يمثل رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب امام محكمة في نيويورك الثلاثاء، لمواجهة الاتهام في قضية دفع اموال لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، وذلك في سابقة هي الاولى لرئيس اميركي سابق او حالي
واستدعي ترامب للمثول امام قاضي محكمة مانهاتن نحو الساعة الثانية والربع بالتوقيت المحلي، وذلك من اجل ابلاغه التهم الموجهة اليه خلال جلسة يترقبها الاميركيون وتثير انقساما بينهم.
وعززت اجهزة الشرطة والامن انتشارها في محيط المحكمة قبيل الجلسة تحسبا لاعمال عنف في ظل تداعي انصار ترامب الى التظاهر احتجاجا على محاكمته التي يعتبرون ان لها دوافع سياسية، فيما يؤكد هو انه ضحية "حملة شعواء".
وكان ترامب توقع في 18 مارس/ آذار أن يتم توجيه الاتهام إليه في هذه القضية، ودعا انصاره الى التظاهر، مرددا بذلك صدى دعوته التي اطلقها حين اعتبر ان الانتخابات سرقت منه عام 2020.
ودفعت تلك الدعوة اضافة الى خطاب القاه لاحقا مئات من انصاره الى اقتحام مبنى الكونغرس في كانون الثاني/يناير 2021.
وانكبت وسائل اعلام في الاثناء، على متابعة رحلة ترامب من مقر اقامته في فلوريدا الى نيويورك، وخطوة بخطوة. لكن لن يكون بمقدورها تصوير مجريات الجلسة بعدما قرر القاضي منع ذلك.
فيش وتشبيه
كما أي مواطن اخر يواجه اتهاما امام المحكمة، سيخضع ترامب لإجراءات روتينية منها الادلاء بتفاصيل اسمه وسنه ومهنته، ثم تؤخذ بصماته وتلتقط له صورة "فيش وتشبيه" ينتظر ان تصبح مصدر احراج للرئيس السابق لسنوات قادمة.

على ان مراقبين قالوا انه ربما سيخضع لترتيبات غير اعتيادية درءا للحرج، ليس لشخصه، ولكن لاعتبارات تتعلق باحترام الموقع الذي كان يشغله، وهو رئاسة البلاد.
وفي اشارة الى مثل تلك الترتيبات، قال محاميه جو تاكوبينا إن ترامب لن يجري تقييده كما هو معتاد لدى دخوله الى المحكمة.
وبحسب معلومات مسربة، فسوف توجه الى الرئيس السابق نحو 30 تهمة تتعلق بتزوير وثائق.
وما هو متوقع الان ان ينفي ترامب التهم الموجهة اليه، ويدفع ببراءته امام المحكمة بعد توجيهها الاتهام اليه رسميا، وبعدها سيتم الافراج عنه الى حين استدعائه مجددا لدى بدء المحاكمة.
ولاطمئنانه الى انه سيخرج من المحكمة عقب الجلسة، دعا ترامب انصاره في فلوريدا لحضور مؤتمر صحفي سيعقده لدى عودته الى مقر اقامته هناك.
وتتعلق القضية بدفع مبلغ 130 ألف دولار قبل أسابيع من انتخابات العام 2016 لشراء صمت دانيالز على علاقة تقول إنها أقامتها مع ترامب قبل سنوات من ذلك.
وكان من شأن اعلان دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، عن تفاصيل العلاقة حينها، ان يضرّ بحظوظ المرشّح الرئاسي الذي فاز في تلك الانتخابات، وهو ترامب.
وتكمن الاشكالية في دفع هذا المبلغ، برغم كونه قانونيا، في اعتباره من قبل مكتب المدعي العام بمثابة تبرّع مستتر في إطار حملة الرئيس الانتخابية، وذلك في انتهاك لقوانين تمويل الحملات.
وسبق ان واجه ترامب قضايا قانونية عدة، لكن لم توجه له اي اتهامات فيها.