أكدت وزارة الدفاع الوطني أن المؤسسة العسكرية التونسية ملتزمة بـ"الحياد التام"، في التعامل مع مكونات الساحة السياسية بالبلاد، وذلك إثر تداول وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لحوار مسجل لرئيس حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، مع سلفيين، اتهم فيه "العلمانيين" بالسيطرة على كل مفاصل الدولة، بما في ذلك الجيش.
وشددت الوزارة في بيان لها أوردته وكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات" الرسمية، الجمعة، "أن المؤسسة العسكرية التونسية باقية، وستبقى ملتزمة بالحياد التام، وتقف على نفس المسافة من كل الأحزاب والأطياف السياسية، وبعيدة كل البعد عن التجاذبات والمزايدات السياسية."
وكانت حركة النهضة الإسلامية قد أصدرت بياناً، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ردت فيه على الانتقادات التي طالت رئيسها، بعد تسريب شريط يبدو فيه الغنوشي وهو يعلق على نفوذ القوى العلمانية في البلاد وعلى موقف قوات الجيش والشرطة من الإسلاميين، وقالت الحركة التي تعتبر القوة الأكبر بالتحالف الحاكم، إن كلام الغنوشي "أُخرج من سياقه وتركيبه."
وقال بيان صادر عن رئيس المحكمة السياسي للحركة، عامر العريض: "نشرت جهة مجهولة شريطاً تضمن فقرات متقطعة ومركبة من كلام رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي."التصريحات لم تمر بسلام، بل دفعت 75 نائباً من أصل 217 في المجلس التأسيسي إلى توقيع عريضة تدعو لحل حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في البلاد.
كما دفعت بمحام تونسي إلى رفع دعوى قضائية تطالب بتطبيق المادتين 70 و72 من قانون العقوبات ضده بتهمة المساس بالأمن الداخلي والسعي لتغيير شكل الحكم في البلاد.
وبحسب بيان العريض فإن الشريط مأخوذ من مداخلة للغنوشي، أمام مجموعة من الشباب السلفي في شهر فبراير/ شباط الماضي، خلال المناقشات الدائرة حول الفصل الأول من الدستور، "وتركز حول محاولة إقناع الجميع بالتزام العمل القانوني والمدني والتعايش السلمي، وتبصيرهم بالتحديات والصعوبات المختلفة وتجنب الاستقطاب أو تقسيم المجتمع."
