قالت حركات متمردة في دارفور الاثنين ان مقتل زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة خليل ابراهيم سيؤدي لتوحيد قوى الحركات في مواجهة الحكومة السودانية بالخرطوم، ولكن محللا استبعد توحد هذه الحركات لاختلاف في رؤاها السياسية.
وكانت حركة العدل والمساواة اعلنت مساء الاحد مقتل زعيمها خليل ابراهيم (54 عاما) في غارة جوية للحكومة على معسكره فجر الجمعة.
غير ان الجيش السوداني قال ان ابراهيم اصيب بجروح الخميس في اشتباك مع القوات الحكومية وقضى متاثرا بجروحه مساء السبت.
وقال ابراهيم الحلو المتحدث باسم حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور لفرانس برس "انه خبر مؤلم ولكنه طريق النضال ونحن في حركة جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد نور سنقف بجانب حركة العدل والمساواة حتى نغيير نظام الحكم في الخرطوم وسنقاتل جنبا الي جنب في تحالف كاودا".
ومن جهته قال احد قيادي حركة تحرير السودان جناح مني مناوي، حسين مناوي لفرانس برس "سنقاتل مع العدل والمساواة لاخر رصاصة حتى نغيير هذه الحكومة وسوف نصعد القتال في مواجهتها ونحن الان متحدون ونقاتل معا".
اما احد قيادي الحركة الشعبية شمال السودان التي تقاتل الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق وهي جزء من التحالف الذي يضم حركات دارفور الثلاثة (العدل والمساواة وتحرير السودان جناح عبد الواحد نور وتحرير السودان جناح مني مناوي).
والحركة الشعبية تحرير السودان شمال السودان كانت جزء من الحزب الحاكم في جنوب السودان قبل انفصال الجنوب باستفتاء تقرير المصير في التاسع من تموز/يوليو 2011.
واعلنت هذه الحركات عن قيام تحالف بينها في ايلول/سبتمبر الماضي باسم الجبهة الثورية بهدف تغيير الحكم في الخرطوم.
واكد منسق "نشعر بالحزن لموت خليل ولكن في الوقت نفسه نضالنا لن يموت والنضال سيمضي وخليل سيأخذه مكانه ضمن الشهداء من اجل السودان الجديد". واضاف "اننا نريد ان نضع حدا لهذا النظام لانه لا يمثل تنوع السودان الاثني والثقافي والديني".
وكان المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل ادم قال لفرانس برس لدى اعلانه مقتل زعيم الحركة "نؤكد اننا ملتزمون ببرنامج الدكتور خليل وخططه لتغيير نظام نظام الحكم في الخرطوم كما اننا ملتزمون بما وقعناه من اتفاقات مع الجبهة الثورية (تحالف الحركات) وسنعمل معا لتغيير نظام الحكم في الخرطوم".
لكن مجدي الجزولي الباحث في معهد الوادي المتصدع في برلين استبعد توحد هذه الحركات لانها غير موحدة سياسيا معتبرا ان تحالفها هو مجرد موقف تكتيكي للحصول على افضل موقف تفاوضي.
وقال الجزولي لفرانس برس "وفاة ابراهيم اكبر ضربة للعدل والمساواة لانه كان المحرك الايدلوجي والتنظيمي للحركة، دون وجوده قد لا تظل الحركة مجموعة واحدة رغم ان الحركة على درجة عالية من الانضباط الا ان السؤال هل سيظلون وحدة واحدة ام انهم سيتحللون لمجموعات لقطع الطرق التجارية وحينها سيهددون الامن في الاقليم".
وعن تحالف الجبهة الثورية يقول الجزولي "انها مجرد اسم، صحيح سياسيا يعملون سويا، ولكن ليس لديهم اي عمليات عسكرية مشتركة". واضاف "هذه الجبهة لن تكون قادرة على هزيمة الخرطوم، والواضح من تحالف هذه المجموعة هو الحصول على افضل موقف تفاوضي مع الخرطوم".
ويرجح الجزولي ان يخلف جبريل ابراهيم شقيق الزعيم الراحل في رئاسة الحركة.
وجبريل ابراهيم هو استاذ جامعي سابق بالجامعات السودانية حاصل على دكتوراة في الادارة من جامعة طوكيو وشغل فترة منصب مسؤول العلاقات الخارجية للحركة ثم اصبح مستشارا لشقيقه خليل ابراهيم.
وتقاتل الحركات المتمردة في دارفور الحكومة السودانية منذ عام 2003 ولكن كانت بينها خلافات. وهو الاتفاق الذي رفضه جناح نور كما رفضته حركة العدل والمساواة وادى الامر الى مواجهات مسلحة بين هذه الحركات في عام 2007.
ويدعو جناحا عبد الواحد ومناوي والحركة الشعبية لاقامة دولة علمانية في السودان اما العدل والمساواة فانها تأسست بواسطة قيادات ذات خلفية اسلامية كانوا ضمن الحركة الاسلامية السودانية التي دبرت انقلاب عمر البشير في 1989 قبل انشقاق مؤسس الحركة حسن الترابي على الرئيس البشير في عام 1999.
وانشق خليل وعدد من قيادات حركة العدل مع الترابي قبل ان ينشق عن الحزب الذي اسسه الترابي ويؤسس حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور.