شنت طائرات مسيرة يعتقد انها تابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية ضربات السبت، طالت مواقع واهدافا عدة في مدينة الزاوية غربي البلاد من بينها شاحنات لتهريب الوقود، بحسب ما افادت مصادر اعلامية محلية.
وقالت صفحة "مرصد الزاوية" على فيسبوك ان طائرات مسيرة استهدفت عددا من المواقع في مدينة الزاوية في منطقة الساحل الغربي للبلاد، من بينها شاحنات لتهريب الوقود كانت تتواجد بالقرب من مصفاة المدينة.
واضافت ان القصف، وهو الثاني من نوعه منذ الخميس، طال ايضا مواقع قرب جزيرة الركينة في الزاوية، مشيرة كذلك الى رصد تحليق كثيف للطيران المسير في سماء المدينة.
ونقلت صفحة "مرصد الزاوية" عن مصدر عسكري في حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا قوله ا ن "القصف الجوي مستمر على الزاوية"، مضيفا انهم بانتظار تعليمات رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة "للهجوم البري خلال الـ 48 ساعة القادمة".
والخميس، قالت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة في بيان انها استهدفت بضربات جوية "دقيقة وموجهة" أوكار عصابات تنشط في تهريب الوقود والاتجار بالمخدرات والبشر في منطقة الساحل الغربي.
اوكار التهريب والاتجار بالبشر
وبينما لم يقدم بيان الوزارة تفاصيل اضافية حول الضربات، لكن وسائل اعلام محلية قالت انها استهدفت مواقع في ضواحي مدينة الزاوية (45 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس) واالتي تشهد منذ اسابيع حربا مفتوحة بين عصابات الجريمة.
وتوجه اطراف عديدة اصابع الاتهام للجماعات المسلحة المنفلتة بالتورط في انشطة جرمية من بنها تهريب المهاجرين، وذلك في ظل حالة من الفوضى والانقسام التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
والجمعة، ندد مجلس النواب الليبي، ومقره في شرق البلاد "هجومًا" نفّذته طائرة مسيرة تابعة لحكومة الوحدة على منزل نائب عن مدينة الزاوية، ودون ان يسفر عن ضحايا.
واستنكرت هيئة رئاسة المجلس في بيان ما وصفه بـ"الاعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية" في منطقة الساحل الغربي.
وقبل ذلك، ادان اسامة سعد حماد رئيس الحكومة المعينة من قبل مجلس النواب الضربات التي شنتها منافستها حكومة الوحدة الوطنية.
حماية المدنيين
وقال حماد في بيان ان حكومته تابعت بقلق الاحداث الجارية في مدينة الزاوية من اشتباكات وقصف بالطائرات المسيرة، والتي "نشرت الذعر بين السكان" وتسببت في اضرار لعدد من المنشآت العامة.
واكد البيان ادانة الحكومة الليبية "هذه التصرفات غير المدروسة"، معتبرا ان استخدام القوة المفرطة يهدد "باشعال فتيل الحرب" بين مكونات المجتمع في المنطقة، وايضا افشال مساعي المصالحة الوطنية.
ودعا حماد في البيان "حكماء" مدينة الزاوية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة الى التدخل من اجل "اخماد نار الفتنة" وحماية المدنيين.
وكان البرلمان الليبي قرر قبل ايام تكليف حماد بتسيير مهام الحكومة خلفا لفتحي باشاغا الذي تم عزله بعد نحو 15 شهرا امضاها في المنصب.
ومن ناحيتها، ودون ان تشير الى طبيعة ما يجري في الزاوية، اعتبرت بعثة الامم المتحدة ان "الاحداث" في هذه المدينة تذكر بالحاجة الملحة لتوحيد المؤسسات الليبية "من أجل ضمان سلامة واستقرار الشعب الليبي".
وشدد البيان على اهمية ان تتم اي اجرءات تتخذها السلطات بما يتوافق والقانون الوطني والدولي، وان "تظل حماية المدنيين أولويةً قصوى".