اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين، ان بلاده سترد بشكل "حازم" اذا واصلت ايران تصعيد نشاطاتها العسكرية في العراق، فيما اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان "لا مكان بعد اليوم للميليشيات" في بلاده بغض النظر عن انتماءاتها.
وقال بوش في مقابلة مع الاذاعة الوطنية العامة "اذا صعدت ايران نشاطاتها العسكرية في العراق للمساس بقواتنا هناك او العراقيين الابرياء، فسنرد بشكل حازم".
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي غوردون جوندرو انه "اذا ارادت ايران التوقف عن لعب دور مدمر في الشؤون العراقية وارادت لعب دور بناء، فاننا بالتاكيد نرحب بذلك". لكن اردف "لدينا ادلة ضئيلة الى الان (على انشطة بناءة) وبصراحة، كل ما رايناه هو ادلة على العكس".
وتتهم الولايات المتحدة ايران بتمويل وتدريب وتسليح مليشيات شيعية في العراق تنسب اليها عمليات تصفيات طائفية وهجمات تستهدف القوات الاميركية.
المالكي والمليشياتوفي بغداد، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاثنين ان "لا مكان بعد اليوم للميليشيات" في بلاده.
ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله خلال لقائه وزير الدفاع البريطاني ديز براون في بغداد الاثنين ان "الجميع يعلم ان لا مكان بعد اليوم للميليشيات كما ان المناطق الحاضنة للارهاب تعلم جيدا انه لن يكون بامكانها الاستمرار في ايواء المنظمات الارهابية".
واكد ان "الخطة الامنية الجديدة تستهدف فرض القانون على الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية اوالقومية او السياسية (...) وجديدها هو القيادة العراقية للعمليات".
واضاف ان "التنسيق بين قواتنا والقوات المتعددة الجنسيات اثبت ان قواتنا على درجة عالية من الاقتدار والمسؤولية واذا استقر الوضع في بغداد فاننا سنكون قادرين على تحقيق الامن والاستقرار في المناطق الاخرى".
من جهته نسب البيان الى براون قوله انه "يجد ان هناك تحسنا مستمرا في اداء الحكومة" ودعا "جيران العراق الى دعم تحقيق الامن والاستقرار فيه".
وتابع ان اللقاء "بحث عملية نقل الملف الامني في البصرة الى القوات العراقية والاستعدادات الجارية" في هذا الشان كما ناقش "الجانبان الدور الذي يمكن ان تلعبه القوات البريطانية" بعد ذلك.
وكانت بريطانيا اعلنت رغبتها خفض عدد جنودها في العراق بضعة آلاف قبل نهاية العام الحالي. وينتشر حاليا حوالى 7100 جندي في جنوب العراق قتل منهم 130 منذ بدء الغزو الاميركي في 2003.
تمرد المهدي
في هذه الاثناء، اعلن شيروان الوائلي وزير الامن الوطني العراقي الاثنين ان زعيم جماعة عراقية يدعي بانه المهدي المنتظر قتل في اشتباك دار الاحد قرب مدينة النجف مع مئات من أنصاره.
وقال الوائلي ان نساء وأطفالا انضموا الى أنصاره الذين يتراوح عددهم بين 600 و700 ويطلقون على أنفسهم "جند السماء" على مشارف النجف ربما يكونون من القتلى. وأضاف أن من لم يقتلوا اعتقلوا.
واشتبكت القوات العراقية مدعومة بقوات أميركية مع الجماعة بعد أن علمت أنها كانت تخطط لشن هجوم على مبنى للقيادات الشيعية في النجف الاثنين. وقال الوائلي "هو يدعي ان واحدة من علامات ظهور المهدي هي قتله للعلماء الدينيين في النجف ويفتي ايضا بعدم صلاحيتهم. ثم يأتينا بفكر الامام المهدي ويقول ان الارهاب يأخذ الوانا متعددة مرة من خلال نهج تكفيري ثم يأتينا بفكر الامام المقدس... كلام لا يمكن ان يدخل الى بال عاقل."
