نجح رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت في ان يضم الى حكومته حزب "اسرائيل بيتنا" المتطرف الذي يدعو الى ضم أراض من الضفة الغربية لإسرائيل، مقتربا بذلك من الخروج بهذه الحكومة التي تتعرض لانتقادات بشأن حرب لبنان من عنق الزجاجة.
وقالت رئاسة الحكومة في بيان ان اولمرت ورئيس الحزب افيغدور ليبرمان "وقعا اتفاقا حول انضمام حزب اسرائيل بيتنا الى الائتلاف الحكومي".
وسلم الاتفاق الى امانة الكنيست ويفترض نظريا ان يخضع لتصويت النواب خلال 24 ساعة، كما قال البيان.
وافادت مصادر حكومية ان الاتفاق ينص على تعيين ليبرمان نائبا لرئيس الوزراء على راس وزارة جديدة، هي وزارة الشؤون الاستراتيجية.
ويأتي مسعى أولمرت لتوسيع ائتلافه الحكومي بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجع التأييد الشعبي له ولحكومته بشكل كبير فيما يتعلق بإدارة حرب لبنان التي نشبت في الآونة الأخيرة وفشل الجيش خلالها في سحق جماعة حزب الله.
وقال أولمرت "توجهات الحكومة لن تتغير" في رسالة واضحة لحزب العمل اليساري الشريك الأساسي لحزبه كديما الذي ينتمي لتيار الوسط بأنه لن تكون هناك تغيرات جذرية في السياسة بانضمام حزب ليبرمان.
لكن من المرجح أن تؤدي مشاركة حزب إسرائيل بيتنا إلى إبقاء خطة أولمرت لتفكيك عشرات المستوطنات وتعزيز أخرى في الضفة الغربية على الرف.
وبعد انتهاء حرب لبنان التي استمرت 34 يوما في اب/أغسطس أعلن أولمرت أن خطة "التجميع" التي فاز بسببها حزبه في انتخابات اذار/مارس لم تعد قضية ملحة بالنسبة للحكومة.
وأثارت الهجمات الصاروخية التي شنها حزب الله على شمال إسرائيل من أراض انسحبت منها إسرائيل عام 2000 المخاوف بين الكثير من الإسرائيليين من أن يجعل الانسحاب من الضفة الغربية منطقة وسط إسرائيل عرضة لهجمات فلسطينية.
وبانضمام حزب إسرائيل بيتنا سيسيطر أولمرت على 78 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا مقارنة مع 67 نائبا يؤيدونه الآن مما يزيد احتمالات الموافقة على ميزانية عام 2007 في موعدها.
وانقسم حزب العمل الذي يشغل 19 مقعدا في البرلمان بشأن انضمام ليبرمان إلى الحكومة وتعهد بعض النواب بمحاولة منع ذلك.
لكن البعض قال إنهم سيوافقون في نهاية الأمر على انضمام ليبرلمان بدلا من الانسحاب من الحكومة الائتلافية وهي خطوة قد تضر بشعبية حزب العمل بشكل أكبر بعد حرب لبنان التي لعب زعيمه ووزير الدفاع عمير بيريتس دورا مهما فيها.
ويريد ليبرلمان (48 عاما) وهو مهاجر من الاتحاد السوفيتي السابق ضم مستوطنات بالضفة الغربية ونقل بعض البلدات العربية في إسرائيل إلى أي دولة فلسطينية في المستقبل.
وأسس ليبرلمان حزبه عام 1999 وشغل مرتين منصب وزير في الحكومة. وأقيل عام 2004 من قبل رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون بسبب معارضته لانسحاب الجنود والمستوطنين من قطاع غزة العام الماضي.