دافع الرئيس الموريتاني اعل ولد محمد فال في مقابلة مع صحافيين احدهما من وكالة فرانس برس عن الديموقراطية ورد على انتقادات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي للنظام الديموقراطي التعددي قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى الاحد في موريتانيا.
وقال العقيد ولد محمد فال في مكتبه في القصر الرئاسي في نواكشوط "يمكن لاي شخص ان يحكم كما يشاء على ما يجري في بلدنا لكن المهم هو كيف ننظر نحن الموريتانيين الى ذلك وكيف نلمس ذلك".
وكان الزعيم الليبي انتقد في الثاني من آذار/مارس النظام الديموقراطي التعددي "على الطريقة الغربية" الذي تطبقه نواكشوط وبعض الدول.
وقال القذافي ان "الحكم بواسطة المؤتمرات الشعبية اكثر شفافية وصدقا وعدلا من صناديق الاقتراع على الطريقة الغربية التي يمكن بها شراء المرشحين بالاموال".
واضاف ان "هذه الانتخابات مهزلة. ما يحدث مثلا في موريتانيا البلد الصغير القبلي من مهرجانات للاطفال وشعارات يضحكون بها السفارات الاجنبية علينا".
وقال رئيس الدولة الموريتاني ان "الاحكام الخارجية لا تهمنا كثيرا ولا تعنينا اطلاقا. نحن الموريتانيين بدو وفخورون بذلك جدا. نحن بدو رحل وفخورون بذلك جدا. نحن ما نحن وفخورون بذلك".
واكد الرئيس المنتهية ولايته الذي وصل الى السلطة اثر انقلاب عسكري في آب/اغسطس 2005 "نحن نتحكم بمصيرنا ونعمل من اجل المستقبل وهذا هو المهم".
وكان اعضاء المجموعة العسكرية الحاكم وبينهم العقيد ولد محمد فال التزام الحياد وعدم الترشح للانتخابات العديدة التي جرت في اطار عملية اعادة السلطة الى المدنيين في هذا البلد الشاسع الذي لا يتجاوز عدد سكانه 3,1 ملايين نسمة.
ويعد الاقتراع الرئاسي الذي سيجري غدا الاحد اول انتخابات ديموقراطية فعلا منذ استقلال هذه المستعمرة الفرنسية السابقة في 1960.
وحتى الآن تغيرت السلطات في موريتانيا عن طريق انقلابات. وقد نظمت انتخابات قبل آب/اغسطس 2005 لكنها واجهت تشكيكا في نزاهتها.
وقال الرئيس الموريتاني ان "الديموقراطية هي الديموقراطية انها ليست غربية او شرقية او آسيوية او افريقية".
واضاف "انها ليست ملكية للغرب او الشرق او آسيا بل ملك للبشرية. نحن مقتنعون بان هذا الطريق هو الذي ينقل المسؤولية الى شعبنا وبلدنا" مؤكدا "نحن لا ندعي اعطاء دروس لا لدولة عربية ولا لدولة افريقية (...) ورغبتنا الوحيدة هي حل مشاكلنا".
من جهة اخرى اشاد ولد محمد فال "بنضج" الموريتانيين بعد حملة انتخابية "جرت بهدوء مطلق".
وقال "انها اللحظة التي سيصبح فيها الشعب الموريتاني (...) راشدا. للمرة الاولى في حياته سينتخب (رئيسا) بحرية وشفافية وبدون تدخل من الدولة او الادارة".
من جهة اخرى رفض الرئيس المنتهية ولايته الحديث عن مستقبله شخصيا الا انه لم يستبعد العودة الى العمل السياسي. وقال "فيروس السياسة؟ اذا كنت مصابا به يكون ذلك جرى منذ عشرين او ثلاثين عاما. الاهم بالنسبة لي هو الحاضر".
وحول احتمال عودته الى العمل السياسي للانتخابات الرئاسية في 2012 قال "انها ليست مسألة استبعاد الامر او عدم استبعاده. كل امكانياتنا مسخرة الآن لانجاز هذه العملية وانهائها".
واضاف "عندما تنتهي (العملية) يصبح الباقي مشكلة شخصية ويتعلق بالحياة الخاصة".