تتابع الأونروا وببالغ القلق والاهتمام الصور المروعة التي التقطتها وكالات الأنباء والتقارير العديدة بشأن العديد من الإصابات التي وقعت في صفوف لاجئي فلسطين وهم يحاولون الفرار من مخيم اليرموك. وتفيد التقارير الأولية بأن غارات جوية قد قصفت وسط اليرموك؛ فيما تقول الأنباء الواردة بأن المخيم يعيش حالة من الفوضى مع استمرار القتال في الأجزاء الجنوبية من المخيم تمتد ببطء نحو الشمال، وبأن العائلات تحاول الهرب على الأقدام نظرا لأن الأشكال الأخرى من وسائل المواصلات تقف عاجزة عن الحركة داخل المخيم.
وقد حذرت الأونروا مرارا وتكرارا من أن فشل الأطراف المتنازعة في الإيفاء بالتزاماتها بحماية اللاجئين المدنيين وباحترام حيادهم سيكون له عواقب قاسية وطويلة الأمد. كما حذرت الوكالة من المحاولات الرامية إلى إشراك اللاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم 525,000 شخص مباشرة في النزاع. إن الأحداث المروعة التي جرت اليوم تثير تساؤلات خطيرة حيال استقرار وحماية لاجئي فلسطين في سورية.
وحتى الآن، فإن العديد من اللاجئين الفلسطينيين، والسوريين أيضا، قد تعرضوا للقتل والإصابة وأجبروا على الفرار. إن عمليات القتل التي حدثت اليوم في اليرموك ترسل إشارة واضحة ومؤسفة مفادها أن دعوات الأونروا، ودعوات غيرها، لكافة الأطراف لحماية المدنيين واحترام حيادية اللاجئين الفلسطينيين قد ذهبت أدراج الرياح.
وقد ناشد المفوض العام للاونروا فيليبو غراندي السلطات السورية وكافة الأطراف المتنازعة بالمحافظة على أمن اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في سورية. وتأخذ مناشدة المفوض العام هذه طابع الاستعجال في أعقاب الأحداث التي جرت اليوم.
الأونروا ستواصل بمراقبة الوضع أولا بأول فيما سيستمر موظفوها الموجودون في البلاد بتقييم الأوضاع وتقديم أية مساعدة ممكنة.
الأونروا هي وكالة تابعة للأمم المتحدة أنشأتها الجمعية العامة في عام 1949 وأنيطت بها مهمة تقديم المساعدة والحماية لنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني مسجل وتتمثل مهمتها في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة لتحقيق أقصى إمكانياتهم في مجال التنمية البشرية، في انتظار التوصل إلى حل عادل لمحنتهم. خدمات الأونروا تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية للمخيمات والتمويل الصغير ومساعدات الطوارئ.
الدعم المالي للأونروا لم يواكب زيادة الطلب على الخدمات والناجمة عن تزايد أعداد اللاجئين المسجلين، وتوسع الحاجة، وتفاقم الفقر. ونتيجة لذلك، فان الميزانية العامة للوكالة، والتي تغطي الأنشطة الأساسية للأونروا وتعتمد ما نسبته 97 في المائة منها على التبرعات، تبدأ كل عام بعجز كبير متوقع.