بوش يجدد دعوته لاصلاح المنطقة واجتماع اميركي اوروبي لبحث المبادرة

تاريخ النشر: 28 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الاميركي دعوته لاصلاح الشرق الشرق الاوسط رغم معارضة الانظمة العربية لفرض هذا الاصلاح من الخارج يزور المنطقة مسؤول اميركي لبحث المبادرة الاميركية التي سيبحثها اجتماع اميركي اوروبي يعقد الاسبوع الحالي. 

بوش 

استأنف الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة دعوته لدول الشرق الاوسط لتطبيق اصلاحات ديمقراطية رغم العداء العربي العلني لما يعتبره الزعماء الاقليميون أنانية السياسة الأميركية. 

وطرح بوش خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع المستشار الألماني جيرهارد شرودر أفغانستان بعد حركة طالبان كمثال للتغير السياسي الذي يعتقد أنه يمكن تحقيقه في مناطق أخرى من خلال تطبيق مؤسسات ديمقراطية. 

وقال بوش الذي تعهد بتنصيب حكومة ديمقراطية في عراق ما بعد الحرب "أنه تراث نحتاج للعمل بشأنه من أجل المساعدة في تغيير عادات العنف والخوف والاحباط التي أفرزت الارهاب في الشرق الاوسط". 

"سواء كان في الاراضي الفلسطينية أو في مناطق أخرى بالشرق الاوسط فان انشاء مؤسسات تبقى رغم أهواء الرجال والنساء أمر جوهري ومبدئي وأولوي". 

وصرح الرئيس الاميركي ان "احدا يجب الا يفقد رؤيته الحقيقية بأن تسوية للنزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين ضرورية اذا اراد احد جلب السلام الى هذه المنطقة".  

واضاف: "تعرفون ان هناك تشكيكاً في مدى قدرة الشعوب في الشرق الاوسط على ان تحكم نفسها. وانا ارفض بشدة هذا التشكيك... الذي يمكن وصفه بسخرية اذا ما تمسك الناس بهذا الموقف لأنني اعتقد ان الحرية هي بالوراثة جزء من كل نفس، واذا ما اعطيت الشعوب الآلية المناسبة والمؤسسات المناسبة فانها تستطيع ان تحكم نفسها".  

واكد ان "شرقاً اوسط يحكم نفسه ومؤسساً على الحرية والديموقراطية، سيجعل العالم اكثر سلاماً. انه ارث يجب ان نعمل من اجله كي نساعد على تغيير عادات العنف والخوف والاحباط التي ولدت الارهاب في الشرق الاوسط".  

وأصدر بوش وشرودر أيضا بيانا مشتركا أعلنا فيه التزام بلديهما بالهدف المتعلق بتشجيع"الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية وسيادة القانون والفرص الاقتصادية والأمن  

في الشرق الاوسط الكبير". 

وقال شرودر"عند مناقشة أي مخطط تمهيدي للحدود ومنهج حدودي هنا يجب ألا يغيب عن الذهن أن التوصل لتسوية للصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين ضروري اذا كانت هناك رغبة في إحلال السلام في هذه المنطقة." 

مسؤول اميركي يزور المنطقة 

وفي سياق المبادرة الاميركية، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان وكيل وزارة الخارجية مارك غروسمان سيسافر الى الاردن ومصر والمغرب والبحرين ليناقش سبل تعزيز الاصلاح فيها. وقال ان "افكار الاصلاح يجب ان تأتي من المنطقة".  

كذلك تشمل جولة غروسمان التي تبدأ في 29 شباط/فبراير وتنتهي في 5 آذار/مارس تركيا وحلف شمال الاطلسي.  

وقال باوتشر ان محادثاته مع الحلفاء ستشمل ما يمكن ان يقدمه حلف شمال الاطلسي للمساعدة في الاصلاح والامن في الدول العربية.  

وتحدثت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس في كلمة في مكتبة ومتحف رونالد ريغان في كاليفورنيا عن "عجز الحرية" في الشرق الاوسط. وقالت ان بوش يرى بوضوح ان "ايديولوجية الارهاب هي الوريث المباشر للشيوعية والنازية والفاشية وكل الايديولوجيات القاتلة في القرن العشرين, وان الصراع ضد الارهاب هو في الاساس صراع للرؤى والقيم... والارهابيون يعطون الانتحار والموت والطغيان الديني الكاذب, في حين ان اميركا وشركاءنا يسعون الى اعطاء دفع لقضية الحرية والدفاع عن عزة كل شخص".  

رفض عربي 

وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعرب زعماء ومعلقون عرب علانية عن اعتراضهم  

على مبادرة واشنطن للشرق الاوسط الكبير وهي خطة تدعو الى انفاق الدول الصناعية  

الكبرى مزيدا من الأموال لتشجيع المجتمع المدني والانتخابات الحرة واقتصاديات السوق. 

