حكومة شارون توافق على صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله ولحود يعتبرها انتصارا للمقاومة

تاريخ النشر: 25 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

وافقت الحكومة الاسرائيلية على صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله اللبناني واعتبر شارون القرار "اخلاقيا"، فيما وجد الرئيس اللبناني النتيجة انتصارا للبنان والمقاومة ورحب الفلسطينيون بالصفقة التي قال حسن نصرالله انها تتضمن مرحلتين الاولى يفرج بموجبها عن 23 لبنانيا و433 فلسطينيا وعربيا، والثانية يتم اطلاق اعداد اخرى.  

شارون: القرار اخلاقي 

وافقت الحكومة الاسرائيلية على اتفاقية التبادل وقال ارئيل شارون انه قرارا لم يكن سهلا وان الموافقة تثبت ان دولة إسرائيل تعمل وفق معايير اخلاقية لعودة ابناءها. 

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون قرار حكومته بالموافقة على تبادل الأسرى مع حزب الله اللبناني بأنه قرار أخلاقي وصائب.  

وقد تعرض الاتفاق إلى انتقادات من أقارب رون اراد وهو طيار إسرائيلي مفقود لم يشمله الاتفاق، إلا أن شارون قال إن حزب الله وافق على المساعدة في تأمين معلومات عن مكان أراد.  

لحود: النتائج انتصار كبير للبنان ومقاومته 

من جهته إعتبر الرئيس اللبناني، العماد إميل لحود، في بيان خاص أصدره، ظهر الأحد، أن النتائج التي أسفرت عنها عملية التفاوض حول تبادل الاسرى والمعتقلين مع إسرائيل بأنها "انتصار كبير للبنان ومقاومته، كما للشعب الفلسطيني وللعرب جميعـًا كونه شمل أسرى ومعتقلين من عدة دول عربية". 

وأضاف الرئيس لحود أن تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية "هو استكمال لمسيرة التحرير الكبرى التي بدأت بانسحاب إسرائيل في العام 2000، من معظم الأراضي اللبنانية المحتلة، وليس لدي أدنى شك بأن تحرير ما تبقى منها لا سيما مزارع شبعا سيكون قريبـًا". 

وحيا الرئيس اللبناني المقاومة اللبنانية، معتبرًا أنها "تعطي أمثولة في الصمود والثقة بالنفس والقدرة على إيجاد توازن رادع مع العدو بصرف النظر عن فقدان التوازن العسكري التقليدي معه 

لجهته أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برى ان تحرير الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية هو انتصار لكل لبنان وسوريا وايران وللمقاومة اللبنانيه. 

وأوضح برى أن تحرير الاسرى اللبنانيين بتاريخ 24 و 25 يناير 2004 م التزام وترابط بيوم التحرير بتاريخ 24 و 25 مايو 2000م 

وقال انه تحرير مجاهدين ومظلومين دفعوا الكثير في سبيل الوصول الى هذين اليومين وهو يوم انتصار لكل لبنان وسوريا وايران والخط المقاوم.  

 

تفاصيل الصفقة  

واماط امين عام حزب الله حسن نصر الله اللثام عن تفاصيل صفقة التبادل وقال انها من مرحلتين بدءا من الخميس، وستشمل في مرحلتها الاولى الافراج عن 23 لبنانيا و433 فلسطينيا وعربيا، فيما ستتضمن المرحلة الثانية اطلاق اعداد اخرى.وحرص نصر الله على ابقاء الباب مفتوحا امام احتمالات قيام الحزب مستقبلا بعمليات خطف لجنود اسرائيليين بهدف مبادلتهم بمزيد من الاسرى  

وقال نصر الله في مؤتمر صحافي الاحد، ان اتفاق تبادل الاسرى الذي تم التوصل اليه بوساطة المانية "مؤلف من مرحلتين" مشيرا الى ان المرحلة الاولى، سيبدأ تنفيذها الخميس فيما ستبدأ الثانية بعد انتهاء الاولى مباشرة.  

واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية الاحد أن صفقة تبادل الأسرى قد تم استكمال تفاصيلها النهائية. وقال ان "قرار إبرام الصفقة لم يكن سهلاً..اعتقد أننا اتخذنا القرار الصائب".  

وحرص امين عام حزب الله في بداية مؤتمره الصحفي على شكر عدة اطراف من بينها سوريا ولبنان وايران التي لعبت دورا في الصفقة بحسب ما اعلنه الوسيط الألماني، آرنست أورلاو.  

وردا على سؤال حول ما اذا كان متمسكا بتهديده الذي اطلقه في وقت سابق واعلن فيه ان حزب الله قد يقوم بخطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم بالمزيد من الاسرى، قال نصر الله "نعم..نعم".  

وفي تطرقه الى تفاصيل الاتفاق، قال نصر الله ان اسرائيل ستقوم في مرحلته الاولى باطلاق 400 اسير فلسطيني و21 لبنانيا بينهم المسؤولان الشيعيان عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني اضافة الى 5 سوريين، 3 مغاربة، 3 سودانيين، ليبي واحد والألماني ستيفان سميرك والبريطاني جيرارد شومان.  

كما ستقوم إسرائيل بتسليم لبنان رفات 29 لبنانيًا إضافة إلى خارطة تبين مواقع الألغام التي زرعها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان أثناء احتلاله له.  

واكد امين عام حزب الله ان قائمة الاسرى الفلسطينيين الذين سيتم الافراج عنهم، ستعلن خلال اليومين المقبلين، وانها تضم اعضاء من كافة الفصائل الفلسطينية، وان معظم هؤلاء هم من المحكومين، في حين ان عددا منهم هم من الموقوفين الاداريين.  

وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت بعد نقاشات مطولة انها قد توافق على الافراج عن اسرى من الحركتين في اطار الصفقة، شريطة ان لا يكونوا من المتورطين في عمليات قتل ليهود.  

وشدد نصر الله بينما كان يقرأ من نص الاتفاق الذي تم ابرامه، على ان الاسرى الفلسطينيين سيتم الافراج عنهم داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، وانه تم الاتفاق على ان يعود هؤلاء الى بيوتهم، مشيرا الى ان الحزب اكد على هذه النقطة حتى يتحاشى احتمال قيام اسرائيل بابعادهم.  

ويسلم حزب الله في هذه المرحلة رجل الاعمال الإٍسرائيلي الحنان تننباوم الذي خطف في تشرين الاول/اكتوبر 2000، وثلاثة جنود إٍسرائيليين تعتبرهم إٍسرائيل في عداد القتلى وهم عدي افيطان وبنيامين افراهام وعمر سواعد الذين خطفوا قبل ذلك في الشهر نفسه.  

واوضح نصر الله ان المرحلة الثانية ستتطرق الى تبادل المعلومات بين الطرفين من خلال الوسيط الالماني حول المفقودين، وفي اطار ذلك، ستقوم اسرائيل باطلاق سراح عدد اخر لم يحدده من الاسرى الفلسطينيين.  

وتتعلق البيانات التي سيتم تبادلها بمصير ملاح الجو الإسرائيلي المفقود، رون أراد، وأربعة دبلوماسيين إيرانيين فقدت آثارهم عام 1982، والذين تدعي السلطات الإيرانية أن إسرائيل تعلم بمصيرهم.  

واكد نصر الله ان العثور على معلومات حول اراد هو في مصلحة حزب الله، مبينا ان الحزب سيشكل لجنة لهذه الغاية.  

وقال ان اية معلومات حول اراد قد تفتح الباب امام اطلاق سراح المزيد من الفلسطينيين والعرب المعتقلين في اسرائيل، وان اسرى في مراتب اعلى قد يطلق سراحهم في المرحلة الثانية من الاتفاق.  

كما يامل حزب الله في هذه المرحلة في ان يتمكن من الحصول على التزام اسرائيلي باطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين، سمير قنطار، الذي نفذ عملية قتل خلالها أفراد عائلة يهودية في مدينة نهاريا.  

