جاء الاعلان عن احتجاز الجنود غداة مقتل ستة عناصر من قوات النظام السوري في مواجهات مع القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة في شمال شرق سوريا، هي الأولى منذ بدء الهجوم التركي في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.
قالت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء إنه جرى احتجاز 18 شخصا يشتبه بأنهم من قوات الحكومة السورية بالقرب من مدينة رأس العين بشمال سوريا وأضافت أنه يتم التنسيق مع المسؤولين الروس بشأن هذه المسألة.
وقالت الوزارة على تويتر "جرى احتجاز 18 شخصا يعتقد بأنهم من عناصر النظام (السوري) على قيد الحياة في جنوب شرقي رأس العين خلال أنشطة تتعلق بالبحث والرصد والاستطلاع والأمن. المسألة تخضع للفحص والتنسيق مع سلطات الاتحاد الروسي".
وقتل ستة عناصر من قوات النظام السوري في مواجهات الثلاثاء مع القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة في شمال شرق سوريا، هي الأولى منذ بدء الهجوم التركي في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقتل خمسة عسكريين من قوات النظام "بقصف صاروخي نفذته القوات التركية"، وفق المرصد، فيما "أعدم" آخر من قبل الفصائل الموالية لتركيا، خلال مواجهات قرب قرية الأسدية الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات من الحدود التركية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه أولى المعارك بين القوات التركية والقوات السورية منذ بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ضد القوات الكردية.
وعلى الرغم من أن العملية التركية متوقفة منذ الاتفاق الروسي التركي، إلا أن هذه الهدنة تخللتها مواجهات بين قوات من الفصائل الموالية لأنقرة وقوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري.
وفتح الأكراد قنوات اتصال مع دمشق وحليفتها روسيا في أعقاب بدء الهجوم التركي عليهم.
وتعرضت دورية للجيش الروسي الثلاثاء عند معبر الدرباسية الحدودي في شمال شرق سوريا لقذيفة تركية، وفق وكالة سانا السورية الرسمية، التي نددت بـ"عدوان تركي" وأشارت إلى إصابة 6 أشخاص.
وأكد المرصد السوري من جهته الحادث، مشيراً إلى أنه تم عن طريق "الخطأ" لحظة وصول عسكريين روس للقاء نظرائهم الأتراك في المنطقة لمناقشة مسألة الدوريات المشتركة.
وبموجب الاتفاق الروسي-التركي، لا زالت تركيا تملك نفوذاً في منطقة حدودية أخرى في شمال شرق روسيا بطول 120 كلم سيطرت عليها خلال عمليتها العسكرية.
وبطلب من الأكراد، تنتشر قوات النظام في نقاط حدودية عدة شمال البلاد كانت خارجة عن سيطرته لسنوات. ويجد بذلك الجيش السوري نفسه على مقربة من نقاط تنتشر فيها قوات تركية وفصائل موالية لها. كما تتواجد في هذه المنطقة قوات روسية أيضاً.
وهذه التركيبة الميدانية الجديدة للقوات على الأرض السورية تشكّل انعكاساً لمدى تعقيد النزاع السوري الذي يضم العديد من الفصائل المسلحة والقوى الخارجية، فيما التحالفات المرتبطة به في تغير مستمر.
وحذرت القوات الكردية أكثر من مرة من عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في ظلّ فوضى أمنية يتسبب بها الهجوم التركي.
وتحتجز القوات الكردية آلاف الجهاديين من التنظيم بينهم فرنسيون وأميركيون في سجون لها في شمال شرق سوريا، إضافة إلى آلاف النساء والأطفال من عوائل الجهاديين في مخيمات للنازحين.
ويخشى الأكراد من أن عودة النظام السوري إلى شمال سوريا قد يؤدي إلى خسارتهم لإدارتهم الذاتية التي تمكنوا من تأسيسها خلال النزاع المتواصل منذ عام 2011 والذي تسبب بمقتل أكثر من 370 ألف شخص.
اكتمال الانسحاب
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إن مسؤولين روسا أبلغوا السلطات التركية بأن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية انسحبوا من شريط على الحدود السورية التركية خلال مهلة المئة والخمسين ساعة التي حددتها أنقرة وموسكو.
وبموجب اتفاق أُبرم قبل أسبوع بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يتعين أن تعمل قوات حرس الحدود السورية والشرطة العسكرية الروسية على إخراج جميع أفراد وحدات حماية الشعب وأسلحتهم من "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية السورية بحلول الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء.
وبعد هذا الموعد ستبدأ القوات الروسية والتركية دوريات مشتركة في منطقة أضيق بعمق عشرة كيلومترات على الجانب السوري من الحدود.
وأوضح أردوغان أن المحادثات مستمرة بشأن طريقة عمل هذه الدوريات.
وقال في كلمة خلال احتفال في أنقرة بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية التركية "روسيا أبلغت سلطاتنا المعنية أن المنظمات الإرهابية انسحبت بالكامل من (المنطقة الحدودية)".
وأضاف "بالطبع محادثاتنا (مع روسيا) ستستمر غدا كما كانت من قبل".
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد صرح في وقت سابق يوم الثلاثاء بأن وحدات حماية الشعب الكردية أكملت انسحابها قبل المهلة المحددة ولكن مساعدا كبيرا لأردوغان قال إن تركيا ستتأكد الآن من خلال دوريات مشتركة مزمعة مع روسيا ما إذا كان المقاتلون انسحبوا فعلا من المنطقة أم لا.
ويعزز اتفاق بوتين-أردوغان، الذي تم التوصل له في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، اتفاقا لوقف إطلاق النار تم التوصل له بوساطة أمريكية جرى بموجبه تعليق الهجوم التركي في شمال شرق سوريا والذي يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية بسبب صلاتها بمتمردين أكراد في جنوب شرق تركيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية نقلا عن الميجر جنرال يوري بورينكوف المسؤول العسكري الكبير الذي يعمل في سوريا إن 68 وحدة دفاعية كردية تضم 34 ألف فرد انسحبت من "المنطقة الآمنة" بأسلحتها ومعداتها بحلول الموعد النهائي للمهلة.
وقال بورينكوف أيضا إن الجيش السوري أقام 84 نقطة حدودية على الحدود السورية التركية.