ولم تنشر الولايات المتحدة نص المبادرة ولكن صحيفة الحياة التي تصدر في لندن نشرت  

مسودة ورقة عمل هذا الشهر. 

ومن المتوقع تقديم نسخة نهائية في اجتماع قمة تعقده مجموعة الدول الصناعية الثماني  

الكبرى في العالم في حزيران/يونيو. 

وقال الرئيس المصري حسنى مبارك لرؤساء تحرير الصحف المصرية في الاسبوع الماضي ان الاصلاح ضروري ولكنه رفض الوصفات الجاهزة المقترحة من الخارج. 

ووصف الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المبادرة الأميركية بالخاطئة مئة بالمئة.  

واكد في حديث اجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية امس الجمعة ان المبادرة الاميركية "خاطئة مئة بالمئة"، مؤكدا انه "ليس هناك محادثات حقيقية ولا حوار". وقال انهم يطرحون هذه الاقتراحات في حين يهددون باجتياح دول عربية اخرى ولا يعيرون اي انتباه للنزاع الاسرائيلي العربي، وكأن الرسالة تقول "انسوا هذه المسألة". لكن من المستحيل ان ينسى العرب. ثمة اخطاء اكثر مما ينبغي. 

اجتماعات لبحث تطوير الجامعة 

ورغم الرفض العربي للمبادرة الاميركية الا ان الساحة العربية تشهد تحركات عديدة لبحث مشاريع لتطوير الجامعة العربية كخطوة من ضمن خطوات اصلاحية وفي هذا السياق تشهد الساحة الخليجية والعربية اعتباراً من يوم غد السبت ولمدة اسبوع اجتماعات مكثفة محورها الرئيسى تطوير آلية منظومة العمل العربى المشترك وتفعيل جامعة الدول العربية من خلال تعديل نظامها الاساسى لتكون اكثر كفاءة وقدرة على التعبير عن الموقف العربي وذلك في اطار الاعداد لمؤتمر القمة العربي في تونس يومي 29 و30 اذار/مارس المقبل. وسيركز المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية فى اجتماعات دورته العادية التسعين التى تبدأ فى الرياض اليوم على تنسيق مواقف دول المجلس تجاه تفعيل العمل العربى المشترك. 

وصرح عبد الرحمن بن حمد العطية الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لوكالة انباء الامارات ردا على سؤال عما اذا كان هناك ورقة عمل مشتركة لدول المجلس لاصلاح العمل العربي المشترك بأن المجلس الوزاري سيولى في اجتماعه اليوم اهتماما خاصا لهذا الامر وسيبحثه من كافة جوانبه مشيرا الى وجود مبادرات ومرئيات لدول المجلس فى هذا الشأن بهدف الخروج بتصور مشترك عشية الاجتماع الاستثنائى لوزراء الخارجية العرب. 

وقال في تصريحه ان الدورة التسعين وهى الاولى للمجلس الوزاري بعد قمة قادة دول المجلس التي عقدت في الكويت كانون الاول/ديسمبر الماضي ستبحث مسيرة التعاون بين الدول الاعضاء والتطورات الاقليمية والدولية الراهنة.  

وأعلن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية نور الدين حاشد ان القمة العربية في تونس ستكون فرصة لاعلان "قيام جامعة عربية جديدة". 

وقال حاشد ان "القمة العربية المقبلة في تونس ستكون فرصة امام القادة العرب لاعلان (قيام جامعة عربية جديدة) من خلال تبني مشروع تطوير وتحديث واصلاح الجامعة العربية". واوضح ان مشروع الاصلاح الذي سيعرض على وزراء الخارجية اعده الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى استنادا الى مشارع اصلاح عرضها مختلف اعضاء المنظمة. 

وسيقدم الوزراء خلال اجتماعهم في 1 و2 اذار/مارس في القاهرة ردودهم على الوثيقة التي اعدها موسى. وسيعرض النص الذي سيوافقون عليه بعد ذلك على القمة في تونس. 

مبارك يبدأ جولة أوروبية خلال أيام 

وفي هذا السياق ، قالت صحيفة "البيان" الاماراتية ان الرئيس المصري حسني مبارك سيبدأ نهاية الأسبوع الحالي جولة أوروبية مهمة قبل زيارته المرتقبة للولايات المتحدة الأميركية. تضم الجولة رئيس كل من ايطاليا ـ فرنسا وبريطانيا ويلتقي خلالها بكل من بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا وجاك شيراك رئيس فرنسا وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني. 

وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية ان جولة مبارك الأوروبية تكتسب أهمية خاصة لكونها تأتي قبل القمة العربية وقبل زيارة الرئيس لواشنطن.. كما انها تأتي في وقت دقيق وحساس تمر به القضية الفلسطينية والمسألة العراقية وفي اطار استمرار المسعى المصري الذي يقوده مبارك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ودعم علاقات مصر الثنائية بتلك الدول. 

