البوابة-بسام العنتري
اكد قيادي في حركة حماس لـ"البوابة" الخميس، ان حركته رفضت عرضا اميركيا بوقف الاغتيالات التي تستهدف قادتها في مقابل موافقة الحركة على تجميد عملياتها العسكرية ضد اسرائيل لمدة عام.
وكان قياديون في حماس اكدوا للبوابة في وقت سابق ان حركتهم رفضت عرضا اميركيا عبر وسطاء مصريين، تضمن اعلان الحركة وقف عملياتها لمدة عام في مقابل قيام واشنطن بالضغط على اسرائيل من اجل وقف الاغتيالات التي تستهدف النشطاء والمدنيين الفلسطينيين.
لكن العرض الجديد، تضمن، كما يشير القيادي في حماس، محمد غزال، عبارات ترتقي بالضغط الى مرحلة التعهد والالتزام بوقف الاغتيالات. لكنه هو الاخر قوبل بالرفض.
وقال غزال ان العرض "كان يتحدث عن هدنة لمدة سنة مقابل وقف اغتيال القادة"، مضيفا ان "حماس ابلغت الاميركان رفضها" له.
ولم يكشف غزال عن الطريقة التي قدمت فيها الولايات المتحدة هذا العرض الى حماس، وما اذا كان ذلك تم من خلال اتصالات مباشرة ام عبر وسطاء.
وقادت مصر جهودا لاقناع الفصائل الفلسطينية القبول بهدنة جديدة، كما سعت الى الحصول على تعهدات اميركية بان يتم الزام اسرائيل بالهدنة المنشودة، وهو الشرط الذي وضعته الفصائل لضمان عدم تكرار تجربة الهدنة التي اعلنتها في حزيران/يونيو الماضي، ولم تصمد سوى 50 يوما.
وتمسكت الفصائل الفلسطينية بهذا الشرط خلال حوار القاهرة في اوائل كانون الاول/ديسمبر الماضي، والذي انتهى الفشل، بعدما رفضت اسرائيل الالتزام من جانبها بالهدنة التي تعتبرها شأنا فلسطينيا داخليا.
وحول نطاق وقف العمليات الذي تضمنه المقترح الاميركي، وما اذا كان يشمل الاهداف الاسرائيلية في الاراضي المحتلة عام 1967، قال غزال انه "لم يتم الدخول في التفاصيل لان الفكرة رفضت من البداية".
وكان القيادي البارز في حماس، عبد العزيز الرنتيسي اعلن في تصريحات صحفية عن تلقي الحركة "رسالة" وعدت واشنطن قادة الحركة فيها بانهم لن يعودوا مستهدفين في حال اوقفوا العمليات الفدائية.
وقال الرنتيسي ان حماس رفضت هذا العرض، مؤكدا "العمليات لن تتوقف ما لم يتوقف الاحتلال".
وبدوره شدد محمد غزال على ان الهدنة لا وجود لها سوى في "الاعلام"، وان حركة حماس لن توافق على اية هدنة ما دام الاحتلال مستمرا.
وقال ان "قصة الهدنة لم تعد موجودة في ذهن احد من ابناء شعبنا، ولا عند حركة حماس، ولا عند غيرها من فصائل المقاومة، وانما هي موجودة فقط في الاعلام".
واضاف انه "لن يكون هناك اية هدنة ما دام الاحتلال مستمرا، وما دامت القضية متعلقة بالخروقات الاسرائيلية المستمرة".
وكان مؤسس الحركة، الشيخ احمد ياسين، اعلن الاربعاء عقب عملية حاجز بيت حانون (ايريز) التي تبنتها الحركة وكتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح، واسفرت عن مقتل 4 جنود اسرائيليين هي "رسالة للاطراف التي تطلب من حماس اعلان الهدنة".
وحول ما اذا كان هذا التصريح يعني ان حماس قد اغلقت الباب امام اية اتصالات مستقبلية مع الولايات المتحدة بهذا الشان، قال غزال ان "الباب عند حماس دائما مفتوح لاي احد يريد أن يقدم شيئا او يعرض شيئا، لكن لا يعني ذلك ان نوافق على أي عرض يقدم".
واضاف "نحن منفتحون لاية عروضات، واذا كانت في مصلحة الشعب الفلسطيني تكون الموافقة عليها، وان لم تكن كذلك، لا تتم الموافقة عليها".
وعاد واكد ان "الباب مفتوح، والاتصالات مستمرة مع اطراف كثيرة ومتعددة".
وكانت حركة حماس نفت الشهر الماضي انباء ترددت عن وجود "هدنة سرية" بينها واسرائيل تستند الى وقف الاخيرة عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة الحركة، في مقابل وقف العمليات الفدائية التي تنفذها حماس داخل اسرائيل.
واعتمدت التقارير حول هذه الهدنة على تصريحات لرئيس الاركان الاسرائيلي موشيه يعلون نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" واعلن فيها ان حماس اتخذت قرارا بوقف عملياتها داخل اسرائيل، وان الدولة العبرية قررت في المقابل وقف استهداف قادة الحركة.
واعلن غزال في حينها لـ"البوابة" انه "لا اتفاقات سرية مع اسرائيل..وحماس لم تعتد ابرام اتفاقات سرية مع أي طرف، وهي عندما تقرر سياسة فانها بالتالي تلتزم بها وتعلنها..ليس هناك ما يتم اخفاؤه وليس هناك ما هو بحاجة الى اخفاء".—(البوابة)