".  

وتابعت الوزيرة الاسرائيلية "يجب ان نعرف ايضا الالتزامات التي يمكن ان يقدمها الاميركيون في مقابل انسحابنا".  

وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي ذكرت مساء الاثنين ان شارون سيعقد اجتماعا مع وزراء حزب الليكود الذي يتزعمه للبحث في خطته للفصل مع الفلسطينيين.  

وقالت الاذاعة ان هذا الاجتماع تقرر بعد انتقادات عبر عنها بعض الوزراء وخصوصا وزيرة التربية ليمور ليفنات، معتبرين انهم استبعدوا من عملية اتخاذ القرار ولم يتم اطلاعهم على تفاصيل مشاريع شارون.  

واكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية الثلاثاء ان شارون استدعى موشي يعالون ليطلب منه توضيحات عن تصريحات اكد فيها انه لا يستبعد ان يكون "تصاعد الهجمات الارهابية مرتبطا بخطة الفصل".  

وردا على سؤال للاذاعة في هذا الشأن قال يعالون "لم يقم شارون باستدعائي ولست على علم بازمة معه. تحدثت اليه مساء الاثنين وهو يعرف الافكار التي اعبر عنها في الاماكن الملائمة وليس علنا عندما يتعلق الامر بقضايا سياسية".  

واضاف "هناك مناقشات في هيئة الاركان لكن الجيش لا يتدخل في السياسة".  

من جهته، صرح وزير النقل افيغدور ليبرمان زعيم الوحدة الوطنية اكبر الاحزاب اليمينية المتطرفة ان "كل الطبقة العسكرية في اسرائيل تعارض بشكل قاطع خطة الفصل احادية الجانب (...) وعلى رئيس الاركان ان يعبر عن رأيه في هذا الشأن".  

ورأى زعيم المعارضة العمالية شيمون بيريز ان يعالون "يجب ان يتمتع بامكانية التعبير عن افكاره وان كانت ذات طابع سياسي، في المنتديات الملائمة".  

اما رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع يوفال شتاينيتز فقد رأى ان "رئيس الاركان عليه مبدئيا الامتناع عن الادلاء برأيه اذا كان مخالفا لرأي الحكومة لان الجيش في بلد ديموقراطي ليس هيئة مستقلة"--(البوابة)—(مصادر متعددة)