ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان الرئيس الاميركي جورج بوش، بات مؤيدا لاجراء تحقيق مستقل حول اسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور عليها في العراق، وتواجه اجهزة الاستخبارات بسببها ازمة ثقة عميقة يفترض ان يزيد من خطورتها تقرير برلماني جديد سينشر هذا الاسبوع.
ونقلت الصحيفة الاحد عن مصادر من الحزب الجمهوري ومن الكونغرس ان تغيير موقف الرئيس الاميركي يعود الى الضغوط التي يمارسها في آن واحد برلمانيون جمهوريون وديمقراطيون ورئيس فريق التفتيش الاميركي السابق ديفيد كاي.
وكان رئيس فريق التفتيش السابق اكد في 28 كانون الثاني/يناير امام الكونغرس ان العراق لم يكن لديه اسلحة دمار شامل قبل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا في اذار/مارس الماضي، وان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" اخطأت.
ودعا كاي الى اجراء تحقيق مستقل حول هذه الاخطاء.
وبحث البيت الابيض وزعماء بارزون في الكونغرس الاحد تفاصيل تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في سقطات المخابرات قبل الحرب على العراق.
وقال ترنت لوت السناتور الجمهوري عن ولاية مسيسيبي وعضو لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لشبكة فوكس نيوز "اعتقد انهم يمعنون النظر في الامر ويحاولون الالمام بكافة تفاصيل القضية."
وقال السناتور الديمقراطي جاي روكفلر نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ ان التحقيق يجب ان يجري قبل انتخابات نوفمبر تشرين الثاني القادم ويجب ان يشمل كيف استخدم هؤلاء الذين قرروا خوض
الحرب تقارير المخابرات.
واضاف روكفلر "هذا ما يجب ان تتضمنه. وهذا لم يتم الاتفاق عليه بعد."
وكانت ادارة بوش تعارض حتى الان فكرة اجراء تحقيق مستقل مؤكدة ان فريق التفتيش الاميركي لم ينه بعد عمله.
وقال بوش من جهته الجمعة "انا ايضا اريد معرفة الوقائع. اود ان اكون قادرا على المقارنة بين ما وجده فريق التفتيش في العراق وما كنا نعتقده قبل الذهاب الى العراق".
وكانت "سي آي ايه" اكدت ان نظام صدام حسين كان يملك اسلحة دمار شامل ويمثل نتيجة ذلك خطرا على امن الولايات المتحدة وحلفائها.
غير ان عمليات التفتيش على الارض لم تؤد الى العثور على اي اثر لاسلحة الدمار الشامل في العراق منذ اطاحة النظام السابق.
وينتقد الديموقراطيون ادارة الرئيس بوش بشأن التعامل مع ملف اسلحة الدمار الشامل في العراق وهم يسعون الى الحؤول دون اعادة انتخاب بوش لولاية ئاسية ثانية.
ومن جهتها، تواجه اجهزة الاستخبارات الاميركية، ازمة ثقة عميقة يفترض ان يزيد من خطورتها تقرير برلماني جديد سينشر هذا الاسبوع.
وعبر السناتور الجمهوري بات روبرتس رئيس اللجنة التي اعدت التقرير في مجلس الشيوخ بعد ان استمعت الاربعاء لكاي، عن اسفه لان "جلسات الاستماع هذه لا تتوقف في لجنة الاستخبارات التي تفاجأ باستمرار".
وكان روبرتس اعلن انه سينشر الخميس المقبل تقريرا حول الثغرات في الاستخبارات الاميركية في العراق.
وقد بذل عدد كبير من المسؤولين الاميركيين جهودا كبيرة للتذكير بالقضايا الكبرى التي فشلت فيها الاستخبارات من قصف السفارة الصينية في بلغراد خلال حرب كوسوفو الى اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 .
وطوال هذه الفترة زادت المبالغ التي خصصت للاستخبارات وتقدر حاليا بحوالى اربعين مليار دولار سنويا.
ويؤكد مسؤولو اجهزة الاستخبارات انهم ينفقون مبالغ طائلة من اجل تأهيل جيل جديد من الجواسيس والمحللين وتعزيز مكافحة الارهاب.
ومنذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، لم يتم تغيير اي مسؤول في اجهزة الاستخبارات بينما يؤكد خبراء ان طرق عمل هذه الاجهزة لم تتغير في العمق ايضا.
وقال ريتشارد بيتش العضو السابق في مجلس الامن القومي ولجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ويعمل حاليا في مجلس العلاقات الخارجية "لم تجر عملية اصلاح جذرية بالتأكيد".
ويقيم مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) جورج تينيت الذي عينه الرئيس السابق بيل كلينتون في هذا المنصب، علاقات جيدة مع الرئيس الحالي جورج بوش على ما يبدو وتمكن من تجاوز كل الازمات.
ويتمتع تينيت بسلطة كبيرة على شبكة تضم مختلف اجهزة الاستخبارات معظمها مرتبط بوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) وبعضها تابع لوزارات اخرى بينما ترتبط وكالة الاستخبارات المركزية بحد ذاتها بوزارة الخارجية.
ولا احد يعرف بالتحديد كيف خدعت هذه الشبكة الهائلة الاوسع والاكثر تطورا في العالم، في العراق ويتساءل اعضاء في الكونغرس اليوم عن مدى مصداقيتها وخصوصا بشأن كوريا الشمالية.
وقالت مسؤولة سابقة في الاستخبارات ان الفشل في العراق يكشف "الانهيار الكامل في السنوات العشر الاخيرة للقدرات المتعلقة بتحليل المعلومات".
واضافت "هناك غياب كامل للدقة (...) وبشكل عام يكتفي المحللون الذين يعملون على نقطة ساخنة بالرد على الحوادث اليومية". وتساءلت "في العراق مثلا (...) هل تساءل احد: لنفكر في فرضية بديلة هي ان صدام حسين يحاول الايحاء بانه يملك برامج ليجعل الايرانيين يعتقدون انه يشكل تهديدا؟".—(البوابة)—(مصادر متعددة)