بحث اوروبي – اميركي لمبادرات الاصلاح 

ربما تبدو العلاقات عبر ضفتي الاطلسي سيئة حين يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات تجارية على الولايات المتحدة لكن الجانبين يعدان فيما يبدو للبحث يوم الاثنين، عن ارضية مشتركة بشأن الشرق الاوسط في محادثات بواشنطن في نفس اليوم. 

وقال دبلوماسيون ان الاجتماع سيغطي موضوعات شهدت خلافات عميقة العام الماضي لكن المواقف تقاربت منذ ذلك الحين بشأن تلك الموضوعات ومنها بصورة خاصة حرب العراق والصراع الاسرائيلي الفلسطيني وكيفية التعامل مع برنامج ايران النووي. 

وفي اشارة الى اتفاق هذا الاسبوع بشأن خطط اوروبا المتعلقة بنظام ملاحة عبر الاقمار الصناعية ينافس النظام الاميركي لتحديد المواقع العالمية (جي.بي.اس) قال دبلوماسي اوروبي "بعد كل التوترات يبدو الان تصميم على العثور على حلول عملية والمضي قدما". 

واتفق مسؤول اميركي مع هذا التقييم ووصف الاتفاق بشأن انظمة الملاحة على انه "صفقة رابحة للطرفين" ومقدمة جيدة لاجتماع الاسبوع القادم الذي يعقد كل ستة اشهر. 

وسيشارك في الاجتماع وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومفوض العلاقات الخارجية بالاتحاد كريس باتن ووزير الخارجية الايرلندي برايان كوين الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حاليا. 

وسيسعى المجتمعون للاعداد لقمة اميركية اوروبية كبيرة في حزيران / يونيو تأمل واشنطن ان تتلاقى خلالها افكار متعددة من اجل مبادرة "للشرق الاوسط الكبير". 

ويقول مسؤولون اميركيون ان خطة واشنطن هي ان تقدم لدول المنطقة من المغرب حتى افغانستان صفقات تجارية وارتباطا سياسيا ودعما عسكريا مقابل اصلاح ديمقراطي. 

ويتشكك الاوروبيون فيما اذا كانت مثل هذه المنطقة مترامية الاطراف يجمع بينها اي رابط كوحدة واحدة ويخشون ان تشتت الخطة الانتباه عن الحاجة لانعاش "خارطة الطريق" من اجل السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. 

وهم يفضلون خطوات اكثر تواضعا مثل تعميق الشراكة بين حلف الاطلسي ودول البحر المتوسط ودعم العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والخليج وزيادة التأكيد على الديمقراطية وحقوق الانسان في عملية برشلونة المتعلقة بالمساعدات والتجارة بين الكتلة الاوروبية ودول المتوسط. 

وقال المسؤول الاميركي "هناك بعض التشكك والانتقاد من ان تكون عملية اصلاح عابرة... تهدف لمجرد صرف الانتباه عن ان خارطة الطريق اصبحت حاجز طريق. لا اعتقد ان هذا هو الوضع." 

واضاف ان باول سيكون "مستعدا للرد" يوم الاثنين على وجهة النظر الاوروبية والتي عبر عنها اشد منتقدي الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق بأن المجتمع الدولي يجب ان يعالج الاسباب الاجتماعية والاقتصادية الجذرية لعدم الاستقرار في المنطقة. 

وتجادل المانيا بأن سوريا وايران لا يمكن استبعادهما من اي مبادرة اكبر للشرق الاوسط. 

ووحدت القوى الثلاث الكبرى في الاتحاد الاوروبي بريطانيا وفرنسا والمانيا جهودها ثانية الاسبوع الماضي لاقناع ايران بأن تجمد تماما انشطة تخصيب اليورانيوم بعد اقناع طهران بقبول عمليات تفتيش فورية متعمقة لبرنامجها النووي. 

ويقول دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي يعتقد ان ايران يجب ان تكافأ بتعاون نووي سلمي واستئناف المحادثات التجارية اذا التزمت لكن واشنطن التي تؤيد الان مبادرة الدول الثلاث الكبار بعد شكوك مبدئية ما زالت تعارض اي مساعدة للبرنامج النووي المدني لطهران. 

ومن القضايا الاخرى على جدول الاعمال يوم الاثنين.. العراق وتسليم بعثة حلف الاطلسي لحفظ السلام في البوسنة الى الاتحاد الاوروبي ومحادثات السلام القبرصية وترشيح تركيا لدخول الاتحاد والوضع في افغانستان قبل مؤتمر برلين الشهر القادم والعلاقات مع روسيا—(البوابة)—(مصادر متعددة)