واكد نصر الله التزام الحزب بالعمل لاطلاق سراح قنطار، مبديا تفاؤله بان يتم التوصل الى نتيجة ايجابية خلال الشهور الثلاثة المقبلة.  

واعلن شارون الاحد انه "لن يتم الإفراج عن قاتل عائلة هاران، سمير قنطار، إلا إذا تلقينا معلومات مثبتة وواضحة تتعلق بمصير رون أراد".  

وكانت قضية قنطار قد شكلت حجر عثرة أمام التوصل إلى اتفاق بين الجانبين في ضوء الرفض الإسرائيلي الإفراج عن أسرى متورطين بشكل مباشر بقتل إسرائيليين، من جانب آخر رفض الشيخ حسن نصر الله إبرام الصفقة دون إعادة كل الأسرى اللبنانيين إلى بلدهم.  

وقال نصر الله انه في اطار المرحلة الثانية، سيتم كذلك البحث مسالة الافراج عن نسيم حميد، وهو اسرائيلي من اب لبناني وام يهودية كانت اسرائيل اعتقلته العام الماضي بتهمة التجسس لحزب الله.  

وتطرق إلى قضية الأسرى العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، وقال إن "إسرائيل ترفض مناقشة قضيتهم وتقول إنهم مواطنون إسرائيليون ولا يحق لكم المطالبة بالإفراج عنهم".  

وقال ان "أكثر شريحة مظلومة من المعتقلين هم من العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية (عرب 48). سنبحث عن حل قانوني أو جهادي لاختراق الرفض الإسرائيلي ونحن نتعهد بذلك في حزب الله".  

وتحول نصر الله بعد ذلك الى مسالة الاسرى الاردنيين الذين تم استثناؤهم من الصفقة.  

وقال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وافق في مرحلة سابقة من المفاوضات على اطلاق سراحهم، الا ان مجلس وزرائه صوت في وقت لاحق ضد قراره، بحيث قررت اسرائيل ان قضية هؤلاء سيتم البحث فيها عبر مفاوضات ثنائية مع الاردن.  

واكد نصر الله ان حزب الله تلقى من خلال الوسيط الالماني تاكيدا بان اسرائيل ستقوم بالافراج عن هؤلاء عبر مفاوضات ثنائية قبل عيد الاضحى.  

واشار الى ان اسرائيل كانت افرجت في وقت سابق عن 9 الى 10 من هؤلاء الاسرى. وقال ان التفاوض للافراج عن الباقين اصبحت الان مسالة تخص الحكومة الاردنية، لكنه شدد على ان الحزب سيتبنى قضيتهم مجددا في حال لم تقم اسرائيل باطلاق سراحهم.  

واكد الناطق باسم لجنة اهالي المعتقلين الاردنيين في السجون الاسرائيلية، صالح العجلوني للبوابة ان اللجنة سلمت سابقا الى حزب الله قائمة باسماء الاسرى الاردنيين المعتقلين لدى اسرائيل، مشيرا الى ان "سماحة السيد حسن نصر الله تعهد بانه سيتم شمول الاسرى الاردنيين، وهذا كنا نعتبره كافيا واعتمدنا عليه".  

ولم يستبعد العجلوني ان يكون لعدم شمول الاسرى الاردنيين في الصفقة علاقة بالزيارة المقرر ان يقوم بها وزير الخارجية الاسرائيلي، سلفان شالوم الى عمان هذا الاسبوع.  

وتحدثت انباء صحفية عن احتمال ان يقوم شالوم خلال زيارته بالاعلان عن اطلاق سراح دفعة ثانية من الاسرى الاردنيين، وذلك من باب اظهار بادرة حسن نية تجاه الاردن الذي يبدي انزعاجا من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي هاجمت موقفه من الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية.  

وكانت المعارضة الاسلامية ونواب اردنيون طالبوا الحكومة بالغاء زيارة شالوم بسبب هذه التصريحات اضافة الى تصريحات اخرى تحدثت عن طرد الفلسطينيين الى الاردن.  

