برأت محكمة اسرائيلية الخميس، جنديا قتل جريحا فلسطينيا من ذوي الاحتياجات الخاصة في القدس عام 2020، معتبرة انه اطلق النار على الشهيد "دفاعا عن النفس" و"بحسن نية".
وكان الجندي الذي يعمل في وحدة حرس الحدود في البلدة القديمة في القدس، اطلق النار على الشهيد اياد الحلاق المصاب بالتوحد، اثناء كان ممددا على الارض اثر اصابته برصاصة في الجزء السفلي من الجسم في 30 أيار/ مايو 2020.
وقال موقع "عرب 48" ان المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس قررت تبرئة الجندي بعد مداولات في القضية استمرت نحو ثلاث سنوات، بعدما تبنت روايته بانه اطلق النار على الشهيد الحلاق "دفاعا عن النفس".
وبينما اعتبر القرار ان الجندي الذي لم يكشف عن هويته ودخل الى قاعة المحكمة ووجهه مغطى وجلس خلف ستارة "ارتكب خطأ فادحا" حين اعتقد ان الحلاق "مخرب مسلح"، لكنه قال انه لم يعلم ان الشهيد "من ذوي الاحتياجات الخاصة".
الاجهاز على الشهيد الحلاق
وبحسب لائحة الاتهام، فقد عمد جنود قوة اسرائيلية تواجدت قرب باب الاسباط الى مطاردة الشهيد الحلاق بعدما اشتبهوا به لكونه كان يضع كمامة ويرتدي قفازات سوداء اللون ويتلفت حوله اثناء كان في طريقه الى مدرسته في البلدة القديمة.
واثناء ذلك اطلق قائد القوة رصاصتين صوب الحلاق لم تصيباه. وحين دخل الى غرفة نفايات قريبة تواجد فيها عامل نظافة وموظف في الاوقاف ومعلمته التي كانت ترافقه الى مدرسته، تبعه الجندي المتهم واطلق عليه رصاصة استقرت في البطن.
وبعد سقوطه على الارض جريحا رفع الشهيد يده تجاه معلمته وحاول النهوض وهم يتمتم بعبارات غير مفهومة، وذلك قبل ان يعاجله الجندي برصاصة اخرى ادت الى استشهاده، بحسب ما جاء في لائحة الاتهام.
وقالت المحكمة في قرارها انه حين ياتي جريح بحركة سريعة رغم تلقيه الامر بعدم الحركة، فمن الطبيعي ان الجندي قد يفسر ذلك على انه محاولة من المشتبه به كمسلح للضرب مرة اخرى.
بن غفير يرحب
عقب صدور القرار، صرخ والدا الشهيد الحلاق في وجه الجندي "أنت قاتل"، معتبرين ما حصل "عارا على المحكمة" وعلى القوانين الاسرائيلية التي تخصص لليهود نظاما قضائيا وللعرب نظاما آخر مختلفا تماما.
وكادت والدة اياد الحلاق تنهار في قاعة المحكمة وهي تصرخ محتجة ومطالبة بالعدالة لابنها الشهيد.
وعلى النقيض، قوبل القرار بترحيب حار من وزير الامن القومي المتطرف ايتمار بن غفير الذي وصف الجندي بانه "بطل" ويستحق كل الدعم منه ومن الحكومة الاسرائيلية بسبب ما يقوم به من دفاع عن دولة اسرائيل.
وبدوره ايضا، رحب قائد حرس الحدود أمير كوهين بالقرار، معلنا ان الجندي سيعود الى تشكيله العسكري في الوحدة كما ستتم مكافأته عبر الحاقه في دورة لاعداد الضباط خلال الاسابيع المقبلة.
القضاء الاسرائيلي جزء من منظومة الاحتلال
وعلى صعيدها، دانت الخارجية الفلسطينية تبرئة قاتل الحلاق وقرار إلحاقه بدورة ضباط.
واعتبرت الخارجية في بيان قرار تبرئة الجندي دليلا جديدا على إن القضاء في إسرائيل جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، وان قراراته مصممة لتبرئة المجرمين والقتلة وتوفير البل لهم للافات من المحاسبة.
واكد البيان كذلك ان الحكم يثبت أن التحقيقات ومحاكم الاحتلال "شكلية ووهمية" والهدف منها خلق انطباع كاذب بوجود مساءلة ومحاسبة قانونية، داعيا المجتمع والمحاكم الدولية الى تحمل مسؤولياتهما في "محاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