وقال الوائلي عن زعيم الجماعة انه ادعى انه المهدي مضيفا انه استخدم الاسم الكامل وهو المهدي بن علي بن علي بن ابي طالب ليدعي انه من نسل النبي محمد.
وأضاف "لقد قتل" مضيفا أنه يبلغ من العمر 40 عاما ويعتقد أنه من منطقة قريبة من الديوانية الشيعية.
وذكر انه ما زال يتم التحقق من العدد الاجمالي للقتلى الذي اعلن مسؤولون عراقيون اخرون انه 300 مسلح مشيرا الى ان العدد المبدئي حوالي 200 مسلح. ولا تزال عمليات التمشيط جارية في المنطقة حيث عززت دبابات ومروحيات ومقاتلات اميركية القوات العراقية خلال المعركة التي استمرت 24 ساعة.
وقال الجيش الاميركي ان جنديين اميركيين قتلا عندما سقطت مروحيتهما خلال القتال.
واورد بيان وزعته في النجف جهات لم تذكر هويتها رواية مغايرة لما تعلنه الحكومة العراقية، وقال البيان ان الضحايا جميعهم من افراد عشيرة عراقية كانوا متوجهين الى النجف في رحلة دينية.
وقال البيان ان الجنود عند نقطة تفتيش للجيش العراقي قتلوا احد افراد عشيرة الحواتم اثر جدال معه، فرد اقرباؤه بمهاجمة دورية للجيش، ما استدعى طلب تعزيزات من القوات الاميركية والعراقية الى المكان.
وبحسب البيان الذي لم يتسن التأكد من صحة معلوماته، فقد قتل من 29 من افراد الجيش العراقي الى جانب جنديين اميركيين تم اسقاط مروحيتهما.
المزيد من العنف
من جهة اخرى اعلنت مصادر امنية واخرى طبية عراقية مقتل 11 شخصا اشخاص واصابة اخرين بجروح في اعمال عنف متفرقة في بغداد ومناطق اخرى الاثنين.
واوضحت المصادر ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب خمسة اخرون بجروح عندما فجر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه عند حاجز للجيش العراقي في ساحة عدن قرب منطقة الحرية في شمال بغداد.
الى ذلك اطلقت مجموعة من المسلحين النار على موكب حسيني في حي البياع (جنوب غرب) ما اسفر عن اصابة خمسة اشخاص بجروح. واضافت المصادر ان "اربعة اشخاص قتلوا واصيب خمسة اخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة تقل مدنيين قرب الجامعة المستنصرية (شرق)".
وفي وقت لاحق اكدت المصادر "اصابة ثلاثة اشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند المدخل الخلفي للجامعة المستنصرية".
كذلك قتل شخص واصيب ثلاثة اخرون في انفجار سيارة مفخخة في منطقة البلديات المحاذية لمدينة الصدر الشيعية (شرق). كما قتل شرطي امام مصرف في منطقة الكرادة (وسط). وادى انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في منطقة اليرموك (غرب) الى اصابة اثنين من عناصر الدورية بجروح.
واكد مصدر في وزارة الداخلية "اصابة خمسة اشخاص بجروح جراء سقوط قذائف هاون على منازل في منطقة ابو دشير (جنوب غرب بغداد)".وفي كركوك (255 كم شمال بغداد) اعلن النقيب في الشرطة عماد جاسم "مقتل شخص بانفجار عبوة ناسفة وسط" المدينة.
واشار الى "اصابة محمد احمد حسين مدير ناحية الرياض (غرب كركوك) واحد حراسه بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في كركوك".
وفي الكوت (175 كم جنوب-شرق بغداد) اكد مصدر امني "العثور على ثلاث جثث مجهولة الهوية احداها مقطوعة الرأس قرب ناحية الصويرة".
—(البوابة)—(مصادر متعددة)