تظاهر الاف التركمان اليوم الاربعاء في بغداد احتجاجا على تهميش دورهم في مجلسي الحكم والوزراء ولجنة صياغة الدستور.
ورفع المتظاهرون الذي تجمعوا بالقرب من مبنى وزارة الاعلام المنحلة بعد منعهم من الاقتراب من القصر الجمهوري حيث مقر قوات التحالف والذي قدم اغلبهم من مدينة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) لافتات كتب عليها "حقوق التركمان تجاهلت من عهد صدام الى مجلس الحكم" و"كلا للدستور الذي يتجاهل حقوق التركمان" و"نرفض الدستور الذي يكتب بايديولوجيات شوفينية" و"نريد دستورا يصون حقوق التركمان" و"نعم لحقوق التركمان ونعم لوحدة العراق" و"نطالب بضمان حقوقنا في الدستور" و"ندعو الى وحدة العراق من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب" و"التركمان وحدهم من يقررون من يمثلهم في مجلس الحكم".
ورفع المتظاهرون اعلاما عراقية وتركمانية زرقاء يطرزها هلال وستة نجوم وصورا لزعماء الاحزاب السياسية التركمانية.
وقال كنعان شاكر عضو الجبهة التركمانية التي تعد من ابرز الاحزاب التركمانية لوكالة فرانس برس ان "الظلم الذي لحق بالتركمان خلال العهود المنصرمة لازال التركمان يعانون منه حتى يومنا هذا".
واضاف انه "على الرغم من التغيير السياسي الذي حصل في العراق عقب سقوط النظام في التاسع من نيسان /ابريل الماضي فلازال التركمان مهمشون في مؤسسات الدولة، وهم مهمشون في مجلس الحكم ومجلس الوزراء ولجنة صياغة الدستور".
واوضح شاكر انه "لذلك قررنا التظاهر للاحتجاج على الظلم الفادح الذي اصيب به التركمان وتحجيم دورهم في العراق على الرغم من كونهم قومية لاتقل اهمية عن العرب والاكراد".
ومن جانبه، اكد مدير مركز "صوباش" للدراسات التركمانية في العراق عبد الحليم خليل افندي ان "التركمان الذين همشوا على مدى ثمانين عاما في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية يطالبون اليوم بحقوقهم القومية اسوة ببقية فئات الشعب العراقي من العرب والاكراد والسنة والشيعة".
واضاف ان "التركمان ليسوا اقلية كما يدعي البعض بل قومية يزيد تعدادها على ثلاثة ملايين و400 الف شخص بحسب الاحصائيات الاخيرة التي اجريت في العراق عام 1957 ولو اجريت احصاءات رسمية جديدة فأن الرقم قد يتجاوز ماذكرناه بكثير".
وطالب افندي بأن "يضمن دستور العراق الجديد وقانون ادارة الدولة حقوق جميع اقليات وفئات الشعب العراقي بمن فيهم التركمان وان تأخذ الكفاءات العلمية موقعها سواء من اي طائفة كانت".
وشارك في التظاهرة العديد من الشيعة من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
ورفع المتظاهرون لافتة سوداء كبيرة كتب عليها"ملايين التركمان ينادون مقتدى الصدر ويطالبونه بالتدخل واخذ حقوق التركمان" وهم يرددون "عاش عاش عاش الصدر".
وقال الشيخ عامر الجبوري مدير مكتب الصدر في كركوك "نحن مع التركمان في المطالبة بحقوقهم ونرفض وندين ونشجب سياسة الغاء الاخرين المتبعة حاليا ونقول لمن يريد تهميش دورهم في العراق الجديد :هم ليسوا اقلية كما يدعي البعض بل غالبية حالهم حال الاخرين يجب ان تحترم حقوقهم وتصان".
وللتركمان ممثل واحد في مجلس الحكم الانتقالي هي الشيعية صون كول جابوك كما ان لهم وزيرا واحدا في مجلس الوزراء هو بيان باقر صولاغ وزير الاسكان والتعمير كما ان لهم ثلاثة اعضاء في لجنة صياغة الدستور.
وتشهد مدينة كركوك التي تحوي مزيجا اتنيا من الاكراد والعرب والتركمان والكلدانيين الاشوريين، توترا بين مجموعاتها ظهر الى العلن اثر سقوط النظام العراقي، وخصوصا مع مطالبة الاكراد بضم المدينة الى اقاليمهم واعتماد الفدرالية كنظام للحكم في البلاد.
وقد شهدت المدينة تظاهرتان ضخمتان، الاولى مؤيدة للفدرالية نظمها الاكراد الذين قدموا مشروعا بهذا الصدد الى مجلس الحكم، والثانية مناهضة للفدرالية نظمها العرب والتركمان.
وانتهت التظاهرة الثانية بصدامات ادت الى مقتل ثلاثة عراقيين وجرح 34 اخرين برصاص القوات الكردية (البشمركة) بالقرب من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة—(البوابة)—(مصادر متعددة)