وكان شالوم اعلن في وقت سابق ان صفقة التبادل مع حزب الله لن تشمل الاسرى الاردنيين.  

ترحيب فلسطيني  

الى ذلك، فقد رحبت السلطة الفلسطينية بابرام هذه صفقة التبادل بين حزب الله واسرائيل، معتبرة ذلك خطوة "غاية في الاهمية".  

وقال وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين هشام عبد الرازق في اتصال هاتفي مع "البوابة" ان هذه "مسالة غاية في الاهمية، وسنكون سعداء، وشعبنا يسعد واهالي المعتقلين سيسعدون عندما يتم الافراج عن هؤلاء المعتقلين".  

ونفى عبد الرازق وجود تفاصيل لدى الحكومة الفلسطينية حول تفاصيل الصفقة التي اكد ان السلطة ليست طرفا فيها.  

وقال "نحن لسنا جزءا من هذه الصفقة، هي بين حزب الله واسرائيل، وليست لدينا تفاصيل سوى ما نشر في وسائل الاعلام".  

ونفى الوزير الفلسطيني وجود مخاوف لدى السلطة من احتمال ان يكون الافراج عن الاسرى الفلسطينيين مقدمة لعملية ابعاد قد تطالهم خاصة مع الغموض الذي يلف تفاصيل الصفقة التي تحدثت عن عملية تبادل في مطار فرانكفورت الالماني.  

وقال عبد الرازق "لا اعتقد (انهم سيتم ابعادهم)، كل ما نشر حتى اللحظة (حول الصفقة) يشير الى ان هؤلاء المعتقلين سيتم الافراج عنهم الى بلادهم".  

ومن جهته، اكد نادي الاسير الفلسطيني ان عملية الافراج عن الفلسطينيين الاربعمائة، من اصل نحو ثمانية الاف فلسطيني تعتقلهم اسرائيل، ستتم داخل الاراضي الفلسطينية.  

وقال رئيس النادي عيسى قراقع للبوابة ان "المعلومات التي لدينا تفيد بان الافراج سيتم في داخل الاراضي الفلسطينية وليس في خارجها".  

واضاف "كل واحد (سيفرج عنه) في مكان سكنه".  

ونفى قراقع ان تكون لديه تفاصيل او قوائم باسماء الاسرى الفلسطينيين المشمولين بالصفقة.  

وقال "لهذه اللحظة لم تكشف القوائم لاية جهة (فلسطينية) رسمية او غير رسمية..لم يتم الاعلان عن أي اسم، فقط اعلن عن اسماء الاسرى اللبنانيين".  

ومن جهته، اكد المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي، نافذ عزام للبوابة ان حركته قدمت في السابق قائمة باسماء عناصرها المعتقلين الى حزب الله.  

وقال "قدمنا في السابق قوائم باسماء الى اخواننا في حزب الله حسب طلبهم، لكن لم نبلغ باسماء الذين تم التوافق عليهم".  

واضاف "يبدو ان اسرائيل هي التي ستتحكم باسماء المفرج عنهم من الجانب الفلسطيني".  

ورفض عزام الافصاح عن عدد اسرى الحركة الذين وردت اسماؤهم في القائمة، واكتفى بالقول انها "كان فيها معظم اسماء اسرى الجهاد الاسلامي، وبالذات اصحاب الاحكام العالية".  

وعلى صعيدها ايضا، نفت حركة حماس وجود اية معلومات لديها بشان اسماء من سيتم الافراج عنهم في اطار الصفقة.  

وقال المتحدث باسم الحركة محمد غزال للبوابة "للان ليس لدينا معلومات سوى ما نشر في وسائل الاعلام".  

ولم يحدد غزال عدد اسرى الحركة الموجودين داخل السجون الاسرائيلية والذين تطالب باطلاق سراحهم، قائلا انه لا يعرف العدد في ضوء ان "قوائم اسماء المعتقلين تم تسليمها الى حزب الله عن طريق الجهات المختصة بالاسرى مثل نادي الاسير وغيره".—(البوابة) 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن