اكدت واشنطن ان اياد علاوي سيكون رئيسا للحكومة العراقية المؤقتة، بينما دعتها روسيا والدنمرك لمنح هذه الحكومة سيادة كاملة. وفي الغضون، اعلنت القوات الاميركية انها تحقق في الخروقات التي اعترت الهدنة في النجف والكوفة اثر مقتل 5 عراقيين في مواجهات بينها وانصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وقال مسؤول اميركي كبير في بغداد الجمعة ان الولايات المتحدة اكدت ان اياد علاوي سيكون رئيس وزراء العراق في الحكومة المؤقتة.
وقال المسؤول للصحفيين عبر الهاتف "سيكون رئيس الوزراء حين تشكل الحكومة المؤقتة خلال اليومين او الايام الثلاثة القادمة. نظن انه سيكون رئيس وزراء رائعا .. اعتقد ان هذه العملية ستنجح."
واضاف المسؤول ان الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة الخاص الى العراق اوصى باختيار علاوي لشغل المنصب بعد التشاور بشكل موسع مع العراقيين ومجلس الحكم في العراق ومسؤولين اميركيين.
وسيصبح علاوي رئيسا للوزراء عندما تتولي الحكومة المؤقتة السلطة في 30 حزيران/يونيو.
وقال المسؤول "لقد ايدنا توصيته (الابراهيمي) وأيد مجلس الحكم بالاجماع هذة التوصية والعراقيون الذين تحدث معهم (ايدوها) بالطبع."
روسيا والدنمرك
من جهة اخرى، فقد دعت روسيا والدنمرك الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة الى السماح بسيادة كاملة للحكومة العراقية المؤقتة وقال البيت الابيض ان بوش مستعد لاجراء تغييرات في مسودة قرار بالأمم المتحدة بشأن العراق.
وتريد الحكومات الاوروبية خطوطا رئيسية صارمة بشأن وضع القوات الاميركية في العراق في نص مشروع قرار بالامم المتحدة من المقرر ان يوافق على الحكومة العراقية الجديدة التي من المقرر ان تتولى السلطة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في 30 حزيران/يونيو.
وتشعر هذه الدول بقلق من ان القوات الاميركية ستعمل خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية المؤقتة. وواشنطن غير مستعدة للسماح بوضع القوات الأميركية تحت قيادة عراقيين ولكنها وعدت بأن تعمل في "شراكة وثيقة" مع قوات الأمن العراقية.
وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض انه على الرغم من المخاوف التي أعرب عنها حلفاء رئيسيون يعتقد المسؤولون الأميركيون بوجود دعم قوي بوجه عام لمشروع قرار بالامم المتحدة.
وقال "اعتقد ان الجميع يعترفون بانه ستكون هناك بعض التنقيحات والتعديلات التي سيتم ادخالها.هذا جزء من العملية."
وتحدث بوش تليفونيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مشروع القرار بعد يومين من مناقشته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال الخميس ان المسودة الأميركية البريطانية بحاجة الى "تحسينات جادة."
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن بوتين قوله "هذا القرار سينجح فقط اذا سُمح للشعب العراقي بأن يكون صاحب القرار في مصيره واذا أنشأ آلية لبعث سيادة حقيقية."
وقال بوش الذي التقى مع مجلس الامن القومي في وقت سابق الجمعة انه أبلغ بوتين "اننا سنتوصل لترتيب سيتيح لنا مساعدة الشعب العراقي على تأمين بلاده حتي يمكن لها ان تتحرك قدما نحو الانتخابات"
ولم يدل بوش بتفصيلات ولكن البيت الابيض وعد بان تكون هناك رسالة توضح العلاقة بين الحكومة المؤقتة والقوة متعددة الجنسيات وانها ستضاف كملحق لقرار الامم المتحدة.
واقترحت الصين ان ينتهي تفويض القوة متعددة الجنسيات في كانون الثاني/يناير مع خيار تجديد ذلك اذا وافقت الحكومة العراقية المنتخبة على ذلك.
وعقد بوش ايضا محادثات في المكتب البيضاوي مع اندرس فو راسموسن رئيس وزراء الدنمرك الذي وصل الى واشنطن قائلا انه سيحث بوش على ضمان حصول الحكومة العراقية المؤقتة على سلطة حقيقية بما في ذلك القدرة على اتخاذ القرارات العسكرية.
وقال راسموسن وقد وقف بوش بجواره في تصريحات للصحفيين "نحتاج الى نقل لسيادة حقيقية لحكومة عراقية ..حكومة عراقية يتم تزويدها بكل علامات ومباديء حكومة ذات سيادة."
تحقيق اميركي في خرق الهدنة
وعلى صعيد التطورات الميدانية، اعلن نائب قائد العمليات لقوات الاحتلال في العراق الجنرال مارك كيميت إن قواته تحقق في الخروقات التي حدثت في الهدنة التي أعلنها مقتدى الصدر.
ولكنّه أكد أن الأمر يحتاج لعدة أيام لتحديد رأي قاطع في الأمر.
وأوضح كيميت أن 16 قذيفة هاون استهدفت مقر القوات الأميركية قرب النجف، فيما كان الوضع هادئا في النجف يبدو أن الهدنة تعرضت لانتهاكات.
وكان خمسة عراقيين قتلوا وجرح أربعة عشر آخرون إثر تجدد المواجهات في النجف والكوفة بين قوات الاحتلال وجيش المهدي.
وقال متحدث عسكري أميركي إن جنديين أميركيين أصيبا بجروح في هجوم أدى أيضا إلى إعطاب آلية أميركية.
ونقل المراسل عن مصادر في جيش المهدي أن مقاتلي الجيش لم يبادروا بإطلاق النار وإنما ردوا على نيران تعرضوا لها بعد دخول قوات الاحتلال إلى المدينة.
في غضون ذلك نجا صدر الدين القبانجي أحد قيادات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية من محاولة اغتيال عقب انتهائه من أداء صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي في النجف الأشرف.
وقال السيد فتاح الذبحاوي مدير مكتب إمام جمعة النجف إن التحقيق مازال جاريا بشأن معرفة الجهة التي حاولت اغتيال السيد صدر الدين القبانجي، مشيرا إلى أن عناصر ربما تكون من النظام السابق قد اندست في جيش المهدي وحاولت تنفيذ الهجوم.
وفي تطورات ميدانية أخرى قتل مدني عراقي وأصيب أربعة آخرون بجروح في اشتباك بين دورية أميركية ومهاجمين مجهولين في بعقوبة شمال شرق بغداد.
وفي الرمادي غرب بغداد تعرضت دورية أميركية راجلة تعرضت لانفجار عبوة ناسفة عند مقبرة مدينة الخالدية شرقي المدينة صباح الجمعة، وفتشت القوات الأميركية المنطقة بحثا عن عبوات أخرى.
وفي كركوك قتل عراقي تركماني وتم اعتقال اثنين آخرين في هجوم على مقر الحزب الوطني التركماني في المدينة المقرب من الحزبين الكرديين الرئيسيين.
من جهة أخرى أطلقت قوات الاحتلال دفعة جديدة من المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب قرب بغداد بعد أيام من الإفراج عن العشرات من المعتقلين العراقيين. كما أعلن متحدث باسم سلطة الاحتلال أنه تم الإفراج عن فريق شبكة "ان بي سي" التلفزيونية الأميركية بعدما خطف أفراده لأكثر من 48 ساعة في مدينة الفلوجة غرب بغداد—(البوابة)—(مصادر متعددة)