حركة اصلاح جديدة في سوريا تدعو الاسد الى التغيير

تاريخ النشر: 24 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دعت حركة اصلاحية اعلن عن تأسيسها في دمشق امس واطلقت على نفسها اسم "حركة التجديد والاصلاح في سوريا" الرئيس السوري بشار الاسد الى تغيير اتجاه السياسية السورية.  

وقالت الحركة في بيانها التأسيسي الذي نشره المركز الاقتصادي السوري في موقعه على الانترنت، ان المؤسسين امتنعوا عن توقيع البيان "في هذه المرحلة على امل ان تجلب رياح التغيير معها المزيد من الحريات".  

ودعا البيان الرئيس السوري الى ان "يتبصر ماذا يدور من حوله وان يبدأ للتو بتغيير اتجاه السياسة السورية" داخليا وخارجيا لتفادي الانجرار الى الهاوية. 

نص البيان 

اجتمعنا نحن العشرات من رجال الاعمال والمثقفين والعمال السوريين اليوم وقررنا تشكيل حركة التجديد والاصلاح في سورية. لقد وضعت حركتنا نصب عينيها وكهدف رئيسي تطوير وتنمية الوطن والمواطن وانعاش الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية في سورية حتى نصل بها الى الموقع الذي يليق بها كمنارة للحرية والديموقراطية والتقدم في المنطقة وكبوصلة يتوجه نحوها العالم العربي والاسلامي في هذا الشأن.  

لقد اخذت حركتنا على عاتقها العمل من اجل تحقيق هذه الاهداف في ظل الاوضاع التي تعانيها سورية في هذه المرحلة حيث بتنا معزولين منقطعين عن العالم.  

المبادئ التي تستند اليها حركتنا والتي توصلنا اليها بعد نقاشات واجتماعات عديدة للوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والدور الذي تلعبه سورية على الساحتين العربية والدولية هي كالتالي:  

اولا: ان استقلال سوريا وحريتها وازدهارها وتنميتها وتقدمها الاقتصادي هي نتيجة مباشرة للسياسة التي تتبعها القيادة السورية على الساحة الداخلية من جهة وعلى الساحتين العربية والدولية من جهة اخرى. وفشل هذه السياسة - كما يبدو واضحا الان - سيجرنا لا محالة الى هاوية لا قرار لها.  

ثانيا: ان الخطوات التي اتخذها الرئيس الدكتور بشار الاسد منذ توليه زمام الحكم بغية تطوير وتحسين الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وعلى الرغم من حيويتها، لن تجدي ولن تثمر ما لم تتغير السياسات السورية الخارجية التي تقودنا الى حافة هاوية سياسية واقتصادية يصعب لا بل يستحيل الخروج منها.  

ثالثا: ان العزلة التي فرضتها سورية على نفسها بعد انتهاء حرب العراق وسقوط نظام صدام حسين بدأت تعطي اكلها سلبيا على الاقتصاد السوري الذي ينكمش يوما بعد يوم بينما تتراجع الاستثمارات وتتقلص رؤوس الاموال المستثمرة في المشاريع السورية. الامر الذي حول سورية الى نموذج سلبي في المنطقة.  

رابعا: ان اتفاق الشركة مع الاتحاد الاوروبي يشكل عامل دفع أساسيا في غاية الاهمية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، ومما يؤسف له رؤية بعض الجهات والجماعات ذات النفوذ تحاول تعطيل وارجاء توقيع هذا الاتفاق خشية ان يؤثر ذلك سلبا على مصالحها الشخصية الضيقة. هذه الجهات والجماعات لا تتوانى عن تقديم الرؤى المغلوطة للقيادة بغية منع توقيع هذا الاتفاق بشكل خاص وبغية دفع عجلة الانفتاح الاقتصادي الى الامام بشكل عام.  

خامسا: ان استمرار وجود القوات السورية في لبنان يوثر سلبا على سورية ويصورها في العالم على انها دولة محتلة. في هذا الصدد فقد اصبحت العلاقات السورية اللبنانية على درجة من النضج والمسؤولية انتفت معها جميع الأسباب التي تدعو الى استمرار وجود القوات السورية في لبنان.  

سادسا: نؤمن بضرورة التوصل الى سلام عادل وشامل في المنطقة، سلام يضمن حل القضية الفلسطينية التي تعتبر جرحا نازفا في قلب كل سوري. ان السياسة الحالية التي تنتهجها القيادة تشكل عاملا ايجابيا في هذا السياق وعلينا الاستمرار في ذلك حتى ندفع اسرائيل للرضوخ للشؤون الدولية لاستئناف عملية السلام وذلك بواسطة طرح سوري واضح في هذا المجال ونبذ صورة دعم الارهاب التي التصقت بسورية.  

اننا، ومن أجل العمل لتحقيق هذه المبادئ، ندعو الشخصيات والحركات والاحزاب والتكتلات المعارضة في سورية وخارجها كافة، الى توحيد كلمتها وتبني الحوار والاقناع وسيلة تفضي الى تغيير حقيقي وملموس في الحياة السياسية السورية وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي ومعيشة جميع المواطنين.  

اننا ندعو السيد الرئيس الدكتور بشار الاسد الى ان يفتح عينيه جيدا ويتبصر ماذا يدور من حوله وان يبدأ للتو بتغيير اتجاه السياسة السورية أملا في تحقيق الانجازات التي ستجلب معها ما يرجوه كل مواطن سوري.  

ونحن من جهتنا سوف نواصل جهودنا بكل ما نملك حتى نحقق أمل كل مواطن سوري في رؤية وطنه حرا مزدهرا متقدما وحرا.  

لقد كنا نتمنى ان يتاح لنا توقيع هذا البيان بأسمائنا، لكننا امتنعنا عن ذلك في هذه المرحلة على أمل ان تجلب رياح التغيير معها المزيد من الحريات التي سوف تتيح لنا الوقوف بشكل علني من وراء هذه الافكار—(البوابة)