تشهد عمان والمحافظات الجنوبية في الاردن تساقطا كثيفا للثلوج منذ صباح الخميس، وذلك للمرة الثانية هذا العام منذ العاصفة الثلجية التي ضربت مناطق الجنوب خصوصا وتسببت في شل الحركة واحتجاز عشرات السياح والمواطنين.
وقد بدأ تساقط الثلوج الكثيفة على مناطق العاصمة في ساعات الصباح الباكر، ممتدا اليها من محافظات الجنوب التي كان غطاها منذ ساعات الليل المتأخرة.
وقالت دائرة الارصاد الجوية ان العاصفة التي تشكلت بفعل كتلة هوائية باردة متمركزة فوق جزيرة قبرص، ستتجدد في ساعات المساء وتمتد الى الشمال.
واضافت ان تأثير الكتلة سيخف الجمعة، مع بقاء الجو بارداً وغائما جزئيا.
وذكرت وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الثلوج التي تفاوتت سماكتها تبعا للارتفاعات المتباينة، قد تسببت في اغلاق بعض الطرق.
واضافت الوكالة ان القوات المسلحة قامت "بانشاء مستشفيين ميدانيين في شرق وجنوب المملكة بأمر من جلالة الملك عبدالله الثاني".
وهذه هي العاصفة الثلجية الثانية التي يشهدها الاردن منذ العاصفة التي ضربت جنوب البلاد خصوصا في 27 كانون الثاني/يناير الماضي، وتسببت في حينه في محاصرة مئات الاشخاص.
ويبدو ان الاجهزة الرسمية كانت اكثر استعدادا هذه المرة للتعامل مع الاحوال الجوية، وذلك بعد فشلها في التعامل مع العاصفة السابقة، وفقا لما اقر به تقرير اعدته لجنة تحقيق حكومية.
فقد أكد وزير الأشغال العامة والاسكان حسني أبو غيدا أن آليات الوزارة وكوادرها بحالة جاهزية قصوى وهي تعمل بشكل متواصل لفتح الطرق في المناطق التي تشهد تساقط الثلوج.
وقال أن أجهزة الوزارة على أهبة الاستعداد وهي بحالة طوارئ مستمرة للتعامل مع الحالات الجوية الطارئة منذ العاصفة الثلجية التي اجتاحت مناطق الجنوب في بداية العام الحالي.
وأشار أبو غيدا الى مواصلة التعاون والتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية في المحافظات من خلال غرف العمليات في المحافظات للتعامل مع العواصف الثلجة والانجرافات والأمطار.
ومن جهتها، أعلنت أمانة عمان الكبرى حالة الطوارئ منذ مساء الاربعاء، تأهباً للأحوال الجوية.
مخزون مائي
هذا، وتوقعت وزارة المياه ان تسهم العاصفة الجديدة في رفع نسبة مخزون المياه في الاردن الذي يعد واحدا من افقر عشر دول في العالم من حيث الثروة المائية.
وكانت أرقام الوزارة اشارت الى أن نسبة كميات المياه المخزنة في السدود شكلت نحو 38% من سعتها التخزينية الإجمالية والبالغة 327 مليون متر مكعب، منذ بدء الموسم المطري الحالي.
وكان مسؤولون في الوزارة "عوّلوا" على أمطار آذار (مارس) الحالي لتعويض تبعات الانحباس المطري الحاصل في بداية الموسم على مخزون السدود.
وأكدوا التزام الوزارة بكميات مياه محددة سواء لأغراض الشرب أو الري، مشددين على أهمية المحافظة على مخزون مائي نظيف صالح للشرب استعدادا لتوقعات زيادة الطلب على المياه خلال الصيف المقبل.
وتساقطت أولى زخات مطرية على المملكة في منتصف تشرين الأول (اكتوبر) العام الماضي، إيذانا ببداية الموسم الشتوي الذي يطل سنوياً في الشهر ذاته.
من جانبه، اكد الامين العام المساعد في وزارة الزراعة محمود النجداوي ان الهطول المطري لهذا الموسم سيزيد في عمر المراعي والنباتات الرعوية لمدة 3-4 اسابيع ويطيل في عمر الربيع.
ولفت الى ان توزيع الامطار بهذا الموسم كان جيدا بين فترات الهطول والدفء، محذرا المزارعين من حدوث الصقيع ودعاهم لاتخاذ الإجراءات والاحتياطات المناسبة حال حدوثه الليلة وغدا.